سيرتدي ​ويسلي شنايدر​، الليلة، للمرة الأخيرة، قميص ​المنتخب الهولندي​، عندما يواجه منتخب الطواحين نظيره البيروفي، في لقاء ودي سيقام على ملعب ​يوهان كرويف​ أرينا بمدينة أمستردام.

وسيخوض شنايدر، لاعب الغرافة القطري الحالي وصاحب الـ34 عاماً مباراتة الرقم 134 مع هولندا، وهو اللاعب الأكثر مشاركة بتاريخ المنتخب الهولندي، حيث يلعب في صفوف المنتخب الأول منذ عام 2003.

عام 2008، إختير شنايدر ضمن التشكيلة الأفضل ببطولة ​كأس أمم أوروبا​، بعد المستوى الرائع الذي قدّمه مع المنتخب آنذاك، خصوصاً في دور المجموعات أمام إيطاليا وفرنسا، حيث صنع ثلاثة أهدف وسجل هدفين، لكن الحكاية لم تكتمل مع فريق المدرب ​ماركو فان باستن​، مدرب هولندا في ذلك الوقت، حيث خرج الفريق من الدور ربع النهائي على يد روسيا. وسبق وأن شارك شنايدر في بطولتي كأس أوروبا 2004 وكأس العالم 2006.

في عام 2010، شارك شنايدر في مونديال جنوب أفريقيا وهو متوجاً بلقب دوري أبطال أوروبا مع نادي ​الإنتر الإيطالي​، كذلك لقبي الدوري الإيطالي وكأس إيطاليا، ولعلّ الذكرى الأجمل التي ما زالت مطبوعة في ذاكرة عشاق الطواحين هي مباراة هولندا والبرازيل في الدور ربع النهائي. فبعد أن تقدّم منتخب السيلساو في الشوط الأول بهدف مقابل لاشيء، إستطاع شنايدر تسجيل هدفين في الشوط الثاني، ليقود منتخب بلاده إلى المربع الذهبي لأول مرّة منذ مونديال 1998. لكن لسوء حظّه، لم ينجح المنتخب بحصد اللقب بعد الخسارة في المباراة النهائية أمام إسبانيا بهدف أندريس إنييستا القاتل في الوقت الإضافي، ليضيع عليه حلم التتويج بلقب كأس العالم، وكان النهائي الثالث التي تخسره هولندا في كأس العالم، بعد عامي 1974 و1978.

خسارة نهائي كأس العالم 2010،حرمت شنايدر من التتويج بالكرة الذهبية، على الرغم من تحقيقه لقب دوري الأبطال وكأس إيطاليا والدوري الإيطالي وكأس العالم للأندية وكأس السوبر الإيطالي، وما زال الجمهور حتّى يومنا هذا يتساءل، كيف لم يحصل شنايدر على الكرة الذهبية بعد كل ما حققه عام 2010؟

في مونديال 2014 بالبرازيل، شارك شنايدر مع هولندا وكان لاعباً في صفوف غلطة سراي التركي وقتها، وإستطاع المنتخب الهولندي العبور إلى الدور نصف النهائي، وكان لشنايدر بصمته تحديدا في مباراة المكسيك بالدور الـ16، فقبل نهاية الوقت الأصلي بدقائق قليلة، كانت المكسيك متقدمة بهدف سجله جيوفاني دو سانتوس، قبل أن يعدّل شنايدر النتيجة بتسديدة صاروخية، أعادت الأمل لهولندا، التي فازت بهدفين مقابل هدف قبل إنتهاء الوقت الأصلي بعد هدف ثانٍ سجله يان كلاس هونتيلار من رحلة جزاء.

بين عامي 2014 و2017، واصل شنايدر مشواره مع الطواحين رافضاً الإعتزال، وعلى الرغم من الإخفاق بالتأهل إلى يورو 2016، أبى شنايدر إلا أن يبقى مع المنتخب، لكن خيبة الأمل الكبرى كانت بالفشل في التأهل إلى مونديال 2018 في روسيا، ليقرّر الإعتزال نهائياً.

نجم هولندي آخر يودّع منتخب بلاده دون أن يحالفه الحظ بحصد لقب كأس العالم، البطولة التي عاندت أساطير قبله، أبرزهم يوهان كرويف، ماركو فان باستن، رود خوليت، فرانك ريكارد، رولاند كومان، باتريك كلويفرت، أريين روبن، روبن فان بيرسي وغيرهم، بإنتظار جيل جديد علّه يحقق حلم هولندا ويفك عقدتها مع السنين.