انه ​المونديال​ او ​كأس العالم​ . انها البطولة التي تنتظرها الجماهير كل 4 سنوات وتحلم بمعانقة الكأس الغالية وتخليد ذكراها في عالم الكرة المستديرة . قبل كل بطولة تتكاثر التكهنات وتبقى الفرق الكبيرة من اكثر المرشحين للظفر باللقب الغالي على حساب المنتخبات الصغيرة التي تكتفي بشرف المشاركة . بعض الفرق بتم ترشحيه بسبب افضليته التاريخية على باقي المنتخبات الفرق الاخرى يتم ترشيحها بسبب استحواذها على الكرة وتمتع لاعبيها بموهبة فذة قادرة على قلب الموازين في اي لحظة وهناك منتخبات صاعدة يتم ترشحيها للقيام بعمل جيد نظرا لعلو كعب نجومها الحاليين وتفوقهم رفقة انديتهم .

لكن ​مونديال روسيا 2018​ كسر كل القواعد وكانه اصبح كأس لبقية العالم وليس كأس العالم مع احترامنا لكل المنتخبات المشاركة . فبخروج المانيا من ​الدور الاول​ وخروج ​اسبانيا​ امام روسيا و​البرتغال​ امام ​اوروغواي​ و​الارجنتين​ امام ​فرنسا​ اصبحت كل الفرق تحمل الامل بالقيام بانجاز واصبح لقب ​كاس العالم​ متاح للجميع .

فمن كان يتوقع ان تخرج اسبانيا على يد روسيا حتى لو كانت صاحبة الارض والجمهور ومن كان يقول ان ​كرواتيا​ تهزم الارجنتين 3 - 0 كل هذه الامور اتت لتؤكد انه في هذه البطولة العالمية شيء ما تغير .

مفهوم الاستحواذ على الكرة الذي ادخلته اسبانيا منذ عام 2008 سقط بشكل كبير وفي سقوطه سقطت معه منتخبات اسبانيا ملوك الاستحواذ والارجنتين والمانيا حاملة اللقب . لماذا تغير هذا المفهوم ؟ فلنستعرض ماذا حصل مع هذه المنتخبات في المونديال الحالي .

اسبانيا : تعادلت مع البرتغال 3 - 3 في لقاء يتشارك فيه المنتخبان نفس طريقة اللعب . مع ايران في اللقاء الثاني اعتمد رجال المدرب ​كيروش​ القبضة الحديدية في الدفاع وصعبوا اللقاء على رجال المدرب ​هييرو​ فاعتمدت اسبانيا تدوير الكرة ووصلت نسبة الاستحواذ في بعض الاحيان الى 70 % لكن اللقاء انتهى 1 - 0 فقط بهدف كوستا من دربكة مع الدفاع . نفس الموضوع مارسته ​المغرب​ امام اسبانيا وانتهى اللقاء بنتيجة 2 - 2 . في ​دور ال 16​ حافظت اسبانيا على الكرة لمدة 100 دقيقة من اصل 120 امام روسيا لكنها لم تسجل سوى هدف واقتيد الفريق الى ضربات الجزاء وخرج ملوك الاستحواذ .

المانيا : حامل اللقب مارس لعبة الاستحواذ بعد ان قاد المدرب الاسباني بيب غوارديولا نادي بايرن ميونيخ الالماني لفترة فاصبح لاعبو المانشافت من محبي الاستحواذ وطبقوها في 2014 واحرزوا اللقب من خلالها لكن يبدو ان هذه الفكرة اصبحت لعنة عليهم في 2018 فخروا امام المدافع المكسيك وفازوا بصعوبة على ​السويد​ بهدف كروس المتاخر وخسروا بمفاجأة كبيرة امام ​كوريا الجنوبية​ التي لعب دفاع وانطلق في المرتدات واخرجوا بطل العالم .

الارجنتين : بوجود ميسي رمز الاستحواذ في برشلونة حاولت الارجنتين تنفيذ خطة حرمان الكرة للمنافس وسقطت سقطة كبيرة فتعادلت مع العنيدة ​ايسلندا​ وسقطت بكارثة امام كرواتيا 0 - 3 وفازت على ​نيجيريا​ بصعوبة 2 - 1 اما لقاء فرنسا التي تلعب الهجوم السريع فخسرت الارحنتين 3 - 4 وودعت المونديال .

هذه الفرق الثلاث التي كانت شعلة الاستحواذ فشلت فشلا ذريعا في مونديال روسيا 2018 وسقطت معها نظرية الاستحواذ التي سيطرت على العالم منذ 2008 عام فازت اسبانيا باليورو وحققت ​كاس العالم 2010​ و​يورو 2012​ واكملت المانيا الموضوع في 2014 لكن يبدو ان كرة القدم عادت لاعطاء من يلعبها من قلبه ويبذل كل قطرة عرق في سبيل منتخب بلاده وجماهيرها وهذا مفهوم جديد قدمه لنا مونديال روسيا 2018 .