ربما يكون جمهور رياضة كرة القدم قد سمع من قبل باسم الجزائري ​رابح ماجر​، لكن الجمهور العام وخاصة العربي ليس كله على علم بأن هذا اللاعب قد انفرد بسجل ذهبي تاريخي منذ عام 1987 الى أيامنا هذه، لكونه اللاعب العربي الوحيد الذي سجل في نهائي بطولة ​دوري ابطال أوروبا​.

ففي يومها سجل ماجر هدفا تاريخيا لفريقه ​بورتو البرتغالي​ أمام العملاق الالماني ​بايرن ميونيخ​، وساهم في تتويج فريقه بورتو البرتغالي بلقب دوري الأبطال، ليتصدر الجزائري بذلك الصفحات والشاشات العربية، ويصبح قدوة للكثير من الهواة والناشئين في عالم كرة القدم.

صحيفة "السبورت" الالكترونية (وبعد اللغط الذي دار اثر اقالة ماجر من تدريب المنتخب الجزائري في الفترة الاخيرة)، تعيد التذكير بسجل هذا اللاعب الجزائري الاستثنائي وهو اللاعب العربي الوحيد، الذي سجل حتى الان في نهائي البطولة الأوروبية الاولى.

*رابح ماجر

مواليد الجزائر في 15 كانون الثاني 1958.

طفولته: ولد في بلدية الأبيار في الجزائر العاصمة، ونشأ في عائلة تتكون من ستة ذكور وخمس اناث، وعاش حياة بسيطة في الأحياء الشعبية.

انطلاقة مسيرته الرياضية:

انضم مبكرا إلى صفوف نادي لواني بحسين داي الذي كان في الدرجة الثالثة، ولعب معه لمدة عام واحد قبل أن ينتقل إلى صفوف نادي حسين داي الذي كان في القسم الأول، وسنه لا تتجاوز العاشرة، ومع هذا الفريق حقق أول تتويج له بكأس الجزائر ضد فريق شبيبة القبائل.

شكل التتويج المذكور نقطة تحول في مسيرته الكروية، حيث استدعي للمنتخب الأول.

كان ماجر قد بدأ مسيرته الاحترافية مع نادي ​راسينغ​ ​باريس​ الفرنسي الذي كان يلعب في الدرجة الثانية، لكنها تجربة لم تستمر طويلا، إذ انتقل سريعا إلى نادي بورتو البرتغالي الذي فاز معه في موسمه الأول بالدوري المحلي لعام 1986.

الانجاز الابرز في تاريخ مسيرته:

في نهائي بطولة دوري ابطال أوروبا عام 1987، سجل ماجر هدفا تاريخيا بالكعب الذهبي لفريقه بورتو البرتغالي امام فريق بايرن ميونيخ الالماني وساهم في تتويج فريقه بلقب دوري ابطال أوروبا.

وأحرز صاحب الكعب الذهبي أحد أفضل الأهداف في تاريخ نهائيات البطولة الأوروبية في شباك حارس المرمى البلجيكي جون ماري بفاف، ودخل تاريخ هذه البطولة من أوسع الأبواب وأصبح من أفضل أهداف البطولة الأغلى والأقوى أوروبياً، كما أصبح اللاعب العربي الاول والوحيد حتى الان الذي يسجل هدفا في نهائي بطولة دوري الأبطال.

إنجازات اخرى:

سجل ماجر 29 هدفا لنادي بورتو البرتغالي بين 1985 و 1988 منها هدف التعادل الذي حقق به بورتو أول كأس اوروبي له.

في نفس موسم 1987، عانق ماجر ​كأس العالم للأندية​ بعد فوزه مع نادي بورتو على نادي بينارول الأورغويائي، ليكون ماجر أول عربي وأفريقي يفوز بهذه البطولة، وفي نفس الموسم كذلك فاز بكأس السوبر الأوروبية.

ما بعد بورتو:

انتقل ماجر عام 1988 إلى نادي فالنسيا الإسباني لموسمين ليعود بعد ذلك إلى نادي بورتو، وبعدها انتقل لنادي ​قطر القطري​ خلال موسم 1991-1992، حيث اختتم مشواره الاحترافي.

إنجازاته مع المنتخب:

في عام 1990، قاد رابح ماجر المنتخب الجزائري للتويج باللقب القاري لأول مرة في تاريخه، حينما فاز بكأس الأمم الأفريقية في نسختها المقامة بالجزائر على ​منتخب نيجيريا​ بهدف لصفر.

قاد ماجر منتخب الجزائر الى نهائيات كاس الامم الافريقية 1980 بعد غياب استمر 12 عاما، وساهم في تحقيق ثعالب الصحراء اول فوز لهم في البطولة بعد عقد، كما قاد الجزائر الى نهائيات كأس العالم في مناسبيتين عامي 1982 و1986.

شارك ماجر في الفوز التاريخي للمنتخب الجزائري على نظيره الألماني في كأس العالم 1982.

نهاية مسيرته كلاعب:

كانت آخر مواجهة رسمية له مع منتخب بلاده الجزائر أمام ​المنتخب الكونغولي​ في ​بطولة كأس أمم أفريقيا​ المقامة بالسنغال عام 1992، أعلن بعدها الاعتزال دوليا بعد أن لعب مع المنتخب الجزائري 87 مباراة سجل فيها 32 هدفا.

إلى عالم التدريب:

أشرف أسطورة الجزائر على تدريب منتخب بلاده لمدة قصيرة بسبب خلافه مع رئيس ​الاتحاد الجزائري لكرة القدم​ لكرة القدم محمد روراوة عام 2002. أشرف كذلك لفترة قصيرة على ​نادي الوكرة القطري​، وأحرز معه لقب الدوري المحلي، ليتعاقد بعد ذلك مع ​نادي الريان القطري​ خلال موسم 2005- 2006.

قرر بعد ذلك وضع حد لمسيرته في عالم التدريب، ودخل عالم التحليل الرياضي في العديد من القنوات العربية بداية من قنوات "أي آر تي" والجزيرة الرياضية والهداف الرياضية.

الجوائز والأوسمة

حصد رابح ماجر العديد من الألقاب والتتويجات، أهمها جائزة أفضل لاعب أجنبي في الدوري البرتغالي لعام 1986، وجائزة الكرة الذهبية الافريقية في نفس العام، وجائزة أحسن لاعب في ​بطولة كأس الأمم الأفريقية​ المقامة بالجزائر لعام 1990.

وفي عام 1988 حصل على لقب هداف دوري أبطال أوروبا، وحاز لقب هداف ​دوري نجوم قطر​ عام 1993. اختير عام 2003 أفضل لاعب عربي للقرن، وبعد ذلك بعام، اختير من طرف الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (الكاف) رابع أفضل لاعب أفريقي للقرن.

نال جائزة أفضل لاعب جزائري خلال القرن رفقة اللاعب لخضر بلومي من طرف جريدة الهداف الجزائرية في 2009. اختير عدة مرات أفضل لاعب جزائري، وحصل على وسام الاستحقاق الذي يمنحه الاتحاد الجزائري لكرة القدم.

عين ماجر سفيرا للنيات الحسنة من طرف منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) في احتفال أقيم في مقر المنظمة بباريس في 17 تشرين الأول 2011، وفي العام نفسه حصل على جائزة القدم الذهبية في موناكو.