بعد الخروج المدوي لأبطال العالم الماكينات الالمانية من الدور الاول من بطولة ​كأس العالم 2018​ في روسيا، من المتوقع ان تبدأ حقبة جديدة للكرة الالمانية حيث من المقرر اجراء تغييرات عديدة على الجهاز الفني والاداري مع تكاثر الاخبار والشائعات حول امكانية استقالة المدرب ​يواكيم لوف​ من مهامه أو اقالته من قبل ​الاتحاد الالماني​، بالاضافة الى امكانية اعتزال عدد كبير من اللاعبين الدوليين ...

كلّ مشاهد أو محبّ للكرة الالمانية يُمكن أن يخرج بعدة تحليلات حول ما حصل، فقد دخلت المانيا ​المونديال​ وهي متصدرة للتصنيف العالمي، وأحرزت لقب ​كأس القارات 2017​ بتشكيلة شابة، بالاضافة الى حسم تأهلها في التصفيات الاوروبية المؤهلة الى كأس العالم بالعلامة الكاملة بعد إحرازها 10 انتصارات من 10 مباريات ...

ومع بدء فعاليات كأس العالم ، أتت الخسارة أمام المكسيك لترسل إنذاراً مبكراً للمانشافت وتبعتها الماكينات بفوز صعب وقاتل أمام ​السويد​ وبواقع 2-1 في مباراة تاريخية ل​توني كروس​ بعد هدفه العالمي ، وأتت مباراة كوريا الجنوبية لتقضي على طموح وآمال لاعبي أبطال العالم بعد الخسارة وبواقع 2-0 لتودّع المانيا المنافسات بشكل مبكر ويفشل ابناء المدرب لوف في حملة الدفاع عن لقبهم ...

عاب على لاعبي ​المانشافت​ التحلّي بروح البطل حيث غابت القتالية والاصرار على ادائه ولم يظهر لديهم قائد في أرضية الملعب فبعد اعتزال كل من ​فيليب لام​ و​باستيان شفاينشتايغر​ و​ميروسلاف كلوزه​، أضحت المانيا فاقدة لهيبتها القيادية في الملعب ...

الكثير من الأمور والعوامل أدت الى خروج المانيا من الدور الاول نتوقف عند بعضها:

· يواكيم لوف : يتحمّل مسؤولية كبيرة لخروج المانيا فهو فشل في تحضير لاعبيه للدفاع عن اللقب ولم ينجح في اعطاء صورة واضحة عن تشكيلة الماكينات حيث خاض 3 لقاءات وأقدم على إجراء العديد من التبديلات ، ولم ينجح في قراءة خصومه بشكل جيد فيما تمّت دراسة طريقة لعب المانيا بشكل جيد لتغيب خطورتها ويحدّوا الباقون منها .

· مانويل نيوير : لا يزال وبعد غياب طويل بسبب الاصابة، من أفضل حراس العالم الا انه نجح في الدخول بأجواء البطولة بالرغم من الهفوات القليلة والتي يقع فيها حراس المرمى ، وأرعب نيوير منافسيه حيث تحصلّت المكسيك والسويد وكوريا على العديد من الهجمات الانفرادية ولكن نيوير قمعها بهيبته داخل ارضية الملعب . ولا يمكن القاء اللوم عليه في الهزيمة، فالهدف الثاني لم يكن ليؤثر على مجريات اللقاء، لان المانيا كانت خارج المونديال بنتيجة 1-صفر.

· ​جوشوا كيميتش​ : فشل في تغطية الفراغ الكبير الذي تركه القائد فيليب لام في الجبهة اليمنى حيث غابت خطورة الالمان على الاجنحة، بعد ان كان لام مصدر خطورة دائمة في جميع اللقاءات التي خاضها في ​مونديال 2014​ .

· ​ماتس هاميلز​ و​جيروم بواتينغ​ : لم يظهر هذا الثنائي في تناغم مميز حيث عاب البطء بشكل كبير طريقة لعبهما، وأخطأ بواتينغ في العديد من الكرات حيث تسبب بمشاكل كبيرة في الخط الدفاعي بالاضافة الى طرده في لقاء السويد .

· ​يوناس هكتور​ : نجح هكتور في القيام بدور مقبول على الجهة اليسرى حيث قام بالتغطية الدفاعية والارتداد الهجومي بشكل جيد ولكنه فشل في ترك انطباع انه يلعب مع أبطال العالم .

· توني كروس : تمكن كروس من قيادة وسط الأمان ببراعة ولكنه افتقد الى لاعب قائد بجانبه حيث بدا جلياً غياب النمر باستيان شفاينشتايغر وكان هذا الثنائي قد نجح في مونديال 2014 في السيطرة على الجميع بوجود التناغم الكبير بين لاعبي ​بايرن ميونيخ​ آنذاك .

· ​سامي خضيرة​ : خيّب الآمال بعد أداء باهت وغابت الحماسة والقتالية عنه وسيطر عليه البطء وقلة الحيلة في المواجهات الثنائية فكان عبئاً أكثر من إضافة على تشكيلة المانيا . وفشل في تغطية مكان شفاينشتايغر الذي صال وجال في الاراضي البرازيلية وهو مصاب، وكلام ليونيل ميسي عنه دليل على ذلك حيث قال : "أصعب لاعب واجهته في مسيرتي هو باستيان شفاينشتايغر نظراً لصلابته واصراره على قطع الكرات " .

· ​توماس مولر​ : أين هو توماس مولر مرعب الحراس الذي سجل في مونديالي 2010 و2014 10 اهداف ، وصام عن التسجيل في بطولة ​امم اوروبا​ 2012 و2016 والآن كأس العالم 2018. تراجعت أسهمه بشكل كبير وأصبح بلا حلول وبأداء عقيم حيث فشل في التفوق في المواجهات الثنائية في العديد من المواجهات .

· ​ماركو رويس​ : قدم أداءً مقنعاً حيث قاتل وقدم كرة قدم جميلة وسنحت له العديد من الفرص امام المرمى وصعّب كثيراً من مهمة دفاعات الخصم ، ولكن الحظ عانده في المونديال الوحيد الذي شارك به بعدما خيب الامل في المونديال السابق وبطولة امم اوروبا 2012 و2016 بسبب غيابه بداعي الاصابة .

· ​مسعود أوزيل​ : شكل خيبة امل كبير للالمان بأداء مخيب وباهت وعقيم . ولم يظهر أوزيل بالاداء المرجو منه حيث غابت تمريراته المحنكة والمتقنة ليظره شبحه في المونديال الروسي .

· ​تيمو فيرنر​ : لم ينجح فيرنر في تغطية الفراغ الذي تركه الهداف التاريخي لكأس العالم ​ميروسلاف كلوزة​ وقدم مباريات جيدة، ولكن فعاليته الهجومية غابت في العمق ليتراجع الى الاطراف مظهراً موهبته، وبذلك غابت خطورة الماكينات في العمق الهجومي لتغيب الاهداف ويظهر عقم المانيا الهجومي .

ان صفحة ​مونديال روسيا 2018​ طويت الى غير رجعة . فهل سنرى المانيا الحقيقية بوجهٍ جديد في المستقبل القريب؟