لطالما شكلّت الأحداث الكبرى فرصة من أجل كتابة مجد أو تحقيق إنجازات فردية وجماعية، لذلك كان ​مونديال روسيا​ واحداً من تلك المناسبات الهامة إن لم يكن الأهم بالنسبة لكثير من اللاعبين الذي خاضوا ​نهائيات كأس العالم​ تحت شعار "الحلم الأخير".

وكما في كل بطولة عالمية، فإن الأنظار توجهت إلى أفضل لاعبين في العالم ليونيل ميسي و​كريستيانو رونالدو​ ومعهم آخرون كانوا يمنون النفس بأن تكون الأراضي الروسية محطة لوداع يليق بما قدموه خلال مشوارهم الطويل في عالم الكرة المستديرة.

لكن بطولة كأس العالم الحالية وبدلاً من أن تكون محطة فرح لهؤلاء، تحوّلت الى لحظة حزن وأسى بعد الخروج المرير لمنتخباتهم في وقت مبكر وغير متوقع لمنافسات وضعت اسماءهم في مقدمة المرشحين للتتويج باللقب أو لعب دور بارز في المونديال.

ومما لاشك فيه ان خروج الارجنتين من دور الستة عشر على يد ​فرنسا​ شكّل صدمة مدوية لعشاق ليونيل ميسي الذي خاض أسوأ مونديال في تاريخه، ليكمل مسلسل خيبات الأمل مع منتخب التانغو الذي لم يحقق أي لقب منذ العام 1993، في واحدة من أسوأ اللحظات بالنسبة لنجم برشلونة والذي يبدو انه خاض المونديال الأخير برفقة ​ماسكيرانو​، ​هيغوايين​، ​دي ماريا​ وربما آخرين.

اللاعب الآخر الذي اتجهت اليه الأنظار كان كريستيانو رونالدو خاصة بعد تسجيله أربعة أهداف للبرتغال في الدور الأول، لكنه لم يتمكن من تخطي الاوروغواي في ثمن النهائي في مباراة شكلت محطة مفصلية للمنتخب البرتغالي ونهاية جيل قاده للفوز بكأس أمم أوروبا قبل عامين، مما يعني ان الجماهير البرتغالية لن تشاهد مجدداً كل من رونالدو،باتريسيو، بيبي، ​موتينيو​ وكواريزما في المونديال المقبل.

المنتخب الاسباني​ الذي ودع هو الآخر دور الستة عشر على يد نظيره الروسي بركلات الترجيح، كتب أمس نهاية جيل قاده للمجد بين 2008 و2012، فأعلن "الرسام" ​انييستا​ اعتزاله اللعب الدولي في لحظة حزن كبيرة من جانب الجماهير من دون أدى شك والتي ستفتقد في المونديال القادم أيضاً كل من ​بيكيه​، ​راموس​ و​دييغو كوستا​ وغيرهم.

المانيا التي ودعت مونديال روسيا من الدور الأول هي الأخرى ستبدأ البحث عن جيل جديد يقودها في ​مونديال 2022​ خاصة وان اسماء كثيرة ستغيب عن المشهد القادم في مقدمتها هوميلز، خضيرة، ​اوزيل​، مولر، ​بواتينغ​ ​غوميز​ وربما الحارس ​مانويل نوير​ الذين سيبلغ السادسة والثلاثين في النسخة المقبلة لكأس العالم.

هي لحظة محزنة في تاريخ كرة القدم، لأن معظم تلك الأسماء كتب لها ان تحقق الأبداع مع انديتها فقط وليس مع منتخباتها الوطنية وهو أمر قد يفسر الدموع التي ذرفها هؤلاء بعد الخروج المر وغير المتوقع من كأس العالم في روسيا.

وليد بيساني