سيكون عشاق كرة القدم على موعد مع موسم حماسي ومثير للغاية من البريمييرليغ حيث عززت الفرق صفوفها من أجل الظهور بأفضل طريقة ممكنة.

ولا يخفى على أحد بأن الصراع على اللقب سيكون على أشده حيث يتربص بلقب البطولة ستة فرق تملك حظوظا في الصعود على منصة التتويج في شهر أيار المقبل مع الإشارة إلى أن سوق الإنتقالات قد أقفل في ​إنكلترا​ لأول مرة في 9 آب حيث اتخذت رابطة الدوري قرارا بعدم الإستمرار فيه كما العادة لآخر شهر آب ما يعني أن الفرق لن يكون لديها فرصة للتعاقد مع لاعبين جدد وهي ستنهي مرحلة الذهاب من الدوري بنفس اللاعبين تماما الذي بدأت بهم الدوري.

البداية ستكون من مانشستر سيتي حامل اللقب والذي رغم الإمكانات المادية الكبيرة فهو لم يقم إلا بصفقة كبيرة واحدة تمثلت في ضم اللاعب الدولي الجزائري رياض محرز من صفوف ليستير سيتي، وسيكون محرز إضافة كبيرة لهجوم السيتي خاصة عبر طرفي الملعب لما يمتلكه من مهارات فردية قدرة على خلق حلول هجومية متنوعة لزملاءه.

السيتي مع المدرب بيب غوارديولا سيظهر بنفس القوة كما كان السنة الماضية مع استقرار فني في تشكيلة الفريق وبالطبع عمل بيب على تطوير الفريق أكثر مع بروز أنياب هجومية وتوازن دفاعية أكبر ما يضع السيتي مرشحا فوق العادة للإحتفاظ بلقبه نظرا لتكامل الفريق ووجود لاعبين ممزين في كل المراكز.

وصيف الموسم الماضي وغريم السيتي مانشستر يونايتد فهو مع المدرب جوزيه ​مورينيو​ لم يجر أي صفقات ملفتة للأنظار باستثناء جلب لاعب خط الوسط فريد من شاختار الأوكراني وهذا ما أزعج مورينيو بالطبع الذي كان يمني النفس بصفقات أفضل. الفريق بقي كما هو وبالتالي سيكون على مورينيو استغلال الكيمياء الموجودة في الفريق واستغلال العناصر بشكل أفضل مع وجوب الظهور هجوميا احسن من السنة الماضية وعدم اللعب فقط بصيغة دفاعية بحتة لأنها لن تجدي نفعا في الدوري الإنكليزي.

اليونايتد يمكنه المنافسة على اللقب إذا ما كانت التوليفة في الفريق جيدة وهذا يعتمد على ما سيقدمه مورينيو من أفكار جديدة مع الفريق.

ليفربول والذي كان وصيف دوري الأبطال في الموسم الماضي، سيعود أكثر قوة هذا الموسم مع المدرب الألماني كلوب، والذي حافظ على مجموعة اللاعبين التي لديه ودعمها بلاعبين مميزين بداية من مركز حراسة المرمى حيث تعاقد مع الحارس البرازيلي أليسون كما ضم اللاعبين كيتا من ريد بول وفابينيو من موناكو في خط الوسط وعزز خط هجومه باللاعب السويسري السريع ​شاكيري​ ليكون بديلا لأحد الثلاثي الهجومي في الفريق.

الريدز بعد هذه التدعيمات سيكونوا بلا شك رقما صعبا وأحد المنافسين الأقوياء على لقب الدوري إذ يجب الحذر منهم مع الأسلحة المتنوعة التكتيكية والهجومية التي يمتكلها الفريق.

أما نادي ​توتنهام​ فكان لافتا بأنه لم يقم بأي صفقة يمكن الحديث عنها خلال الموسم كما لم يستغن عن أي لاعب هام ليحافظ على تشكيلته كما هي حيث يعول المدرب الأرجنتيني بوتشيتينو على الجماعية في الاداء والكيميائية العالية في صفوف الفريق مع أسلوب اللعب الهجومي المعتمد من أجل الإستمرار ضمن كبار القوم في إنكلترا وهنا يجب التنويه بأنه في ظل تدعيم باقي الفرق لصفوفها فإن موسم توتنهام سيكون صعبا ومن غير المحتمل أن يتمكن الفريق من المنافسة على اللقب وسيكون المركز المؤهل لدوري الأبطال إن حصل إنجازا مميزا للفريق.

نادي ​تشيلسي​ والذي قام بنفضة فنية على صعيد الجهاز التدريبي حيث تعاقد مع المدرب الإيطالي ​ماوريسيو ساري​ وإبن النادي زولا لقيادة الفريق فنيا.

ولا شك بأن فكر ساري سيكون مختلفا عن فكر سلفه كونتي فساري مدرب هجومي النزعة وسيغير شكل الفريق التكتيكي من 3-4-2-1 إلى 4-3-3 مع السعي لأخذ المبادرة الهجومية وعدم الإكتفاء باللعب الدفاعي والهجمات المرتدة. الملفت بأن ساري لم يغير الكثير في الفريق من ناحية اللاعبين بل ضم من نابولي فريقه السابق فقط لاعب الوسط ​جورجينيو​ والذي يمكنه القيام بالكثير في خط الوسط وترجمة أفكار ساري في صناعة اللعب الهجومي كما حصل تبديل في مركز حراسة المرمى حيث رحل كورتوا إلى ريال مدريد وعوضه الفريق بالحارس ​كيبا أريزابالاغا​ ليصبح أغلى حارس مرمى في التاريخ والذي أمامه مستقبل بارع ما يجعل تشيلسي منافسا بارزا على اللقب حيث ينتظر الجميع أن ينجح ساري في المنافسة على اللقب ولم لا الفوز به رغم أن ذلك قد يحتاج لمزيد من الوقت خاصة بعد الظهور الباهت في كأس السوبر أمام السيتي منذ أسبوع تقريبا.

النهاية ستكون مع ​أرسنال​ والذي تخلى أخيرا عن المدرب أرسين فينغير وأسند مهمة قيادة الفريق فنيا للمدرب الإسباني إيمري والذي ستكون أمامه مهمة واضحة المعالم وهي العودة بأرسنال إلى نادي الأربعة الكبار في إنكلترا بعد موسمين أخيرين مخيبين للآمال.

أرسنال لم يقم بصفقات كبيرة بل ببعض الصفقات المتوسطة والمفيدة للفريق كضم الحارس الألماني لينو، الظهير السويسري ليشتنشتاينر، والمدافع اليوناني سوكراتيس من أجل تدعيم صفوف الفريق الذي يأمل مع المدرب الإسباني في تقديم كرة قدم تكتيكية متطورة ومتوازنة بين الدفاع والهجوم. إيمري ليس مطالبا باللقب منذ أول موسم لكن أرسنال يملك كافة المقومات من أجل المنافسة على اللقب شرط الثبات في المستوى وهذا الذي عانى منه سابقا مع فينغير ويأمل إيمري في تجاوزه لنرى نسخة متجددة من أرسنال قادرة على تلبية طموحات جماهير الفريق.

إذا، نحن على موعد مع صراع سداسي في البريميير ليغ ورغم أن حظوظ بعض الفرق أكبر من البعض الآخر، لكن هذا لا يمنع من مشاهدة موسم كروي حافل في إنكلترا سيكون محبو كرة القدم محظوظون للغاية في متابعة تفاصيله ورؤية معارك كروية على أعلى مستوى قبل الوصول إلى شهر أيار ومعرفة من سينتصر في النهاية ويفوز باللقب الغالي، لقب البريميير ليغ.