تأهلت ​كولومبيا​ إلى الدور الثاني من ​كأس العالم 2018​ والمقامة حاليا في ​روسيا​ بعدما فازت 1-0 على ​السنغال​ في المباراة التي احتضنها ملعب سامارا أرينا ضمن ختام مباريات الدور الأول من المجموعة الثامنة.

المدير الفني لمنتخب كولومبيا ​خوسيه بيكيرمان​ لعب اللقاء بالرسم التكتيكي 4-2-3-1 مع فالكاو كرأس حربة صريح بينما لعب المدير الفني لمنتخب السنغال آلوي سيسي بالرسم التكتيكي 4-4-2 مع ماني و​نيانغ​ في خط الهجوم.

السنغال بدأت المباراة بشكل أفضل حيث حاولت مباغتة الكولومبيين بهدف مبكر مع تحركات من ماني ونيانغ في الثلث الهجومي مقابل سعي كولومبي لاحتواء البداية السنغالية الجيدة وامتصاص حماسهم ثم بناء اللعب الهجومي السريع كما العادة عبر جايميس ​رودريغيز​ في عمق الدفاع السنغالي ومع سرعة تحرك الجناحين ​كوينتيرو​ و​كوادرادو​ ما دفع السنغال للضغط قدر الإمكان في وسط الملعب من أجل عدم السماح لكولومبيا بتبادل الكرات على مقربة من مناطقها الدفاعية لتنجح في افتكاك الكرة مع كثير من الأحيان لتبدو الفريق الأكثر نشاطا من الناحية الهجومية مع تحركات دائمة من ماني في عمق دفاعات كولومبيا غير أن اللعب كان محصورا في وسط الملعب بشكل واضح.

​​​​​​​

المنتخب الكولومبي تلقى ضربة بإصابة نجمه رودريغيز الذي ترك الملعب مضطرا لزميله في الفريق كوريل عند الدقيقة 31. الفريقان سعيا إلى عدم فتح الملعب والإندفاع من دون أي مبرر نحو الهجوم وذلك لعدم إعطاء الفريق الآخر مساحات هجومية خاصة أن كل فريق لديه لاعبين سريعين قادرين على صناعة الفارق إذا ما وجدوا المساحات اللازمة ليكون الشوط الأول ذو طابع تكتيكي أكثر بين الفريقين رغم تحسن كولومبيا في آخر عشر دقائق وتحركها هجوميا بشكل أفضل لكنها افتقدت للشكل الهجومي الفعال مع لعب تقليدي كان مقروءا للدفاع السنغالي مع استمرار ممثل أفريقيا في لعب الكرات المرتدة بقيادة ماني غير أن الأمور لم تتغير لينتهي الشوط الأول بعدها بتعادل سلبي بين المنتخبين.

كولومبيا حاولت تسريع إيقاع اللعب في بداية الشوط الثاني حيث كانت تحتاج للفوز من أجل التأهل، فسعت لفتح الملعب عبر الأطراف مع تحركات ​موريل​ وكوادرادو بجانب التحرك بسرعة أكبر من دون كرة لمباغتة الدفاع السنغالي الذي استمر بالتكتل في الخلف ثم لعب المرتدات كما العادة مع ساني لكن الفريق لم يكن نشطا هجوميا بما فيه الكفاية مقابل زيادة الضغط الكولومبي مع دفع بيكرمان بخطوط الفريق أكثر للأمام والتركيز الهجومي الدائم على كوادرادو وسرعته من الجهة اليمنى.

وبدا واضحا بأن السنغال غير قادرة على مجاراة إيقاع لعب كولومبيا لتلجأ فقط للعب الدفاعي والإرتداد أكثر إلى الخلف. الكولومبيون ومع استحواذه على الكرة نشطوا في إيصال الكرات لرأس الحربة فالكاو في عمق الدفاعات الكولومبية ليضطر بعدها مدرب السنغال سيسي إلى إجراء تبديل إضطراري بعد إصابة الظهير الأيسر ​سابالي​ وإدخال واغو مكانه لكن الكولومبيين نجحوا في استغلال تفوقهم الهجومي وذلك بعدما سجل ​ياري مينا​ هدف التقدم لكوريا 1-0 عند الدقيقة 74.

السنغال حاولت إظهار ردة فعل سريعة حيث كانت الخسارة تضعها خارج البطولة فأعادت التحرك عبر ماني في العمق مع مساندة من سار وبالدي في الأطراف ليتدخل سيسي ويدخل ​كوناتي​ مكان بالدي ثم ساخو مكان نيانغ والهدف كان تنشيط الشق الهجومي بينما أدخل مدرب كولومبيا ​ليرما​ مكان أوريبي لإعطاء نزعة دفاعية أكثر لخط الوسط. الدقائق العشر الأخيرة شهدت سيطرة سنغالية على الكرة مع تقدم أكثر للأمام إنما من دون شكل هجومي واضح أو تهديد جدي لمرمى كولومبيا التي تراجعت وأغلاقت المنافذ مع حصولها على الكثير من المساحات في الهجمات المرتدة نتيجة تقدم لاعبي السنغال للأمام.

السنغاليون لم يكن لديهم أية حلول هجومية في ظل تواضع بمستوى اللاعبين وعدم القدرة على التحرك وخلق الفراغات داخل الدفاع الكولومبي مع مجرد كرات عرضية تعامل معها الدفاع الكولومبي كما يجب لتنتهي المواجهة بفوز كولومبيا 1-0 وتأهلها إلى الدور الثاني بينما خرجت السنغال رغم التساوي بالنقاط مع ​اليابان​ لكنها دفعت ثمن حصولها على بطاقات صفراء أكثر في دور المجموعات لتكون أول منتخب يغادر الدور الأول بسبب هذا النظام المعتمد.