تأهلت ​فرنسا​ إلى الدور الربع النهائي من ​كأس العالم​ بعد تخطيها للأرجنتين 4-3 في المباراة الأولى من دور الستة عشر والتي استضافها ملعب كازان أرينيا في مدينة كازان. المدير الفني لمنتخب فرنسا لعب اللقاء بالرسم التكتيكي 4-2-3-1 مع ​أوليفييه جيرو​ كرأس حربة صريح بينما لعب المدير الفني لمنتخب ​الأرجنتين​ ​خورخي سامباولي​ بالرسم التكتيكي 4-3-3 مع الثلاثي بافون، ميسي و​دي ماريا​ في خط الهجوم.

المباراة بدأت بإيقاع هجومي سريع حيث تبادل الفريقان الهجمات مه السعي للهجوم الخاطف ثم العودة لإغلاق المناظق الدفاعية أمام الخصوم. فرنسا بدت أخطر من ناحية تهديد المرمى حيث أصاب غريزمان الكرة من ركلة حرة مباشرة. السرعة بدت على أداء فرنسا الهجومي خاصة في اختراقات مبابي بعمق الدفاع الأرجنتيني ليحصل على ركلة جزاء ترجمها غريزمان بنجاح عند الدقيقة 13 لتتقدم فرنسا 1-0. الأرجنتين بعد التأخر بالنتيجة أمسكت بزمام المبادرة مقابل تراجع فرنسا واعتماها على الدفاع من منتصف الملعب مع هجمات مرتدة سريعة ودائما عبر السريع مبابي الذي كان يجيد التحرك بين قلبي دفاع الأرجنتين مع تناغم واضح بينه وبين غريزمان وثلاثي خط الوسط من ناحية إمداده بالكرات الطولية. وفي ظل الترابط بين خطوط فرنسا الثلاث، كان الحلول الأرجنتينية الهجومية غائبة مع بطء واضح في التحضير من وسط الملعب رغم تحركات بافون ومساندة الظهير ​ميركادو​ له من الجهة اليمنى. الأرجنتينيون اعتمدوا على الكرات العرضية لكن رأس الحربة في الفريق ميسي كان دائما ما ينزل لخط الوسط لبدء الهجمة الأرجنتينية ما جعل العمق الهجومي الأرجنتيني غائب كليا داخل منطقة جزاء فرنسا التي بقيت منتشرة بشكل جيد في وسط الملعب مع إغلاق تام للمساحات أمام لاعبي الأرجنتين واستمرار التحول الهجومي السريع من الخط الخلفي غير أن الحل الهجومي الأرجنتيني أتى بطريقة فردية بعد تسديدة بعيدة المدى من دي ماريا أسكنها شباك لوريس وأنهى معها الشوط الأول بتعادل إيجابي 1-1 بين الفريقين.

بين الشوطين دفع سامباولي بفازيو مكان روخو في خط الدفاع لكن الأرجنتين بدأت الشوط الثاني بقوة حيث سجل ميركادو هدفا أعطاها التقدم 2-1 عند الدقيقة 47 لتمسك بعدها فرنسا بالكرة وتحاول قدر الإمكان مهاجمة الدفاع الأرجنتيني من الأظهرة والسرعة في ضرب العمق الدفاعي المفكك أصلا للأرجنتين. الدفاع الأرجنتيني كان كارثيا بكل ما للكلمة من معنى مع أخطاء بدائية في التغطية والتعامل مع الكرات العرضية وهو ما سمح لبافارد ومبابي في تسجيل هدفين متتاليين قلبت بهما فرنسا النتيجة لمصلحتها 3-2. الأمور بعدها عادت كما البداية، لعب فرنسي في الخلف مع إغلاق جيد للثلث الدفاعي ولعب هجومي مرتد سريع بقيادة بوغبا وكانتي من الوسط والسرعة التي يمتلكها مبابي وغريزمان في الأمام. مشكلة الأرجنتين الهجومية كانت واضحة، وهي غياب الشكل الهجومي في الأمام رغم الإستحواذ على الكرة ليقوم سامباولي بإخراج بيريز وإدخال أغويرو ليعود ميسي لخلف الثلاثي الهجومي. الأرجنتينيون كانوا بطيئين للغاية في بناء اللعب لكنهم كانوا أبطأ بكثير في عملية الإرتداد الدفاعي بعد خسارة الكرة وهو ما سمح للفرنسيين السريعين أصلا ببناء هجمات مرتدة مميزة سجل من إحداها مبابي الهدف الرابع لفرنسا عند الدقيقة 68 عكست تماما الفراغات الموجودة بين الخطوط الأرجنتينية الثلاثة وسوء انتشار اللاعبين والتفكك التكتيكي الذي يعانون منه. بعد التقدم 4-2، تراجع الفرنسيون أكثر للدفاع مع تقدمهم بهدفين واستلمت الأرجنتين اللعب وعلى الرغم من التقدم للأمام والمساندة من الأظهرة في الأطراف، لكن الخطر لم يكن موجودا مع تكتيك فرنسي دفاعي جيد من الناحية الجماعية رغم بعض الأخطاء الفردية أيضا ليقوم سامباولي بلعب ورقته الأخيرة، إخراج بافون وإدخال ميزا حيث بدا عناده ورفضه لاستخدام ورقة ديبالا بينما أخرج ديشامب ماتويدي وأدخل ​توليسو​ لمزيد من الإنضباط الدفاعي في وسط الملعب. الربع الساعة الأخيرة من اللقاء شهدت محاولات خجولة للأرجنتين مع بقاء لعبهم الهجومي بطيئا وغياب القدرة على فتح المساحات داخل دفاع فرنسا ليقوم ميسي بعدة محاولات فردية في آخر الدقائق سجل من إحداها أغويرو هدف تقليص الفارق لكنه لم يكن كافيا لتجنب الأرجنتين خروجا مخيبا من دور الستة عشر في مباراة أثبت فيها سامباولي أنه ليس أبدا الرجل المناسب لقيادة الأرجنتين مع الكثير من التخبيصات سواء بتوظيف اللاعبين أو بطريقة اللعب الجماعي الدفاعية والهجومية للفريق.

أحمد علاء الدين