موسم كروي إسباني جديد سيكون محبو كرة القدم على موعد معه في ظل المتغيرات الكبيرة التي حصلت في دوري هذا العام وأهمها دخول تقنية الفيديو لمساعدة الحكام بجانب رحيل كريستيانو رونالدو عن الليغا بعد انتقاله من ​ريال مدريد​ إلى يوفنتوس حيث لن نر ولأول مرة منذ سنوات عدة ثنائية ميسي رونالدو والصراع الذي أضفى الكثير على الدوري الإسباني والمتابعة الإعلامية.

ورغم محاولة الكثير من الفرق تحسين صفوفها خاصة فرق الصف الثاني كفالنسيا وإشبيلية لكن المنافسة على اللقب لا يبدو أنها ستخرج عن نطاق الثلاثي برشلونة حامل لقبي الدوري والكأس الموسم الماضي، ريال مدريد حامل لقب دوري أبطال أوروبا و​أتلتيكو مدريد​ حامل لقبي اليوروبا ليغ وكأس السوبر الأوروبي.

الفريق الكاتالوني برشلونة بنفس القيادة الفنية مع ​إرنستو فالفيردي​ كمدير فني، بقي تقريبا بنفس الشكل الفني حيث لم يستغن عن أي لاعب هام بل قام ببضع الصفقات الجيدة خاصة في وسط الملعب مع ضم الثلاثي ​فيدال​، ​مالكوم​ وأرثر في سعي لتعويض رحيل نجمه ​إنييستا​ والذي ذهب لخوض تجربة احترافية في اليابان.

البرسا سيكون بلا شك مرشحا فوق العادة للإحتفاظ بلقبه كونه يمتلك صفوفا مكتملة ولاعبين جيدين في الخطوط الثلاثة مع وجود ميسي لقيادة الفريق هجوميا مع الثلاثي ​كوتينيو​، ​ديمبلي​ و​سواريز​ ما يجعل الفريق صلبا ويملك حلولا هجومية متنوعة ويبقى العمل أكثر على معالجة بعض الثغرات الدفاعية كي يظهر فنيا بشكل متكامل مع أسلوب التيكي تاكا والذي يعتبر أساس لعب البرسا.

الغريم التقليدي، ريال مدريد شهد الكثير من التغييرات الجوهرية حيث رحل مدربه زين الدين زيدان عن صفوف الفريق بعد ثلاث سنوات ناجحة حصد فيها دوري الأبطال لثلاث مرات وحقق لقب الليغا ليحل مكانه المدرب جولين ​لوبيتيغي​ والذي سيكون أمامه تحديات كبيرة في الظهور بنفس الشكل وتحقيق نفس النتائج لأن جمهور الريال وإدارته لن يقبلا أبدا في أن يأخذ الفريق خطوة إلى الوراء.

وما زاد الطين بلة هو رحيل نجم الفريق رونالدو بجانب عدم قيام الريال حتى لحظة كتابة هذا المقال بأي صفقة لتعويضه وهو ما قد يصعب الأمور على لوبيتيغي من أجل إيجاد توليفة هجومية جديدة في الفريق.

كما سيكون أمام لوبيتيغي تحدي آخر وهو الخط الدفاعي حيث تعاقد بداية مع الحارس كورتوا لكن الأهم هو تفادي الأخطاء الفردية السلبية وحماية رباعي الدفاع من قبل خط الوسط لكن الريال قادر بكل تأكيد على أن يكون منافسا قويا على اللقب وعدم تكرار ما حصل في الموسم الماضي من بداية سيئة قضت مبكرا على آماله في المنافسة على لقب الليغا.

خلف الغريمين التقليديين نجد أتليتيكو مدريد والذي أثبت مع مدربه الأرجنتيني دييغو ​سيميوني​ بأنه ما زال لديه الكثير كي يقدمه وهذا ما عكسه تتويج الأتليتي بلقب السوبر الأوروبي على حساب ريال مدريد. ولم تشهد تشكيلة أتلتيكو مغادرة أي لاعب مهم باستثناء القائد غابي في خط وسط الملعب لكن الفريق عوضه بصفقتين جيدتين هما لاعبا الوسط رودري و​ليمار​ كما عوض رحيل المهاجم توريس باستقدام المهاجم الكرواتي ​كالينيتش​ ما يعني بأن الفريق ما زال يلعب بنفس الشخصية الدفاعية وهذا ظهر جليا في كأس السوبر أمام الريال حيث فرض أتلتيكو نفسه فريقا قويا وأرسال رسالة للغريمين الريال والبرسا بأنه يملك كل المقومات من أجل مزاحمتهما على لقب الليغا شرط التمتع بالنفس الطويل والحفاظ على نفس المستوى طوال فترات الموسم الطويل.

إذا، سنكون نحن عشاق كرة القدم أمام طبق كروي إسباني دسم مع صراع ثلاثي على اللقب فهل ينجح البرسا في الإحتفاظ باللقب وإبقائه في مقاطعة كاتالونيا أم أن اللقب سيعود إلى العاصمة الإسبانية مدريد مع أحد قطبي المدينة، الريال وأتليتيكو ؟؟ لننتظر ونرى.