انتقل النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو إلى يوفنتوس الإيطالي من ريال ​مدريد​ الإسباني في صفقة أثارت الكثير من الحبر نظرا لقيمة النجم البرتغالي الفنية وعدم توقع الكثيرين رحيله عن صفوف النادي الملكي. وبعد سنوات طوال برفقة النادي الأبيض، كسر فيه الكثير من الأرقام القياسية وحقق فيها بطولات عديدة لعل أبرزها لقب ​دوري الأبطال​ لثلاث سنوات طويلة، اختار رونالدو كتابة فصل جديد من مسيرته الكروية في إيطاليا لينضم إلى بطل ​الكالتشيو​ والذي يطمح في أخذ خطوة إضافية للأمام على الصعيد الأوروبي خاصة أن لقب دوري الأبطال ما زال غائبا عن خزائن الفريق منذ أكثر من عشرين عاما.

رونالدو والذي يمتلك حسا تهديفيا رفيع المستوى ويمكنه اللعب كرأس حربة أو كجناح أيسر، لا يختلف اثنان على القيمة الفنية والتسويقية التي سيقدمها إلى ​السيدة العجوز​. فرونالدو هو وجه إعلاني من الأشهر في العالم ومن الصور والإعلانات ومبيع القمصان يمكن للنادي ضخ المزيد من الأموال والتي من الممكن أن تعوض ما دفعه النادي الإيطالي من قيمة اللاعب وحتى ربما راتبه.

فنيا، يتطابق أسلوب لعب رونالدو مع لعب الفريق الإيطالي وربما وأشدد هنا على كلمة ربما قد يناسبه أكثر من أسلوب ​الريال​، على الصعيد الفردي طبعا ففي الريال كان رونالدو جناحا أيسر وكان مطالبا في المنظومة الجماعية بتقديم بعض الأدوار الدفاعية على تلك الجهة، ومع ​اليوفي​ الذي يلعب بأسلوب إيطالي تقليدي، يتوقع أن يكون لرونالدو دور هجومي بحت وما سيساعده في موسمه الأول هو عطشه لتسجيل الأهداف وبداية سجله من الأرقام القياسية في الكالتشيو. ومع تقدم رونالدو بالعمر حيث أنه اقترب من ال34 عاما، كان من الطبيعي أن يبحث عن نادي يوفر له الأجواء الكروية الملائمة على أرضية الملعب ومن أفضل من اليوفي للقيام بتلك المهمة. اليوفي مع المدرب ​أليغري​ لن يجد حرجا في أن يلعب كما العادة بأسلوب إقفال الملعب والتحول السريع من الدفاع إلى الهجوم ومحاولة مد رونالدو في الأمام بالكرات أمام المرمى ليكون هو محط هجمات اليوفي حيث ستساعد السرعة والمهارات التي يملكها رونالدو على القيام بذلك في أفضل طريقة ممكنة وبالطبع سيقوم أليغري بتركيب الفريق حول رونالدو والذي سيكون مثل بوصلة الفريق والنقطة التي يود جميع لاعبي اليوفي إيصال النقطة إليها.

ومن يقول بأن ​الدوري الإيطالي​ صعب والدفاع فيه يغلب الهجوم وما يمكن فعله بالدوري الإسباني لا يمكن القيام به في الدوري الإيطالي فهو بكل صراحة مخطئ إذ أن الجميع رأى الموسم الماضي كيف نجح يوفنتوس ووصيفه نابولي في تسجيل عدد كبير من الأهداف فاق الثمانين هدف وهناك الكثير من الفرق الإيطالية التي كانت تخسر بالخمسة والستة، كما أن أسلوب الهجمات المرتدة هو المفضل لرونالدو أكثر من السيطرة وبناء اللعب لأنه يعشق المساحات ولا يحبذ أبدا اللعب في المساحات الضيقة.

هذا سيكون كافيا للتأكيد على أن رونالدو لن يتوقف عن تسجيل الأهداف وهو قادر مع اليوفي على تكرار ما حققه من أرقام على الصعيد الفردي أما على الصعيد الجماعي فإن الأمر متوقف على مدى قوة منظومة اليوفي فالفريق ربما لن يجد أية صعوبة في استمرار السيطرة المحلية عل لقبي الدوري والكأس رغم أن فرق نابولي وإنتر ميلان تحديدا تجهز نفسها كما يجب لكن السؤال الأبرز يبقى هل باستطاعة رونالدو قيادة اليوفي لتتويج طال انتظاره في دوري الأبطال؟ الجواب لن يكون سهلا واليوفي بالطبع قادر على الذهاب بعيدا في المسابقة الأوروبية ومن يدري ربما سيكون على رونالدو لعب نفس الدور الذي كان يلعبه مع الريال في الأمتار الأخيرة من دوري الأبطال لتحويل وجهة الكأس من مدريد إل تورينو!.