صالح سدير، إسم سطع نجمه في لبنان بين عامي 2005 و2010، وهو واحد من أفضل اللاعبين الأجانب الذي مرّوا على كرة القدم اللبنانية عبر التاريخ. جمهور ​الأنصار​ يعرفه جيدا، حيث مثل النادي الأخضر بين عامي 2005 و2008، وقد إستطاع خلال حقبته مع "بطل لبنان 13 مرة"، تحقيق لقبي الدوري والكأس، وحصل كذلك على جائزة أفضل لاعب، كما حصد لقب هداف الدوري اللبناني.


صالح سدير صالح السعدون، من مواليد 21 آ ب عام 1982،بدأ مسيرته الكروية مع نادي النجف في عام 1999، ولعب معه حتى عام 2003، وفي موسم 2003/2004 انتقل إلى نادي الطلبة العراقي، وفي موسم 2004/2005 انتقل إلى نادي ​الزمالك​ في مصر قبل أن يرحل إلى صفوف الأنصار اللبناني، وإستمر في لبنان ممثلا ناديي ​العهد​ و​الصفاء​ لعام 2010.وكان له تجربة في ​إيران​ مع فريقي راهان وبيكان.


بطل ​كأس أمم آسيا​ عام 2007 مع المنتخب العراقي والمشارك في بطولة كأس القارات عام 2009، خصّ صحيفة "السبورت" الإلكترونية بحديث اجراه الزميل محمد بزّي، حيث استعاد صاحب الـ37 عاماً ولاعب ​القوة الجوية العراقي​ الحالي تجربته في لبنان، وكانت له محطات عن الإنجاز التاريخي لأسود الرافدين عام 2007، إضافة إلى مواضيع أخرى.


سدير أكّد أن تجربته مع نادي الأنصار كانت وما زالت الأفضل له خلال مسيرته كلاعب. وقال:" تجربتي مع نادي الأنصار أعتبرها ناجحة بكل المقاييس، تمكنت من الفوز بلقبي الدوري والكأس، وأحرزت جائزة أفضل لاعب ولقب الهداف، ولذلك، أعتقد أن السنوات التي قضيتها مع "الزعيم الأخضر" هي من أفضل سنواتي الرياضية والإحترافية، إستفدت كثيراً من المدربين الذين عملت معهم، من الإدارة، من اللاعبين، هي تجربة أفتخر بها وتربطني بها ذكريات لا تُحصى ولم أنسها حتّى اليوم".


قبل مجيء صالح سدير إلى لبنان عام 2005، كان له تجربة قصيرة مع نادي الزمالك ​المصري​، ولم يُخف النجم العراقي صعوبة تلك الفترة مع النادي الأبيض، معللاً ذلك لأسباب عدّة :" بالتأكيد تجربة الزمالك كانت صعبة، كونها كانت أول مرحلة إحترافية خلال مسيرتي، لم أكن على دراية كافية حول ماهيّة الحياة الإحترافية، خصوصاً وأني كنت لاعباَ شاباً، لكن في الوقت نفسه، إستفدت منها على صعيد الإحتكاك بلاعبين دوليين كبار، والدوري المصري كان من أفضل الدوريات العربية والإفريقية. صحيح أني لم أقدم المستوى المطلوب، لكن تلك التجربة ساعدتني على تطوير شخصيتي، وتمنيت لو أنها أتت بعد تجربتي مع الأنصار ".


سدير مثّل في لبنان أيضاً العهد والصفاء، وتحدث عن الفترة التي قضاها مع كلّ من الناديين. و قال بهذا الخصوص:" مع العهد عشت فترة مميزة أيضاً في موسم 2008-2009، حققت معه لقب ​كأس لبنان​، وكنا منافسين على لقب الدوري، وأعتزَ كذلك بتمثيلي هذا النادي وإستفدت منه كثيراً".


على عكس ذلك، فقد وصف سدير تجربته مع الصفاء عام 2010 بالفاشلة، كاشفاً عن مشكلة فنية حصلت وبينه وبين مدرب الفريق آنذاك في المباراة الأخيرة، أدت إلى إنهيار العلاقة مع النادي، وكانت بعدها نهاية مشواره مع كرة القدم اللبنانية.


وعن الإنجاز التاريخي الذي حققه المنتخب العراقي بالفوز بلقب كأس أمم آسيا عام 2007 قال:" أفضل مسيرة لي مع المنتخب الوطني كانت في ​كأس آسيا 2007​، حققنا وقتها إنجازاً تاريخياً، العراق فاز لأول كرة بلقب قاري، كنا نستحق بجدارة أن نحصل على اللقب. العراق كان يعيش فترة صعبة، بعد الحرب في عام 2003، وقد إستطعنا من خلال هذا الإنجاز أن نُدخل السرور والفرح إلى قلوب الشعب العراقي رغم كل ما كان يعاني منه جراء الحرب الدموية التي إندلعت وأدت إلى خراب البلد، وهو أمر عجز عنه السياسيّون، وهذا ما يدفعني أكثر أنا وزملائي للشعور بالفخر والإعتزاز حتّى يومنا هذا".


فوز المنتخب العراقي بكأس آسيا منحه فرصة المشاركة في بطولة كأس القارات عام 2009، وواجه أسود الرافدين منتخب ​إسبانيا​ بطل أوروبا وقتذاك. وعن هذه التجربة قال سدير:" لم يسبق للعراق من قبل أن حظي بشرف المشاركة في بطولة قارية بحجم وأهمية كأس القارات، صحيح لم نستطع أن نتجاوز الدور الأول، في مجموعة ضمت إسبانيا و​جنوب أفريقيا​ و​نيوزلندا​، إنما تمكنا من الحصول على نقطتين وخسرنا بصعوبة ضد بطل أوروبا منتخب الماتادور بهدف مقابل لاشيء، وأعتبرها تجربة ناجحة للعراق، وقد مُنحنا فرصة الإحتكاك بلاعبين عالميين كبار ".

وعن بطولة كأس آسيا 2019 التي ستُقام في ​الإمارات​ قال النجم العراقي:" بالنسبة لبطولة آسيا المقبلة، أعتقد أن المنتخبات العربية ستواجه صعوبات كبيرة للأسف، ولا أتصور أن يذهب أي منتخب عربي بعيدا في هذه المسابقة، ربما الأفضل برأيي هو ​المنتخب السعودي​، لكنّي لست متفائلا بتحقيق إنجاز ما، والسبب هو أن المنتخبات الكبرى كاليابان و​كوريا الجنوبية​ وإيران و​أستراليا​ تطورت كثيرا بالفترة الأخيرة، وقد لاحظنا ذلك بوضوح في المونديال الماضي، والمسافة بينها وبين المنتخبات العربية باتت شاسعة، حتى منتخبات شرق آسيا تشهد تطورا في أدائها وتنظيمها، وصار بإمكانها إزعاج جميع المنتخبات. فبناء على ذلك، لا أعتقد اننا سنشهد إنجازا عربيا في الإمارات، لكن دعونا نتمسك ببصيص أمل".


سدير أعلن في نهاية حديثه أنه لا يفكر بمسألة الإعتزال حالياً، خاتماً:" موعد إعتزالي لم أقرره بعد، هناك مقربون مني دائماً ما ينصحونني بعدم التوقف، وهذا الأمر يمنحني دافعاً آخراً للإستمرار بعزم ورغبة رغم التقدّم بالسّن".