من الصحيح القول إن ​منتخب لبنان​ لم يتأهل مرة في تاريخه إلى نهائيات كأس العالم، لكن ذلك لم يمنع لاعبا ذي أصول لبنانية، من معانقة الكأس في لحظة للتاريخ مع المنتخب الذي لعب في صفوفه بالكأس الأغلى في العالم.

وأبلغ دليل على ذلك، ​ماريو زاغالو​ ​البرازيل​ي، الذي استطاع ولمرة واحدة في تاريخ لبنان، ان يكون اللاعب الوحيد من أصول لبنانية، الذي يتمكن من الوصول الى مرحلة النجاحات الكبرى في لعبة كرة القدم، وتحديدا، في عصر الجيل الذهبي القديم لمنتخب البرازيل.

زاغالو، الذي يعد واحدا من أساطير منتخب البرازيل، وتزامل جنبا إلى جنب مع الأسطورة ​بيليه​، كان قد عانق كأس العالم لأربع مرات كلاعب ومدرب، وهو الأول في العالم الذي يحقق ذلك.

رغم ان زاغالو كان قد حقق ما حققه مع منتخب البرازيل، غير انه لم ينس بلده الأصلي لبنان، وساهم في اغناء كرة القدم فيه، وكان له تعاون في مرات سابقة مع ​الاتحاد اللبناني لكرة القدم​.

صحيفة "السبورت" الالكترونية تطل عليكم اليوم من نافذة جديدة للوقوف على مسيرة الأسطورة اللبنانية البرازيلية زاغالو.

أصوله من زحلة

ولد "ماريو جورجي لوبو زاغالو" في التاسع من آب 1931 في مدينة "ماسايو" عاصمة ولاية "الأغواس" في البرازيل، وتعود أصوله إلى عائلة "زكور" اللبنانية في مدينة زحلة، متزوج وله أربعة أولاد.

انطلاقته

انطلق مشواره الاحترافي مع نادي أميركا عام 1948، ثم انتقل في العام التالي إلى عميد الأندية البرازيلية نادي "​فلامينغو​" الذي لعب في صفوفه 257 مباراة حتى عام 1958، سجل خلالها ثلاثين هدفا، قبل أن يلتحق بعد ذلك ب​نادي بوتافوغو​ الذي استمر معه حتى اعتزاله عام 1965. وعلى الصعيد الدولي، لعب زاغالو مع منتخب بلاده 36 مباراة، سجل فيها خمسة أهداف، توجت بمشاركته معه في عدة دورات لبطولة كأس العالم وفاز فيها بمرتين عامي 1958 و1962.

إلى عالم التدريب

بدأ رحلته في عالم التدريب عام 1966 بإشرافه على نادي بوتافوغو أربعة أعوام، كُلف بعدها بتدريب منتخب البرازيل الذي شارك في كأس العالم عام 1970 بالمكسيك، وتوّج معه باللقب العالمي، ليصبح أول مدرب يفوز بالبطولة مرتين لاعبا ومرة واحدة مدربا، ثم فاز بعدها بكأس العالم كمساعد مدرب عام 1994 في الولايات المتحدة الاميركية، إضافة إلى احتلاله مع المنتخب مراكز متقدمة في دورات أخرى للبطولة، وفوزه ببطولة ​كوبا أميركا​ و​كأس القارات​ عام 1997.

وقاد زاغالو أيضا عددا من الأندية البرازيلية والعربية، من بينها أندية ​فلومينيزي​ وفلامنغو و​فاسكو دي غاما​ وبانغو وبورتيغيسا، إضافة إلى منتخبات ​السعودية​ و​الكويت​ و​الامارات​، علما أنه اوصل الكويت للمرة الاولى إلى كأس العالم عام 1982، كما وصلت الامارات إلى كأس العالم تحت قيادته الفنية بعد التخلي عن المدرب ​كارلوس​ البرتو والاستعانة به من جديد.

أمجاده مستمرة

اختير زاغالو عام 1997 أفضل مدرب في تاريخ لعبة كرة القدم، ونصب له عام 2013 تمثال تذكاري خارج ملعب "جواوو هافلانغ" الأولمبي في ​ريو دي جانيرو​.

منذ عام 2011، تعاون زاغالو مع الاتحاد اللبناني وقدم له المشورة، علما ان منتخب لبنان يحقق اليوم افضل تصنيف له في تاريخه، بحسب الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا".

​​​​​​​

شارك زاغالو في آب عام 2016 في رحلة الشعلة الأولمبية عشية افتتاح دورة الألعاب الأولمبية في ريو دي جانيرو، حيث تسلم الشعلة رغم جلوسه على كرسي متحرك، من مدرب المنتخب السابق كارلوس ألبرتو بريرا.