تمكّن سائق فريق ​مرسيدس​ ​لويس هاميلتون​ من الفوز في ​جائزة المانيا الكبرى​ بالرغم من إنطلاقه من المركز ال14 وحل زميله فالتيري بوتاس في المركز الثاني فيما سائق ​فيراري​ ​كيمي رايكونين​ جاء في المركز الثالث. أما المنطلق من المركز الأول سائق فيراري ​سيباستيان فيتيل​ فقد إنسحب من السباق حين فقد السيطرة على سيارته بعد أن كان متصدر السباق وإصطدم بالحائط بسبب الأمطار.

لقراءة تفاصيل السباق  إضغط هنا.

هذا السباق يحتوي نقطتين أساسيتين سأتكلّم عنها في هذا المقال، الأولى هي حادثة فيتيل والثانية هي إلزام مرسيدس سائقها بوتاس بعدم تخطي هاميلتون بالرغم من أنه كان ليتمكن من ذلك بسهولة.

من ناحية فيتيل، قد يكون هذا الخطأ مكلف جدًا له في البطولة فهو أولًا خسر صدارة ترتيب بطولة السائقين لصالح هاميلتون وأصبح الفارق 17 نقطة. بينما فيراري تلقّت ضربة موجعة أيضًا بخسارتها صدارة ترتيب بطولة الصانعين. كان فيتيل لديه تقدم يبلغ 9 ثوان في السباق ولم يكن مضطر للقيادة بسرعة على حلبة مبللة جزئيًا حيث أن التماسك قد إنخفض بشكل كبير. هذا الحادث يتحمّل مسؤوليته كليًا فيتيل ومن الممكن أن يكون نقطة التحوّل في البطولة التي مالت الى هاميلتون الآن.

إن رسالة الراديو التي وجهها فيتيل للفريق بعد حادثه مباشرة أظهرت مدى التأثّر الذي كان عليه حيث ان صوته كان ممزوجًا بالبكاء، فهو يعلم تأثير هذا الخطأ على حظوظه بالفوز في البطولة هذا الموسم. سيتوجه فيتيل الى السباق المقبل في ​المجر​ وعليه ثقل كبير على كاهله من أجل تعويض هذه الكارثة. 

النقطة الثانية هي ما حصل بين هاميلتون وبوتاس بعد خروج ​سيارة الأمان​ من الحلبة وتبقي 8 لفات للنهاية، وكانت إطارات بوتاس أجدد ب10 لفات من هاميلتون وحاول تخطيه وبدا من الواضح أنه أسرع منه بكثير. وفورًا بعد خروج سيارة الآمان كاد بوتاس أن يتخطاه، لكن فجأة تراجع حوالي الثانيتين. للذين يتابعون الفورمولا 1 بشكل دائم علموا فورًا أنه تم توجيه أمر فريق له بأن لا يتخطى هاميلتون. وبالفعل بعد عدة لفات تم بث رسالة الراديو التي سمعها بوتاس والتي أكّدت أن مرسيدس طلبت منه عدم تخطي هاميلتون والمحافظة على مركزه الثاني وبشكل غير مباشر حمايته من رايكونين.

في هذه الخطوة سحبت مرسيدس فوز مستحق من بوتاس وأهدته الى هاميلتون وجاء هذا الأمر بعد يومين فقط من تجديد عقد الفنلندي على سنة مع إمكانية تجديد سنة إضافية. يبدو أن في بنود هذا العقد هناك بند يلزمه بمساعدة هاميلتون على الفوز وأن مركزه في الفريق هو "سائق رقم 2" وهذا ما تأكد بشكل واضح.