على الرغم من ان خروج البرتغالي ​كريستيانو​ رونالدو من ​ريال مدريد​ إلى يوفنتوس شكل حدثاً هو الأهم في فترة الإنتقالات الصيفية، إلا ان الكثير من علامات الاستفهام التي رافقت انتقال الدون إلى ​السيدة العجوز​ سرعان ما تبددت لتحل مكانها أسئلة أخرى حول خلفه في الميرينغي.

وفي الوقت الذي كانت فيه كل الأنظار تتجه نحو لاعبين كبار في أندية أخرى من أجل الحلول مكان نجم الفريق في السنوات التسع الأخيرة، كان ​فلورنتينو بيريز​ رئيس ريال مدريد يجترح كعادته الأفكار والحلول المفاجئة حتى لمن هم حوله وأخرج ورقة اللاعب الشاب ​ماريانو دياز​ الذي ترعرع في أكاديمية الريال وخاض موسماً ناجحاً بامتيار في الدوري الفرنسي مع ​فريق ليون​.

ولأن بيريز يدرك جيداً ان خطواته لا بد وأن تكون كاملة قرر منح القميص رقم 7 أي رقم رونالدو من أجل ان يرتديه في مسيرته مع الفريق، وكأن الحاكم بأمره في ​سانتياغو بيرنابيو​ سعى لإرسال رسالة لمن يعنيهم الأمر انه قادر على "استنساخ" كريستيانو آخر خلال الفترة المقبلة.

ربما لا يتعلق الأمر حالياً بقدرة هذا اللاعب على تكرار ما فعله النجم البرتغالي على مدى السنوات التسع الماضية لأن الجميع بات ينظر إلى ماريانو دياز على انه خليفة كريستيانو رونالدو على الرغم من ان اللاعب ما يزال في بدايته، إلا ان ما فعله مع ليون وتسجيله 18 هدفاً في موسم واحد فاقت ما سجله كريم بنزيما في موسمين، منح الكثيرين الاسباب الموجبة لتوقع نجاحه في مدريد.

حتى الآن من الصعب التكهن بأن دياز هو الورقة الرابحة للمدرب لوبيتيغي بعد رحيل رونالدو، لكن من يتابع ما يدور في أروقة النادي الملكي يدرك حجم الثقة التي يتم منحها للاعب الشاب، وكأن ادارة ريال مدريد بقيادة بيريز تريد صناعة نجم بأي ثمن يكون قادراً على اثبات صحة قرارها بالتخلي عن رونالدو بعد سنوات ناجحة في سانتياغو برنابيو.

ومما لاشك فيه ان نجاح دياز مع الميرينغي في المباريات المقبلة سيعزز من قدرته على أظهار وجه آخر ومختلف للرقم 7 غير الذي كان يحمل اسم البرتغالي سابقاً، كما انه في المقابل سيزيد الضغوط على الدون والذي لم يعرف طريق المرمى حتى الآن مع السيدة العجوز على الرغم من مرور ثلاث جولات من الدوري الايطالي لكرة القدم، وبالتالي سيكون فلورنتينو بيريز قد ضرب عصفورين بحجر واحد، الأول التعاقد مع لاعب مميز ليس من فئة الخمسة نجوم، والثاني التأكيد على صحة قراره بالتخلي عن الدون.

يبقى القول ان الايام المقبلة ستكون كفيلة من دون ادنى شك بإثبات صحة نظرية فلورنتينو بيريز من عدمها!.