انتهى الدور الأول من ​كأس العالم​ بتأهل 16 عشر فريقا إلى الدور الثاني بينما خرج 16 منتخبا من الباب الضيق بعدما فشلوا في تقديم المستوى المأمول خلال الدور الأول. وسبق لنا أن عرجنا في مقال سابق على المشاركة العربة الخجولة في هذه البطولة بعدما خرجت المنتخبات العربية الأربع من الدور الأول كما شهدت البطولة توديع حامل اللقب المنتخب الألماني للبطولة من الدور الأول في أقوى مفاجآت البطولة وهو ما سنتكلم عليه لاحقا في مقال منفصل لكننا الآن سنستعرض سوية أبرز النقاط والعبر التي يمكن الخروج بها بعد مشاهدة 48 مباراة في مرحلة المجموعات.

ألمانيا​ ولعنة خروج البطل من الدور الأول

لم يكن أحد يتوقع بأن تخرج ألمانيا من الدور الأول رغم العلامات التي أرسلها الأداء الألماني في المباريات الودية غير أن ألمانيا لاقت نفس المصير الذي لاقاه المنتخب الفرنسي عام 2002 بعدما كان قد أحرز اللقب عام 1998 كما نفس مصير منتخب إيطاليا عام 2010 بعدما كان قد أحرز اللقب عام 2006 مثلما حصل تماما مع المنتخب الإسباني عام 2014 وهو كان حامل لقب نسخة 2010 وبالتالي إنضمت ألمانيا إلى هذه المنتخبات التي فشلت في تجاوز الدور الأول عندما تكون هي من يدافع عن اللقب.

لا كبار في هذه البطولة

أثبتت هذه البطولة في دورها الأول بأنه لم يعد هناك كبار في هذه اللعبة فالجميع عانى ولم نر أي منتخب يفرض نفسه بقوة. فألمانيا خرجت كما ذكرنا بطريقة مهينة أما ​الأرجنتين​ وصيفة النسخة الماضية مع ميسي عانت الأمرين للتأهل إلى الدور الثاني و​فرنسا​ تأهلت دون إقناع وبأقل مجهود، أما ​إسبانيا​ و​البرتغال​ فذاقتا الأمرّين من ​المغرب​ و​إيران​ قبل التأهل الخجول، وكذلك عانت ​إنكلترا​ لتتجاوز تونس في الدقيقة الأخيرة بينما احتاجت ​البرازيل​ للوقت الضائع من أجل تجاوز ​كوستاريكا​ ولم تفلح في الفوز على سويسرا في المباراة الإفتتاحية لمجموعتها. كل هذا كان بمثابة رسالة لنا بأن أدوار خروج المغلوب مفتوحة على مصراعيه وبأن تصنيف فرق كبيرة فنيا وأخرى متوسطة قد سقط في هذه الكأس العالمية.

صراع ميسي ورونالدو ينتقل إلى كأس العالم

بعدما عاشت الجماهير هذا الصراع لمدى سنين طويلة على صعيد ​البطولات الأوروبية​ بين اثنين من أفضل لاعبي الكرة، الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو، إنتقل هذا الصراع إلى كأس العالم حيث شهد الدور الاول صراعا غير مباشر بين رونالدو وميسي جماهيريا على وسائل التواصل الإجتماعي وفنيا ربما بشكل خفي على أرضية الملعب مع ضغوط كثيرة ملقاة على عاتق اللاعبين الإثنين ومن يدري فإن المواجهة قد تتحول إلى مباشرة في حال نجاح الأرجنتين والبرتغال في تجاوز عقبة فرنسا و​الأوروغواي​ تواليا لتكون مباراة منتظرة بين لاعبين يبحث كل واحد منهما عن قيادة منتخب بلاده للمجد العالمي.

مشاركة عربية أقل من التوقعات

كان من الملفت توديع العرب للدور الأول ليس من نهايته بل بعد جولتين فقط من البداية حيث خاضت الفرق العربية الأربع آخر مواجهة من باب تأدية الواجب وهي على الرغم من ظهورها بشكل جيد في آخر جولة كفوز السعودية على مصر في المواجهة العربية العربية، وفوز تونس على باناما وتعادل المغرب مع إسبانيا لكن هذه النتائج كانت غير مؤثرة إطلاقا بل فقط من باب حفظ ماء الوجه لتكون المشاركة العربية في ​مونديال​ روسيا قصيرة للغاية وغير فعالة بتاتا رغم الآمال الكبيرة التي رسمتها الجماهير العربية على منتخباتها قبل بداية البطولة والتهويل الإعلامي مع تضخيم الأمور لكنها كانت تطبيقا للمثل العامي الشهير " طبخة بحص ".

ظهور متواضع للمنتخبات الأفريقية

مونديال للنسيان للكرة الأفريقية والذي عكس تراجع هذه الكرة كثيرا بعد مشاركات ناجحة في الدورات السابقة حيث فشلت منتخبات ​أفريقيا​ الخمسة: مصر، تونس، المغرب، ​السنغال​ ونيجيريا في التأهل للدور الثاني رغم الأداء المتفاوت لها لكن في النهاية يمكن الحديث عن شيئ مشترك بين هذه المنتخبات الخمسة وهي عدم القدرة على مجاراة النسق الكروي العالمي السريع وتحديدا في أوروبا و​أميركا الجنوبية​ كما في قلة الخبرة والتي وقفت عائقا كبيرا في وجه ممثلي القارة السمراء.

تألق المنتخبات الفاقدة لأمل التأهل في آخر جولة

كان لافتا في هذه البطولة تألق المنتخبات التي فقدت أمل التأهل بعد ثاني جولة حيث كان من المفترض أن تخوض الجولة الأخيرة من باب تأدية الواجب لكنها عادت وفرضت نفسها بقوة ومنها من لعب دورا مؤثرا في تحديد هوية الفرق المتأهلة. فالمغرب كاد أن يقصي إسبانيا ويتغلب عليها رغم أن الفوز لو حصل ما كان ليغير شيئا بالنسبة له و​منتخب البيرو​ هزم ​أستراليا​ في آخر مباراة رغم توديعه للبطولة خاصة أن أستراليا كان لديها فرص لو فازت في التأهل للدور الثاني بينما منعت كوستاريكيا سويسرا من تصدر المجموعة أمام البرازيل حيث جرتها لتعادل إيجابي كما أن ​بولندا​ هزمت ​اليابان​ ولولا اللعب النظيف لكانت السنغال استفادت من هذه الخسارة لنصل للمفاجأة الأكبر وهي ​كوريا​ التي فازت في آخر جولة ولم تتأهل طبعا لكنها أهدت المكسيك بطاقة التأهل وأقصت حامل اللقب ألمانيا في مباراة تاريخية لن تنسى بسهولة.

أول إقصاء من ​دور المجموعات​ بسبب اللعب النظيف

شهدت هذه البطولة ولأول مرة خروج منتخب من وراء اللعب النظيف وهذا ما حصل في المجموعة التي ضمت ​كولومبيا​، السنغال، اليابان وبولندا. السنغال وبعد خسارتها من كولومبيا 1-0 وخسارة اليابان من بولندا 1-0، تساوت مع اليابان ب4 نقاط مع نفس فارق الأهداف المقبولة والمسجلة كما في المواجهة المباشرة التي انتهت بالتعادل 2-2 ليتم اللجوء لعدد البطاقات الملونة حيث كانت اليابان لديها عدد أقل من الإنذارات ( 4 مقابل 6 للسنغال ) لتحصد هي بطاقة التأهل وتودع السنغال البطولة بطريقة غريبة نوعا ما.