نجحت البرازيل في الوصول إلى الدور الربع النهائي من ​كأس العالم​ بعدما تجاوزت المكسيك 2-0 في المباراة التي جمعتهما ضمن دور الستة عشر على ملعب سامارا أرينا. المدير الفني للبرازيل تيتي لعب اللقاء بالرسم التكتيكي 4-3-3 مع الثلاثي ​خيسوس​، ​نيمار​ وويليان في خط الهجوم بينما لعب المدير الفني لمنتخب المكسيك أوزوريو بالرسم التكتيكي 4-3-2-1 مع ​خافيير هيرنانديز​ كرأس حربة صريح.

المباراة بدأت بإيقاع سريع حيث حاولت المكسيك عدم التراجع أمام البرازيل وفرض إيقاعها الهجومي حيث اعتمدت على التحرك السريع من الجناحين ​غواردادو​ ولوزانو يسارا ويمينا مع مساندة دائمة من فيلا الذي كان يميل بشكل خاص للجهة اليسرى. البرازيل كانت في الخلف محاولة استيعاب الفورة المكسيكية مع الإعتماد على الدفاع من منتصف الملعب لكن المكسيك تميزت بنقل الكرة السريع والوصول بأقل عدد من التمريرات إلى ملعب البرازيل التي كانت تعاني في افتكاك الكرة والصعود بها للأمام مع تحركات خجولة من نيمار في الجهة اليسرى لكن المكسيك استمرت بأدائها المميز مع قوة في وسط الملعب سمح لها بافتكاك الكرات وتوزيعها بشكل دائم للأجنحة والتي كانت بدورها تلعب الكرات العرضية الخاطفة لداخل منطقة جزاء البرازيل في ظل المساحات التي كانت موجودة في دفاع البرازيل خاصة على الأطراف. هذا البداية الجيدة شجعت المكسيك على اعتماد الضغط العالي والتقدم أكثر للأمام وسط ضياع برازيلي ومحاولة فقط للدفاع بشكل جيد. أبرز ما ميز البرازيليين في هذه الفترة الصعبة من اللقاء هو ترابط خطي الدفاع والوسط حيث كانا بمثابة جدار صد كل التسديدات المكسيكية تجاه مرمى الحارس ​أليسون​. بعد مرور 30 دقيقة من عمر اللقاء هدأ إيقاع المكسيك مع عودتهم للدفاع من منتصف الملعب والتحول نحو بناء الهجمات المرتدة السريعة بنفس الأسلوب وهذا كان أمرا متوقعا لتبدأ البرازيل في التحرك أكثر ومجددا عبر نيمار و​كوتينيو​ من اليسار حيث كان خط الوسط البرازيلي يحاول دائما المساندة الهجومية بجانب تقدم الأظهرة الدائم للقيام بالزيادة العددية من الأطراف حيث أضاعت البرازيل بالفعل أكتر من فرصة خطرة لكن حارس المكسيك تألق ونجح في إنهاء الشوط الأول بتعادل سلبي بين الفريقين.

بين الشوطين، دفع المدرب أوزوريو بليون الجناح مكان لاعب الإرتكاز ​ماركيز​، حيث تحول لوزانو للجهة اليسرى ولعب ليون في الجهة اليمنى لكن ​المنتخب البرازيلي​ بدأ هذا الشوط بطريقة ضاغطة وهو نجح في تسجيل الهدف الأول عبر نيمار عند الدقيقة 51 بعد تحرك مميز من ويليان. بعد الهدف تدخل المدرب أوزوريو مجددا حيث أخرج ألفاريز الظهير الأيمن وأدخل دوس ​سانتوس​ الذي لعب في وسط الملعب مع عودة ​هيريرا​ للعب في خط الدفاع. الهدف كان تنشيط الأطراف أكثر والإستمرار في اللعب الهجومي السريع لكن المنتخب البرازيلي لم يكن صيدا سهلا لإجباره على العودة وتلقي اللعب الدفاعي، فاستمر في التحرك بوسط الملعب مع إيقاع لعب سريع فالمكسيك رغم عدم شن الهجمات المتتالية لكن السرعة كانت هي السمة الأساس في لعبها غير أن اللمسة الأخيرة كانت غائبة مهاجمي الفريق ما دفع بأوزاريو لإدخال ​خيمينيز​ مكان هيرنانديز في قلب الهجوم. الدفاع البرازيلي بقي منضبطا حيث تكتل دائما أمام مرماه لمنع التسديدات المكسيكية وعدم السماح للاعبي المكسيك بالإستلام براحة داخل منطقة الجزاء. المساحات بدأت تظهر في الدفاع المكسيكي والذي تقدم أكثر للأمام مع السرعة في أداء نيمار من الجهة اليسرى. تيتي تدخل للمرة الأولى، حيث دفع بفيرناندينيو مكان باولينيو في خط الوسط لإعطاءه نزعة دفاعية أكثر. الدقائق العشر الأخيرة من المباراة شهدت تحكما برازيليا بإيقاع المباراة حيث كان استحواذ المكسيك على الكرة غير فعال مع غياب الأداء الهجومي الجيد وهبوط بدني نوعا ما ليستغل البرازيليون هذا الأمر ويتابعوا شن هجماتهم المرتدة مع دخول ​فيرمينيو​ مكان كوتينيو. فيرمينيو نجح في حسم الأمور عند الدقيقة 88 حيث سجل الهدف الثاني والذي كان بمثابة رصاصة الرحمة لمنتخب المكسيك الذي ودع البطولة تاركا بطاقة التأهل لمنتخب البرازيل الذي تابع مشواره بنجاح ليصل إلى الدور الربع النهائي من المسابقة.

أحمد علاء الدين