قد يكون ​غاريث بايل​ واحداً من أسوأ اللاعبين حظاً في عالم المستديرة ومع ذلك لا يمكن لأحد أن ينكر ما يتمتع به اللاعب الويلزي من مقومات تؤهله للعب دور كبير مع أي فريق يرتدي قميصه وما يملكه من قدرات ساهمت بشكل فعّال في وضعه ضمن خانة النجوم.

صحيح ان الإصابات التي تعرض لها نجم ريال مدريد فاق عددها الـ24، لكن في المقابل يدخل بيل الموسم الجديد للميرينغي بأفق واسعة وكبيرة ستضع كل الأنظار عليه خاصة بعد رحيل البرتغالي ​كريستيانو رونالدو​ إلى يوفنتوس في فترة الإنتقالات الحالية.

يحلو للبعض أن يصفه بـ"اللاعب الزجاجي" لكثرة تعرضه للإصابات التي غيبته كثيراً عن الريال في الموسمين الماضيين، لكن في كل مرة كان يعود فيها الى الملاعب، كان بايل يثبت انه لاعب من ذهب على الرغم من ان جماهير الفريق الملكي كان لديها نجماً واحداً على مدار السنوات التسع الماضية هو كريستيانو رونالدو.

لكن الواقع يبدو مختلفاً اليوم، لأن رحيل الدون الى السيدة العجوز منح اللاعب الويلزي الفرصة الكبيرة من أجل البروز والخروج من ظل رونالدو وهو ما بدا جلياً بتسجيله ثلاثة أهداف في المباريات الودية الثلاث الأخيرة لريال مدريد أمام يوفنتوس، روما وميلان.

من الواضح ان غاريث بايل كان بحاجة لتلك الإنطلاقة من أجل تأكيد أحقيته في ارتداء شعار بطل ​دوري أبطال أوروبا​ أربع مرات في السنوات الخمس الأخيرة، خاصة في ظل الأنباء التي راجت عن إمكانية تعاقد الريال مع جناح ​تشيلسي​ إيدن هازارد، لكن بايل عاد ليثبت مجدداً انه قادر على قيادة الفريق في الموسم الجديد بشكل أفضل في ظل غياب رونالدو.

ربما كان غاريث بيل بحاجة إلى هذا الإنتقال "الصدمة" لزميله من فريق لطالما كان هو وحده مسؤولاً عن صناعة الفرح لجماهير الريال، لكن يبدو ان الأمور ستكون مختلفة في الموسم الجديد لأن اللاعب الويلزي بات اليوم أكثر نضجاً واكثر معرفة بالمسؤولية الملقاة على عاتقه وما يمكن ان يتسبب ذلك بضغوطات عليه خلال الموسم.

يريد الجميع وفي مقدمتهم المدرب الجديد ​جولين لوبيتيغي​ نسيان الأيام الصعبة التي عاشها بيل مع الريال والتطلع الى أفق جديد ليس فيه رونالدو ولا حتى هازارد مع تراجع الأخبار عن إمكانية التعاقد معه، وهذا بحد ذاته سيمنح اللاعب القدرة على تقديم ذاته دون أن ننسى ان غاريث بيل الذي انتقل الى الريال قادما من ​توتنهام هوتسبير​ بصفقة كبيرة مؤهل بشكل كبير للعب هذا الدور.

واليوم مع خروج بايل من ظل كريستيانو رونالدو، بات مطالباً بالخروج من ظل النكسات التي لازمته في الموسمين الماضيين وفتح صفحة جديدة مع جماهير الريال بدأها رئيس النادي ​فلورنتينو بيريز​ عبر التمسك باللاعب الويلزي والتصدي لكل العروض التي وصلته في الآونة الأخيرة، لذلك ستكون المهمة الأولى الملقاة على عاتقه في مباراة أتلتيكو مدريد في كأس السوبر الأوروبية يوم الاربعاء المقبل من أجل اثبات صحة تلك الفرضية من عدمها.