الفورمولا 1 رياضة غير منطقية، وحالة سائق فريق ​فورس إنديا​ ​إستيبان أوكون​ (21 عام) الحالية هي افضل مثال على ذلك. هذا السائق الفرنسي أثبت في العام الماضي أنه سريع ولديه موهبة ويتأقلم بسرعة مع متطلبات سيارته. أوكون دخل الفورمولا 1 في عام 2016 في منتصف الموسم وقاد لفريق ​مانور​ المتواضع جدًا، لكن هذه السباقات ال9 التي خاضها في ذلك الموسم حضّرته جيدًا لموسم 2017.

في 2017 إنتقل اوكون الى فورس إنديا وأظهر بكل وضوح أنه سائق يستحق التواجد في الفورمولا 1 حيث أنه تمكّن من تسجيل النقاط في 18 سباق من أصل 20 خاضها في ذلك الموسم. وإحتل أوكون المركز ال8 في ترتيب بطولة السائقين في 2017 وهذا إنجاز كبير لسائق كان يُعتبر مُبتدء.

وبسبب النتائج الممتازة جدًا التي تمكن من تسجيلها كان من المنطقي أن يتم تجديد عقده من قبل فورس إنديا وهذا ما حصل.

في 2018 الأمور ليست جيدة كثيرًا لفورس إنديا وكاد أن يعلن إفلاسه منذ أسبوعين لولا تدخل مجموعة مستثمرين الذين قاموا بشرائه. هذه العملية أنقذت الفريق ووظائف مئات الأشخاص وأبقت لنا فريق مميز كان دائمًا يقاتل في فئة أكبر منه وبالرغم من ذلك يحقق النتائج الجيدة.

عادة إن إنقاذ الفريق هو أمر جيد للسائقين، لكن في حال أوكون الأمور تختلف. لماذا؟ لأن أحد المستثمرين الجدد في الفريق ما هو إلا الملياردير الكندي لورانس سترول الذي هو والد سائق فريق ويليامز ​لانس سترول​. وكان لورانس قد دفع 80 مليون $ لويليامز كي يحجز مقعد لإبنه فيه منذ سنتين كما أشارت التقارير. ومع مرور الوقت بان للورنس أن أوضاع ويليامز من سيئ الى أسوأ وبدأت مسيرة إبنه تتأثر بذلك كون سيارته سيئة جدًا ولا يستطيع تحقيق أي نتيجة جيدة من خلالها. وهكذا أتت فرصة شراء فورس إنديا في الوقت المناسب كون سيارته أفضل بكثير، ولا يحتاج الأمر للكثير من التفكير والتحليل لتوقّع أن لانس سيقود لفورس إنديا قريبًا.

أشارت التقارير الى أن لانس ممكن حتى أن لا ينتظر للموسم المقبل كي يصبح سائق لفورس إنديا وهو سيُكمل الموسم الحالي معه. هذا الخبر هو سيئ جدًا لأوكون الذي حتى الآن ليس فقط لم يتمكن من إيجاد مقعد له في فريق ما لموسم 2019 لا بل يمكن أن يخرج من الفورمولا 1 في 2018.

​​​​​​​

وفي حال إنتقل لانس الى فورس إنديا سيقود الى جانب السائق ​سرجيو بيريز​ الذي يملك عقد محكم مع الفريق الذي لا يستطيع التخلي عنه كونه يحلب الكثير من الأموال له عن طريق الرعاة الرسميين. وهكذا يجد نفسه أوكون في موقف صعب وحزين وغير منطقي ويُظهر كيف ان الفورمولا 1 غير عادلة وغير منطقية حيث أنه يتم إستبعاد السائق الجيد وإستبداله بالسائق الذي يؤمّن مبلغ مالي أكبر. هذه العقلية تؤثّر كثيرًا على مستوى سباقات الفورمولا 1 حيث أن أغلبية السائقين قد إشتروا مقاعدهم وهم ما زالوا فيها كون دفق المال الذي يأتي من خلالهم ما زال لم ينضب.