وصل ​منتخب فرنسا​ إلى الدور النصف النهائي من ​كأس العالم​ المقامة في روسيا حاليا بعدما تجاوزت الأوروغواي 2-0 في الدور الربع النهائي حيث أقيمت المباراة على ملعب نيزني نوفغورود. المدير الفني لمنتخب فرنسا ​ديدييه ديشامب​ لعب المباراة بالرسم التكتيكي 4-3-3 مع الثلاثي ​غريزمان​، ​مبابي​ وجيرو في خط الهجوم بينما لعب المدير الفني لمنتخب أوروغواي أوسكار تاباريز المباراة بالرسم التكتيكي 4-3-2-1 مع لويس سواريز كرأس حربة صريح.

المباراة بدأت بشكل هادئ مع سعي كلا الفريقين لفرض إيقاعه في وسط الملعب مع محاولات متبادلة من المنتخبين للوصول إلى مرمى الخصوم غير أن الأمور كانت هادئة مع عدم قدرة لا فرنسا ولا الأوروغواي على إجبار الآخر للرجوع للخلف ولعب الأدوار الدفاعية. لعب الأوروغواي الهجومي كان يتمحور حول إيصال الكرة للويس سواريز في عمق دفاعات فرنسا بينما سعت فرنسا للتحرك عبر مبابي وغريزمان لكن الكثافة العددية للمنتخبين في وسط الملعب جعلت اللعب محصورا في تلك المنطقة، مع كثير من التمريرات الخاطئة حيث كانت المباراة مقفلة تكتيكيا مع عدم رغبة أي من الفريقين في فتح الملعب. أظهرة فرنسا بافارد وهيرنانديز حاولا التقدم أكثر للأمام عبر طرفي الملعب مع محاولة لعب الكرات المنظمة وتوزيع الكرة للأطراف ثم عكس الكرات العرضية لداخل منطقة جزاء الأوروغواي حيث كان الفرنسيون الفريق الأنشط والأكثر استحواذا في وسط الملعب لكن الإختراق كان صعبا في ظل الإنتشار الدفاعي الجيد ل​منتخب الأوروغواي​ مع مساحات ضيقة بين رباعي خط الدفاع وخماسي خط الوسط مع الإعتماد فقط على ردة الفعل بعد قطع الكرة من الفرنسيين واعتماد الكرات الطولية لسواريز في الأمام مع تحرك خجول لظهيري الفريق. الأفضلية الفرنسية من ناحية الإستحواذ ترجمها ​فاران​ عند الدقيقة 40 بعدما تابع كرة ثابتة برأسه معلنا تقدم فرنسا 1-0. بعد الهدف حاولت الأوروغواي إظهار ردة فعل مع التحرك أكثر في وسط الملعب لكن الفريق افتقد للكثافة العددية من الأمام مع الحصول على بعض الكرات الثابتة لكن الدفاع الفرنسي أحسن التعامل معها لينتهي الشوط الأول بتقدم فرنسا 1-0.

فرنسا بدأت الشوط الثاني بشكل جيد مع تحركات في وسط الملعب حيث أمسكت بزمام الأمور رغم الضغط العالي لمنتخب الأوروغواي والذي لم ينجح أبدا في افتكاك الكرة لتتابع فرنسا استحواذها على الكرة. وبعد عشر دقائق من بداية الشوط الثاني، حاولت الأوروغواي التقدم أكثر للأمام فدفعت بخطوطها لمنتصف الملعب مع تقدم الظهيرين ​لاكزالت​ و​كاسيريس​ لعكس الكرات العرضية مع دخول بينتاكور ونانديز لمساندة سوايريز في عمق منطقة جزاء فرنسا لكن مدافعي فرنسا كانوا واقفين بشكل جيد داخل منطقتهم وتعاملوا كما يجب مع الكرات العرضية ما دفع بالمدرب تاباريز للتدخل حيث قام بتبديلين فأخرج ستاوني وبينتاكور ومدخلا ​غوميز​ ورودريجيز. الهدف كان تنشيط العمق الهجومي أكثر خلف ساوريز ووصل الخط الخلفي بخط بخط الهجوم لكن منتخب الأوروغواي تلقى صدمة بهدف ثاني لفرنسا إثر خطأ فادح من الحارس ​موسليرا​ لتتقدم فرنسا 2-0 عند الدقيقة 61. بعدها، حاولت ​الأورغواي​ التحرك بسرعة لتدارك الموقف فاعتمدت مجددا الضغط في وسط الملعب لكن المساحات كانت غائبة مع انتشار جيد من دفاع منتخب فرنسا وأداء دفاعي مميز لثلاثي خط الوسط ودعم الرباعي الهجومي كما يجب والأهم كان عدم قدرة الأوروغواي على فرض أسلوبها والسيطرة على خط الوسط لإجبار الفرنسيين على الرجوع بل بالعكس كان منتخب فرنسا نشطا هجوميا مع دور مميز لجيرو في الخروج للخلف وفتح المساحات لغريزمان ومبابي القادمين للخلف ليتدخل تاباريز مجددا ويدخل جوناثان مكان نانديز لتنشيط الوسط هجوميا. مشكلة الأوروغواي الأساسية كانت في أن اللعب الهجومي تقليدي جدا ومقروء للغاية حيث مجرد توزيع كرات للطرف مع عرضيات كان التكتل الدفاعي الفرنسي يتعامل معها كما يجب. الدقائق العشر الأخيرة من المباراة شهدت دخول ​نزونزي​ مكان ​توليسو​ كما فرضت فرنسا إيقاعها بشكل كلي مع استسلام أورغواني للنتيجة، لتتبادل فرنسا الكرات مع شخصية قوية وانضباط تكتيكي عالي مع أداء ثابت طوال التسعين دقيقة لتنتهي بعدها المباراة بفوز الفرنسيين 2-0 وتقديم أنفسهم كما يجب كمرشحين أقوياء للمنافسة على اللقب مع مدرب تكتيكي مميز هو ديشامب والذي قرأ المباراة كما يجب.

أحمد علاء الدين