تحمل ​كأس العرب للأندية الأبطال​ بنسختها الجديدة الكثير من الآمال التي يمكن أن تعزز من الحضور القوي للبطولات العربية بعد سنوات من الغياب منذ فقدان الراعي الإعلامي والإعلاني لمنافسات البطولة الأمر الذي أدى لتوقفها بعد أعوام مثمرة عرفت خلالها الكثير من الإثارة بين الأندية العربية.

وأدت تلك الظروف القاهرة وما رافقها من اعتذارات بالجملة للفرق العربية، إلى إقامة نسختين فقط في السنوات التسع الأخيرة كان آخرها بطريقة مجمعة في مصر العام الماضي وانتهت بتتويج ​الترجي التونسي​ بلقبها بعد مستويات متواضعة وأحداث طبعت المباراة النهائية أمام ​الفيصلي الأردني​.

لكن الحال اختلف في النسخة الحالية مع تغيير نظام البطولة واقامتها بطريقة الذهاب والاياب ابتداء من الدور الـ32 ومشاركة الاندية الكبيرة في الوطن العربي في منافستها، إلا ان المشكلة ما تزال قائمة لناحية تحديد المواعيد وارتباط الكثير من الفرق باستحقاقات خارجية، إلا ان ذلك لا يلغي أهمية ونوعية المشاركة الحالية.

وبانتظار ان تكتمل صورة دور الستة عشر، فإن المطلوب من الأمانة العامة للإتحاد العربي لكرة القدم اعتماد مواعيد ثابتة لا تتعارض مع مشاركات الأندية سواء في المسابقات الإقريقية أو الآسيوية خاصة وان توقيت تلك الاستحقاقات معروف سلفاً.

ربما يكون نظام خروج المغلوب المتبع في البطولة الحالية هو الأنسب للجميع خاصة وان الفرق لن تضطر لخوض مباريات كثيرة كما هو الحال مع دور المجموعات وطريقة التجمع، لذلك فإن النسخة الحالية ستكون أمام اختبار حقيقي قد يحدد المسار الصحيح للبطولة العربية مستقبلاً.

على أرض الملعب شهدت البطولة الحالية سلسلة من المفاجأت تمثلت بتأهل النجمة اللبناني من الدور التمهيدي على حساب ​الإفريقي التونسي​ و​الفيصلي السعودي​، وتحقيق الأول نتيجة إيجابية في ذهاب دور الـ32 بتعادله سلباً مع مضيفه ​الأهلي المصري​.

كما شهدت البطولة خروج العين الإماراتي من الدور الحالي أمام و​فاق سطيف الجزائري​، وتعادل ​الزمالك​ سلباً على أرضه أمام ​القادسية الكويتي​ وتعثر الجزيرة على أرضه أمام النصر السعودي في استكمال للنتائج المتواضعة للفرق الإماراتية.

من الواضح ان الأدوار المتقدمة من كأس العرب للأندية الأبطال ستشهد الكثير من الإثارة بسبب قوة الأندية المشاركة فيها، لكن يبقى التأكيد على انها ستكون بمثابة "بالون اختبار" لاستمراريتها خاصة مع الانباء التي تحدثت عن سعي ​تركي آل الشيخ​ رئيس الإتحاد العربي لكرة القدم مع ​جياني إنفانتينو​ رئيس الفيفا لضمان مشاركة حامل اللقب في الدور التمهيدي لبطولة كأس العالم للأندية.

وفيما لو تحقق هذا الأمر فإن ​البطولة العربية​ ستصبح هدفاً لجميع الفرق بسبب الحافز من هذه المشاركة اضافة للجوائز المرتفعة التي رصدت للبطولة.