بعد حوالي 40 عام من السيطرة على الفورمولا 1 أُزيح البريطاني ​برني إكليستون​ بالقوة من قبل المالك الجديد لهذه الرياضة شركة ​ليبرتي ميديا​ الأميركية التي إشترتها بحوالي 8 مليار $ في نهاية عام 2016. كان إكليستون قد سيطر على الفورمولا 1 منذ بداية السبعينات وهو لم يكن يتوقّع أن يتم طرده بهذه الطريقة من منصب الرئيس التنفيذي. ووصلت الأمور الى درجة من التأزم حيث انه لم يعد مرحّب به في السباقات حتى كضيف.

كان لا بد لليبرتي ميديا أن تزيح إكليستون وإلا لما كان بإمكانها البدء بتنفيذ خططها التطويرية للفورمولا 1. وتجدر الإشارة الى أن ليبرتي هي شركة إعلانات وتسويق ولديها خبرة طويلة بكيفية جذب الجمهور الى امر ما. أما مديرها فهو تشايس كاري الذي يظهر في الصور في هذا المقال.

في 2017 كانت سنة التعرّف للفورمولا 1 لليبرتي وأشارت الأخيرة أنها إستلمت مؤسسة صغيرة جدًا حيث أن كان إكليستون يدير كل الأمور من مكاتب صغيرة في لندن، فحين إستلمت ليبرتي الملكية لم يكن هناك مكان لجميع موظفيها!

فالعمل الأول التي قامت به كان الإنتقال الى مقر جديد للفورمولا 1، وشيئًا فشيئًا سباق بعد الآخر بدأت لمساتها تظهرعلى هذه الرياضة. من المعلوم أن الفورمولا 1 عالم منغلق على نفسه ومليء بالأسرار وهذا أمر رأت فيه ليبرتي بأنه لا يتناسب مع توجهاتها. اول ما قامت به هو البدء بعصر الإنفتاح على الجمهور فبدأ يتم السماح له بالأقتراب من السيارات حين تكون في الحظائر وعلى السائقين أن يتفاعلوا معه بشكل أكبر. هذه من الأمور البسيطة التي ارستها ليبرتي، أما الكل يعرف أنها لن تتمكن من السيطرة فعليًا على الفورمولا 1 قبل عام 2021 حين سينتهي عقد " الكونكورد " ، هذا العقد يربط الفرق مع الفورمولا 1 ويقسّم الاموال عليها حسب بنوده السرية بالإضافة الى تثبيته القوانين التصميمية للسيارات.

هذا يعني أن ليبرتي لن تستطيع فرض أي أمر جذري على الفرق قبل 2021، وهي تعمل منذ الآن على تحضيرهم للآتي حيث أنها تريد تغيير شكل تصميم السيارات من أجل جعل التسابق أفضل. فالسيارات الحالية معقّدة التصميم جدًا من الناحية الأيروديناميكية حيث أنه أصبح من المستحيل على السائق أن يتخطى الذي أمامه بسبب فقدانه التماسك على الحلبة حين يكون وراء السيارة التي يريد تخطيها مباشرة بسبب الهواء السيئ الذي تنتجه.

من ناحية أخرى تعمل ليبرتي بشكل حثيث على تغيير تصميم المحرك الذي أصبح على درجة عالية من التعقيد وباتت أكلافه هائلة لدرجة أن ليس هناك من صانع عالمي يجرؤ الدخول للفورمولا1 اليوم.

بالمقابل هناك الحلف الذي يشكله فريقي ​مرسيدس​ و​فيراري​ في وجه ليبرتي حيث أنهما يريان أن تغيير القوانين بشكل جذري سيهدد سيطرتهما على الفورمولا 1 خاصة بعد صرفهما الكثير من الأموال على محركاتهما. ومنذ بداية الموسم الحالي تهدد فيراري بمغادرة الفورمولا 1 في حال وُضعت قوانين غير مناسبة لها.

لذلك الشهور المقبلة ستكون حاسمة لليبرتي وسنرى إن كانت قد تمكنت من إقناع الفرق الكبيرة بخططها، وفي حال لم تتمكن من ذلك فإن الحرب قادمة لا شك فيه.