يقال ان الرسالة تُعرف من عنوانها، لذلك كان يمكن لعشاق المنتخب الألماني إدراك المصير الذي سيلقاه في ​نهائيات كأس العالم​ المقامة في ​روسيا​ منذ الخسارة الأولى أمام المكسيك، حينها كانوا سيوفرون على أنفسهم حجم الحزن الذي خلفّه خروج بطل ال​مونديال​ من الدور الأول للمرة الأولى منذ العام 1938 على إثر خسارته أمام ​كوريا الجنوبية​ بهدفين دون رد في المرحلة الأخيرة من ​دور المجموعات​.

لم يكن السقوط أمام المكسيك سوى جرس إنذار لما هو قادم، لكن ​يواكيم لوف​ لم يتلقف الرسالة حتى بعد فوزه "القاتل" على ​السويد​ بهدفين مقابل هدف، فجاءت مواجهة كوريا الجنوبية لتضع ​المانشافت​ أمام الخيار المؤلم والذي سيكون من دون أدنى شك مقدمة للكثير من التساؤلات، لكن الإجابات ما تزال مبهمة شأنها شأن المسؤول الأول عن تلك الخيبة.

لم يغب المنتخب الألماني عن نصف نهائي كأس العالم على الأقل منذ عام 2002، وتمكن لوف من إعادة المانشافت الى منصة التتويج للمرة الرابعة والأولى منذ مونديال 1990 حين توّج بلقب كأس العالم 2014 على حساب ​الأرجنتين​ بهدف دون رد.

ودخل رجال لوف مونديال روسيا وهم مرشحون فوق العادة للاحتفاظ بلقبهم خاصة وان المانيا أظهرت قدرتها على تقديم جيل جديد تمكن من الفوز بكأس القارات قبل عام من انطلاق كأس العالم، لكن ما حدث على الاراضي الروسية ربما فاق كل التوقعات والتي كانت تمنح المنتخب الألماني كل الحظوظ من أجل الإحتفاظ بلقبه.

لا يمكن لأحد ان يتجاهل ما فعله لوف مع المنتخب الألماني منذ أن تولى تدريبه قبل 12 عاماً بعدما تمت ترقيته من رتبة مساعد إلى مدرب أصيل، لكن في المقابل سيبقى الخروج من الدور الأول حدثاً لن يمر مرور الكرام لدى المشجعين الألمان خاصة وانهم جميعاً كانوا يمنون النفس بأن تكون مدة اقامتهم أكبر وأطول في روسيا.

​​​​​​​

من الواضح ان الخروج المر ل​ألمانيا​ من الدور الاول لكأس العالم سيكون له الكثير من التداعيات مستقبلاً ليس في المانيا فحسب، إنما على الصعيد العالمي، بعدما أظهر هذا الإخفاق حجم الهوة الكبيرة بين الأداء الألماني المعروف وما قدمه اللاعبون في المونديال الحالي، وهو ما يعني ان الكرة الألمانية مقبلة على الكثير من التغييرات، قد لا يكون أولها خروج يواكيم لوف من المشهد الرئيسي على الرغم من تمديد عقده حتى عام 2022، لكن ربما تطال سهامها العديد من نجوم الفريق ممن سيجدون أنفسهم "خارج اللعبة".

​​​​​​​

لم تعرف ألمانيا مشهداً سيئاً في عصرها الحديث كالذي حدث في مونديال روسيا، لذلك فإن المطلوب ان تأتي القرارات بقدر حجم الخيبة، حتى يعود منتخب المانشافات ذاك المنتخب المخيف القادر على تخطي الصعاب مهما كانت، وفي اي بطولة بغض النظر عن اسمها والمنتخبات المشاركة فيها.