انتهى ​كأس العالم روسيا 2018​ بتتويج ​منتخب فرنسا​ بلقب البطولة على حساب منتخب كرواتيا وعادة ما يبرز في كل بطولة لاعبون شباب صغار في السن يكون لهم شأن كروي هام في قادم السنين وهذا بالفعل ما حصل في كل نسخة من كأس العالم حيث يتم اختيار أفضل لاعب شاب ويتم منحه تلك الجائزة تقديرا للأداء المميز الذي يقدمه اللاعب الشاب برفقة منتخب بلاده.

في هذا التقرير، ومع انتهاء كأس العالم روسيا 2018، سنضيئ على أبرز اللاعبين ​الشباب​ الذين نالوا هذه الجائزة منذ كأس العالم 1990 مع الحديث عن مسيرتهم بعدها وهل نجحوا في البقاء بنفس المستوى أم أنهم تراجعوا وكان أداءهم أقل بكثير من التوقعات.

إذا، هي جائزة تمنح لأفضل لاعب شاب (لا يزيد عمره عن 21 عام) خلال كل بطولة من بطولات كأس العالم، قدمت هذه الجائزة لأول مرة عام 1958 كجائزة شرفية وكان يتم اختيار الفائز عن طريق ​الفيفا​ حتى عام 2002، وفي عام 2006 تم إقرار الجائزة بشكل رسمي من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم، ويتم اختيار الفائز من خلال التصويت عبر الإنترنت.

كأس العالم فرنسا 1998 : اللاعب الإنكليزي ​مايكل أوين

النجم الإنكليزي كان هو اللاعب الشاب الأفضل في كأس العالم بعمر 19 عاما التي احتضنتها الملاعب الفرنسية وهو حاليا يعمل كمحلل تلفزيوني. أوين وهو الذي بدأ مسيرته مع نادي ليفربول لكن مسيرته مع ​منتخب إنكلترا​ بدات عام 1998 حيث كان أصغر لاعب يمثل المنتخب الاول ويسجل له هدفا ونال شهرة واسعة بعدما سجل هدفا ضد ​منتخب الأرجنتين​ العدو الكروي اللدود لإنكلترا وهذا ما جعله بطلا قوميا في بلاده واختير هذا الهدف ضمن أفضل عشرة أهداف في كأس العالم وأفضل مائة هدف في تاريخ اللعبة.

أوين لعب 89 مباراة لمنتخب بلاده وسجل 40 هدفا ليكون اللاعب الخامس في سجل أفضل هدافي المنتخب. ورغم عدم تحقيق إنجاز يذكر مع منتخب إنكلترا لكن أوين نجح دائما في التألق بقميص المنتخب الوطني كما كانت مسيرته مع الأندية التي لعبها مميزة أقلها لحين وصوله لنادي ​ريال مدريد​ الإسباني.

أكثر ما تميز به أوين كراس حربة هو لمسته التهديفية المميزة أمام المرمى وقدرته دائما على الهروب من الرقابة والسرعة في الإنطلاق خلف مدافعي الخصم. كما يجب الإشارة إلى أن أوين تميز برشاقته نظرا لقصر قامته حيث كان يحرك اتجاهه بشكل سريع ما يضع مدافعي الخصم في موقف صعب أثناء رقابته. بجانب مهارته التهديفية، كان أوين نظرا لسرعته يتميز بالتمريرات القصيرة والقدرة على خلق الفرص لزملاءه خاصة عندما يلعب بخطة تعتمد على مهاجمين اثنين. وللأسف، تعرض أوين لأكثر من إصابة مزعجة أثرت كثيرا على مهاراته خاصة من ناحية الرشاقة والليونة ليتراجع اداءه خلال النصف الثاني من مسيرته سواء مع المنتخب الوطني أو الفرق التي لعب لها.

مع ليفربول، بقي أوين لمدة ثمانية مواسم، لعب خلالها 297 مباراة وسجل 158 هدفا بمعدل هدف في كل مبارتين. عام 2004 انتقل أوين إلى ريال مدريد حيث لعب 45 مباراة سجل خلالها 16 هدفا قبل أن يعود ويغادر إلى ​نيوكاسل يونايتد​ فلعب أربعة مواسم معه سجل خلالها 30 هدفا في 79 مباراة. المفاجأة كانت في انتقال أوين إلى غريم ليفربول اللدود مانشستر يونايتد منذ موسم 2009 حتى 2012 وهو قدم أداءا لا بأس به حيث لعب 52 مباراة سجل 17 هدفا. هذا كان يعكس دائما قدرة أوين على التألق تهديفيا رغم كل المشاكل التي واجهها من جراء الإصابة ليكون مجموع ما لعبه أوين مع الأندية خلال 17 موسما 482 مباراة سجل خلالها 222 هدفا فيما لعب مع منتخب إنكلترا 89 مباراة سجل خلالها 40 وذلك منذ عام 1998 حتى عام 2008.

تألق أوين في ​كأس العالم 1998​ فتح له المجال في أن ينال جائزتي البالون دور وجائزة أفضل لاعب في العالم خلال عام 2001 التي تعتبر السنة الأفضل في مسيرة أوين.

كأس العالم كوريا الجنوبية و​اليابان​ 2002 : اللاعب الأميركي ​لاندون دونافان

لاعب ​منتخب أميركا​ اختير كأفضل لاعب شاب بعدما قاد الولايات المتحدة للوصول إلى الدور الربع النهائي من البطولة حيث كان يلغ من العمر آنذاك 20 عاما. يعتبر دوانافان من أفضل اللاعبين في كرة القدم الأميركية وكان هدافا لمنتخب بلاده في عديد من المناسبات والبطولات قبل أن يعتزل عام 2018 اللعب نهائيا ويبدأ في العمل كمحلل لأحد القنوات التلفزيونية الأميركية.

في ​كأس العالم 2002​، سجل دوانافان لأكثر من مرة منها هدف الفوز على المكسيك في دور الستة عشر ثم شارك في ​كأس العالم 2006​ لكنه فشل في تسجيل أو صنع أي هدف لتأتي المشاركة الثالثة عام 2010 حيث سجل ثلاثة أهداف ليكون أحد ثلاثة لاعبين أميركيين نجحوا في التسجيل بأكثر من نسخة في كأس العالم.

بداية تألق دونافان كان في كأس العالم تحت 17 عاما في 1991 والتي أعطت إشارات على وجود لاعب أميركي سيسطع نجمه في كرة القدم عما قريب وهذا ما دفع باير ​ليفركوزن​ الألماني للتعاقد معه لمدة ستة سنوات فلعب مع الفريق الرديف لكنه لم يتأقلم أبدا على نمط الحياة في ألمانيا وهذا ما دفعه لمغادرة النادي بعدما سجل 9 أهداف في 29 مباراة. الخطوة الثانية كانت سان خوسيه المكسيكي فتألق معه ليسجل 43 هدفا في 109 مباريات ليعود مجددا إلى ليفركوزن موسم 2004-2005 ويلعب فقط 9 مباريات لم يسجل فيها أية هدف وهذا فتح الباب أمام الإنضمام للوس أنجيلوس الأميركي وبقي معه منذ عام 2005 حتى عام 2016.

هناك تألق معه وأصبح أيقونة النادي ليلعب 317 مباراة مسجلا 141 هدفا. خلال هذه الفترة، تمت إعارة دوانافان مرتين إلى أوروبا، مع ​بايرن ميونيخ​ الألماني عام 2009 لكن التجربة باءت بالفشل إذ لعب 7 مباريات لم يسجل فيها أية هدف كما أعير مرتين إلى ​إيفرتون الإنكليزي​ عامي 2009 و2011 وكانت أيضا مخيبة للآمال مع تسجيل هدفين في 22 مباراة.

ختم دونافان مسيرته مع ​نادي ليون​ المكسيكي فلعب 6 مباريات فشل في تسجيل أية هدف خلالها لينفصل سريعا عنه. أما مع منتخب الولايات المتحدة، فلعب دونافان 157 مباراة سجل خلالها 57 هدفا ويعتبر حصوله على جائزة أفضل لاعب شاب لعام 2002 وهداف كأس العالم تحت 17 عاما أبرز ما حققه فرديا خلال مسيرته دون نسيان قيادته منتخب بلاده للعديد من الألقاب في بطولات الكونكاكاف كما مع لوس أنجيلوس غالاكسي والذي أحرز معه لقب الدوري 4 مرات.

أكثر ما يميز دونافان كان ذكاءه أمام مرمى الخصوم وهو جمع بين السرعة، الهدوء والقدرة على التحرك الدائم ما لم يجعله قط مهاجما كلاسيكيا بل كان يجيد أحيانا اللعب خلف المهاجمين وفي وسط الملعب حيث كان يملك نظرة مميزة للملعب ويعود دائما للقيام بالأدوار الدفاعية دون نسيان أنه كان الخيار الأول في تنفيذ ركلات الجزاء والكرات الثابتة مع إتقان اللعب بالرأس أيضا.

كأس العالم ألمانيا 2006 : اللاعب الألماني ​لوكاس بودولسكي

أمير كولن كما يلقب أو بودي. لاعب كرة قدم اعتزل عام 2017 ويعتبر من أبرز مهاجمي ألمانيا خلال العشرين سنة الأخيرة وأحد أبرز اللاعبين ممن تمتعوا بلمسة إنهاء الفرص. شارك بودولسكي في كأس العالم 2006 وكان عمره 21 سنة إذ كان شريكا ل​ميروسلاف كلوزه​ في خط هجوم منتخب بلاده الذي حصل على المركز الثالث مع تسجيله لثلاثة أهداف.

الجدير بالذكر بأن بودولسكي من أصول بولندية وهو كان قريبا من تمثيل منتخبها لكن المدرب بافل ياناس رفضه آنذاك عام 2003 لأسباب فنية!!

بودولسكي والذي بدأ مسيرته الإحترافية عام 2003 مع نادي كولن كان أحد الدعائم الأساسية ل​منتخب ألمانيا​ قبل الإعتزال دوليا عام 2016 والإعتزال نهائيا عام 2017. في كأس العالم 2006 وحينما كانت ألمانيا تعيد بناء منتخبها، ومع خطة 4-4-2 كان بودولسكي المهاجم الشاب الذي يتحرك دائما ولعب دورا محوريا في وصول منتخب بلاده للمركز الثالث، نفس الأمر في عام 2010 لحين التتويج باللقب عام 2014 ما يعكس مسيرة دولية مميزة لبودولسكي.

ولم يكن تتويج بودولسكي بالجائزة أمرا سهلا لأنه تفوق على عدة لاعبين كبار كميسي ورونالدو وهو ما كان إنجازا بحد ذاته وعكس الإمكانات الكبيرة التي ستظهر لبودولسكي فيما بعد خاصة انه أظهر قوة في اللعب كجناح أيسر وبنفس الجودة التي ظهر بها كرأس حربة صريح. مسيرة بودولسكي مع ألمانيا كانت دائما مميزة فوصل إلى نهائي ​يورو 2008​ والمربع الذهبي ليورو 2012 ويورو 2016 قبل أن يعتزل بعدها دوليا.

مميزات بودولسكي كلاعب كانت قوة تسديدته في البداية مع سرعة 160 كم بالساعة بجانب إنهاءه المميز للفرص ليصفه ​فينغير​ مدرب ​أرسنال​ بأنه أحد أبرز من ينهوا الفرص أمام المرمى كما كان بودي كما يلقب سريعا في التحرك والإنطلاق الهجومي من الجهة اليسرى نحو العمق بجانب عكسه للكثير من الكرات العرضية والتي أسفرت عن أهداف لزملاءه المهاجمين. بودولسكي أيضا كان من أفضل مسددي ركلات الجزاء وهو لم يهدر إلا ركلتي جزاء طوال مسيرته سواء مع المنتخب أو الأندية.

لعب بودولسكي مع منتخب ألمانيا 130 مباراة سجل خلالها 49 هدفا وهو ثالث هداف في تاريخ ألمانيا بعد المدفعجي ​غيرد مولر​ والقناص ميروسلاف كلوزه. أما مع الأندية فلعب بودولسكي مع كولن من 2003 حتى 2006 ليسجل 51 هدفا في 85 مباراة ثم انتقل بعدها إلى بايرن ميونيخ لثلاثة مواسم سجل خلالها 26 هدفا خلال 106 مباريات وهو كان في هذا أقل من التوقعات ليعود إلى كولن لثلاثة مواسم أخرى من 2009 حتى 2012 فسجل 35 هدفا خلال 96 مباراة وهذا ما دفع بفينغير لضمه إلى أرسنال، هناك في إنكلترا، لعب بودولسكي 82 مباراة سجل خلالها 31 هدفا قبل أن تتم إعارته إلى إنتر ميلان لكن التجربة كانت فاشلة فظهر بقميص النيراتزوري 18 مباراة سجل خلالها هدفا يتيما. بعدها ذهب إلى غلطة سراي التركي فعاد إلى التألق مسجلا 34 هدفا في 75 مباراة لينهي مسيرته مع فريق كوبي في اليابان عام 2017 ليكون مجموع ما لعبه بودولسكي من مباريات مع الأندية 495 سجل خلالها 188 هدفا.

أبرز إنجازات بودولسكي الفردية هي جائزة أفضل لاعب شاب 2006 والحذاء الفضي في يورو 2008 كما أحرز كأس العالم مع ألمانيا عام 2014 والدوري الألماني، كأس ألمانيا، كأس إنكلترا.