لم تكن البداية الجديدة للمنتخب الإيطالي بعد نكسة الفشل في التأهل الى مونديال 2018 في ​روسيا​ مرضية للكثيرين ممن توسموا خيراً بتعيين ​روبرتو مانشيني​ مدرباً، خاصة وان النكسة التي تعرض لها الأتزوريللمرة الأولى منذ 58 عاماً كانت أكبر من أن يتم استيعابها بين يوم وليلة.

جاء التعادل أمام ​بولندا​ في بداية مشوار ​دوري الأمم الأوروبية​ ليجدد التأكيد على أن الغياب عن ​كأس العالم​ الأخيرة شكل ضربة قاصمة لصورة ​ايطاليا​ ككل، ترافقت مع اعتزال جيل ذهبي لطالما كان الايطاليون يعولون عليه وفي مقدمته ​جيانلويجي بوفون​ واندريه بيرلو.

من الواضح ان مهمة روبرتو مانشيني الذي استقبل "كرة النار" خلفا لجانبييرو فنتورا ستكون في غاية التعقيد في ظل انعدام الثقة لدى الجيل الجديد من الشباب الذين تم اختيارهم للمرة الأولى وهو ما يوحي ان طريق ايطاليا ستكون محفوفة بالكثير من المخاطر والأزمات في المرحلة المقبلة.

ومما لا شك فيه ان تراجع المنتخب الايطالي الى المركز الواحد والعشرين في تصنيف ​الاتحاد الدولي لكرة القدم​، وهو أسوأ ترتيب في تاريخه، يدل على ما ينتظر مانشيني من عمل من أجل إعادة الهيبة للمنتخب الفائز بكأس العالم اربع مرات وقبل استحقاق هام بعد نحو عامين ويتمثل بكأس أمم أوروبا 2020.

ويحاول مانشيني الذي توج مع مانشستر سيتي بلقب الدوري الإنكليزي الممتاز قبل ست سنوات، التركيز على عنصر الشباب معتمداً على فلسفة جديدة في عالم كرة القدم سبقه اليها ديدييه ديشان مع منتخب فرنسا وغاريث ساوثغيت مع إنكلترا، فاختار تشكيلة يبلغ معدل أعمارها 26.4 عام، وهي الأصغر في تاريخ المنتخب الأزوري منذ 42 عامًا، في محاولة منه لمقاربة سيناريو المنتخب الايطالي الذي نجح في التأهل لمونديال 1978 ومن ثم توج بنسخة 1982 بقيادة المدير الفني إنزو بيرزوت.

واذا كان من المبكر الحكم على ما يمكن ان يحققه هذا المنتخب، الا ان كلام المدرب الايطالي السابق اريغو ساكي يمكن اعتباره ضربة للخطوة الاولى التي اعتمدها مانشيني، عندما اشار الى ان المنتخب الحالي يفتقد للذكاء ويحتاج لكثير من العمل من أجل تصويب المسار.

ربما تحتاج ايطاليا الى الكثير من الصبر، لكن مانشينيقبل تلك المهمة مستنداً على أرضية صلبة تجسدت ببلوغ منتخب دون 21 عاما نصف نهائي كأس أوروبا 2017، وحلول منتخب دون 20 عاما حل ثالثا في كأس العالم في العام ذاته، ومع ذلك فإ، العقبة التي قد تعترض طريقه تتمثل بعدم حصول معطم اللاعبين المختارين على الفرصة للعب مع انديتهم في الدوري الايطالي.

إلا ان الصداع الذي قد يصيب رأس مدرب منتخب ايطاليا الجديد يتجسد باستدعائه للاعب المثير للجدل ماريو بالوتيلي للمرة الأولى منذ كأس العالم 2014، وهو اضطر لاستبداله بعد مرور ساعة من بداية مباراة بولندا مع العلم ان هذا الاستدعاء فتح الباب أمام الكثير من الانتقادات المحقة عطفا على التراجع المخيف في مستوى اللاعب.

وستكون مباراة البرتغال اليوم في دوري الأمم بمثابة الخطوة الثانية لمانشيني، لكنها من دون أدنى شك تشكل مجهراً لنتاج العمل الذي قام به خلال الفترة السابقة، كما انها ستفتح في المقابل الكثير من الجدل في حال فشل الاتزوري في تحقيق انتصاره الرسمي الاول بقيادة مدربه الجديد.