تستكمل اليوم منافسات الدور الربع النهائي من ​كأس العالم 2018​ والمقامة في ​روسيا​ حيث لن يكون هناك مجال للخسارة لأنه في هذه الأدوار التعويض سيكون أمرا مستحيلا. وينص نظام المسابقة على اللجوء لوقت إضافي في حال انتهاء نتيجة الوقت الأصلي بالتعادل وفي حال استمراره يتم اللجوء لركلات الجزاء الترجيحية من علامة الجزاء. وسيشهد هذا الدور تطبيق التبديل الرابع لأول مرة حيث يمكن للفريق استخدامه فقط في حال الوصول للأوقات الإضافية. دعونا نتعرف على مواجهتي اليوم من هذا الدور وعلى أبرز ما ستحمله من أمور فنية وتكتيكية.

السويد​ – ​إنكلترا​ ( اليوم الساعة 17.00 بتوقيت بيروت ):

يواجه منتخب إنكلترا نظيره السويدي في لقاء مرتقب بين المنتخبين الأوروبيين. وبعد تجاوز عقبة ​كولومبيا​ بركلات الترجيح، وفوز السويد المقنع على سويسرا في دور الستة عشر، سيدخل ​الإنكليز​ المواجهة وهم مدركون بأن الفوز سيضعهم على بعد خطوتين فقط من تحقيق إنجاز طال إنتظاره لأكثر من 50 عاما فيما تطمح السويد لتكرار إنجاز ​مونديال 1994​.

إنكلترا مع المدرب ساوثغيت تلعب بالرسم التكتيكي 3-1-4-2 مع الثنائي ستيرلينغ وكين في خط الهجوم، الأخير هو هداف البطولة لحد الآن ويعتبر ورقة هجومية رابحة تتمحور حولها كل هجمات منتخب إنكلترا إذ يعطي ثقلا في عمق دفاعات الخصم كما أنه يفتح الثغرات بخروجه أحيانا لوسط ملعب الخصم ويسمح لثنائي خط الوسط ​لينغارد​ وآلي في الدخول من العمق أما دفاعيا فإن المنتخب الإنكليزي يبدو جيدا نوعا ما لكنه ليس صلبا بما فيه الكفاية حيث بدت فيه بعض الثغرات خلال المباريات السابقة رغم وجوب الإشارة إلى أن الجميع يؤدي أدواره الدفاعية حيث تطغى الجماعية بشكل واضح على أداء الفريق.

منتخب السويد المعروف في هذه البطولة بالصلابة الدفاعية يلعب مع المدرب أنديرسين بالرسم التكتيكي 4-4-2 وهو يعول على طول قامة الفريق وحسن الإنتشار في أرض الملعب بجانب الترابط بين الخطوط الثلاثة من أجل الوقوف كسد منيع أمام هجمات إنكلترا ثم الإعتماد على الهجمات العكسية التي يجيدها الفريق مع الثنائي بيرغ وتويفونين في خط الهجوم ما يضعنا أمام مباراة يصعب التكهن بنتيجتها رغم أن عامل الخبرة يميل بشكل أو بآخر للإنكليز لكن هذا لا يمنحهم الأفضلية الواضحة فهل يصل الإنكليز للمربع الذهبي أم أن السويد ستكمل مشوارها بنجاح وتضيف إنكلترا إلى قائمة ضحاياها؟

روسيا – كرواتيا ( اليوم الساعة 21.00 بتوقيت بيروت ):

يدخل أصحاب الأرض هذه المباراة بعدما أطاحوا بالماتادور الإسباني خارج البطولة فيما تأهل الكروات على حساب الدانمارك والقاسم المشترك هو طريقة التأهل وهي ركلات الترجيح. الروس يأملون في متابعة مغامرتهم الناجحة وحجز بطاقة في المربع الذهبي بينما يود الكروات تكرار إنجاز 1998 في مونديال فرنسا.

ويلعب المنتخب الروسي مع مدربه شيرشيسوف بالرسم التكتيكي 4-2-3-1 حيث يلعب المنتخب كرة قدم تميل للدفاع خاصة أمام المنتخبات التي تستطيع الإستحواذ على الكرة ثم ضربها بهجمات مرتدة سريع، أسلوب ربما يبدو تقليديا لكنه أثبت نجاحه مع ​إسبانيا​ وبالتالي لا مانع من تكراره أمام الكروات خاصة بأن الروس يمكنهم لعب مباراة كاملة مع تركيز دفاعي ودون ارتكاب أي هفوة.

أما منتخب كرواتيا مع المدرب زلاتكو، فنفس الرسم التكتيكي 4-2-3-1 هو المعتمد لكن بوظيفة مختلفة. فالكروات يحبذون اللعب بشكل متوازن بين الدفاع والهجوم وهم لديهم خط وسط قوي للغاية مع الثنائي ​مودريتش​ وراكيتيش وأمامهم رأس حربة مشاكس هو ماندزويكتش مع أجنحة فعالة وجماعية واضحة في الأداء بجانب حسن الإنتشار في أرضية الملعب والترابط الواضح بين خطوط الفريق الثلاث. ومع خصم مثل الروس، سيكون لخط وسط الملعب الكلمة الفصل، حيث سيسعى الكروات لفرض أسلوبهم إنما من دون الإندفاع الزائد لأن الروس سيكونوا جاهزين لمعاقبتهم بالهجمات المرتدة.

فهل تصل روسيا للمربع الذهبي لأول مرة بعد انهيار الإتحاد السوفياتي أم أن الكروات سيكملون مشوارهم الناجح؟