على الرغم من دخول عالم كرة القدم أجواء كأس العالم في ​روسيا​ والتي بلغت مراحلها الأخيرة مع انطلاق الدور ربع النهائي اليوم، إلا أن الأنباء المتداولة عن اقتراب البرتغالي كريستيانو رونالدو من مغادرة ريال ​مدريد​ إلى يوفنتوس، دخلت منافساً رئيسياً لحدث المونديال لا بل تفوقت عليه في كثير من الأحيان.

من الطبيعي أن تكون الأخبار المتعلقة برونالدو هي الشغل الشاغل لجماهير المستديرة شأنه شأن الأرجنتيني ليونيل ميسي نجم برشلونة الإسباني، على الرغم من أن أي إعلان رسمي لم يصدر حتى الآن بشأن حسم انتقال البرتغالي الى ​السيدة العجوز​، لكن مجرد الحديث عن رغبة أو نية أو حتى أنباء صحفية بهذا الصدد، باتت تُشكًل مادة دسمة تنمو على التسريبات والشائعات والتصريحات.

لا يمكن لأحد حتى هذه الساعة أن يجزم بقرب رحيل كريستيانو رونالدو عن ​الميرينغي​ أو حتى طريقة المغادرة والوجهة المحتملة في ظل عاصفة من الأخبار لم تثبت صدقيتها عبر بيانات رسمية أو تحركات على الأرض، لتعود بنا الذاكرة إلى ما حدث في سوق الإنتقالات قبل فترة حيث كان رونالدو مجدداً محورها وقضيتها الرئيسية لتنتهي فيما بعد كما بدأت وكأنها زوبعة في فنجان مع بقاء النجم البرتغالي في الفريق الإسباني.

ربما يكون الوضع مختلفاً اليوم مع بلوغ "الدون" الرابعة والثلاثين وبعد تحقيقه كل الألقاب الممكنة على الصعيدين الفردي والجماعي،(ما عدا كاس العالم) لذلك لا بد من القول ان خطوة كهذه ستنعكس من دون أدنى شك بشكل إيجابي على الفريق الجديد للبرتغالي سواء كان ​اليوفي​ أو غيره لكن في المقابل ستترك الكثير من الآثار السلبية في ريال مدريد على المدى القريب.

صحيح أن تأثير كريستيانو رونالدو لم يكن كبيراً أو واضحاً أمام ليفربول في المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا كما حدث أمام اليوفي قبل عامين، لكن رحيل البرتغالي فيما لوحدث سيترك الكثير من التداعيات على الأقل في الفترة الأولى وهي آثار لا تتعلق فقط بما يمكن أن يحدث على أرض الملعب، انما تتعداها للصورة التجارية والتسويقية للميرينغي والقيمة السوقية لريال مدريد وريادته بين كبار الأندية الأوروبية، وهو أمر لا يمكن ان يستمر من دون تواجد نجم كبير بحجم رونالدو.

لكن من البديهي القول ان موافقة ريال مدريد على رحيل كريستيانو رونالدو تعني الكثير قبل انطلاق الموسم الجديد وتجهز لمرحلة أخرى داخل أروقة النادي وفكر كروي مختلف عما كان يحدث من قبل، لكن ذلك لا يمكن إلا ان يرافقه انفاق كبير في فترة الانتقالات الصيفية وقدرة فنية على مواكبة تلك المرحلة، لا ُيعرف ما اذا كان المدرب الجديد ​لوبيتيغي​ قادرأ على صياغتها بالشكل المطلوب.

وقبل الجزم بإمكانية رحيل كريستيانو رونالدو من عدمها، فإن الكثير من علامات الاستفهام والأسئلة تبقى حائرة وتتقاذفها الأجوبة المتناقضة من هنا وهناك، ومنها: لماذا الدوري الإيطالي، من هو النجم البديل في الريال، ما هو المبلغ الذي سيحدده الميرينغي لفك عقد الدون، وهل تفلح إجتماعات اللحظة الأخيرة في إعادة الموضوع إلى نقطة الصفر؟ هل يُعيد ​فلورنتينو بيريز​ حساباته بشأن تحسين شروط بقاء رونالدو في ريال مدريد؟