عندما حطّ ​كريستيانو رونالدو​ رحاله في ​تورينو​ قادماً من ​مدريد​، كانت جماهير يوفنتوس تنظر إلى البرتغالي على أنه "دجاجة تبيض أهدافاً" خاصة وان الدون لم يكن بحاجة إلى شهادة تعريف أو شرائط أهداف أو إلى كشافين يراقبون ادائه كما درجت العادة خاصة وان اللاعب القادم إلى السيدة العجوز هو أفضل لاعب في العالم خمس مرات وليس لاعباً عادياً.

اليوم وبعد مضيّ ثلاث جولات على انطلاق الدوري الايطالي لكرة القدم، ما يزال كريستيانو رونالدو صائماً عن التسجيل في الوقت الذي يشاهد فيه زملائه القدامى في ​الريال​ ​كريم بنزيما​ وغاريث بيل يبدعون ويسجلون للميرينغي دون أي عائق.

لم يكن المتابع لمباريات ​اليوفي​ أمام ​كييفو فيرونا​، لاتسيو وبارما بحاجة للكثير من أجل ان يكتشف انزعاج البرتغالي من ابتعاده عن هز الشباك وهو ما بدا واضحاً للعيان في مباراة لاتسيو حين ضاعت منه الكرة ووصلت الى ماريو ماندزوكيتش ليودعها الأخير الشباك، وكذلك في المباراة الأخيرة أمام بارما يوم السبت الماضي.

عانى رونالدو من تلك البداية في الموسم الماضي مع ريال مدريد لكنه سرعان ما عاد وسجل 26 هدفاً في الليغا محتلاً المركز الثاني خلف ليونيل ميسي و15 هدفاً في دوري أبطال أوروبا توج خلالها هدافاً للمسابقة الأوروبية، لكن الوضع ربما يختلف هذه المرة دون التشكيك بإمكانية عودة البرتغالي الى هوايته المعهودة، لأن جماهير اليوفي وإن كان فريقها قد حقق ثلاثة انتصارات متتالية في الدوري، الا انها تأمل ان يكون النجم القادم الى السيدة العجوز مقابل 30 مليون يورو كراتب شهري هو صاحب تلك الأهداف.

من الواضح ان كريستيانو رونالدو يعاني الكثير من الضغوط في تورينو، فهو يريد توجيه عدة رسائل الى من يعنيهم الأمر انه قادر على تحقيق الإنجازات مع فريقه الجديد، ولعل الرسالة الأولى التي يرغب بتوجيهها هي لرئيس الريال فلورنتينو بيريز في محاولة منه لإثبات خطأ التنازل عنه بسهولة، إلا ان هذا الأمر لم يتحقق حتى الآن وهذا ما يفسّر عصبية الدون في المباراتين الأخيرتين لليوفي.

ومما لا شك فيه ان فترة التوقف الحالية ستمنح كريستيانو رونالدو الفرصة من أجل إعادة حساباته قبل المباراة المقبلة أمام ساسولو وهي المباراة التي تعتبر سهلة نسبياً وقد تشهد باكورة أهداف البرتغالي مع فريقه الجديد، لكن أي فشل مقبل سيفتح الباب أمام جدل كبير وضغوط متزايدة من جماهير يوفنتوس الراغبة برؤية رونالدو "كامل الدسم" في الملاعب الإيطالية والأوروبية.