ودعت ​ألمانيا​ كأس العالم من الباب الضيق بعدما فشلت في تجاوز عقبة ​منتخب كوريا الجنوبية​ حيث خسر 2-0 في المباراة التي استضافها ملعب ​كازان​ أرينا في مفاجأة كبرى ضمن ختام مباريات المجموعة الخامسة من ​كأس العالم 2018​ والمقامة حاليا في ​روسيا​.

المدير الفني لمنتخب كوريا الجنوبية شين تا يونغ لعب اللقاء بالرسم التكتيكي 4-4-2 مع شول كو وهيونغ سون في خط الهجوم بينما لعب المدير الفني لمنتخب ألمانيا ​يواكيم لوف​ بالرسم التكتيكي 4-2-3-1 مع ​تيمو فيرنير​ كرأس حربة صريح.

المنتخب الكوري حاول مباغتة الألمان في بداية المباراة حيث اعتمد على الضغط العالي في مناطق ألمانيا والتقدم للأمام لكن الأمور عادت لتهدأ بعد مرور بضع دقائق في ظل رجوع الكوريين واعتمادهم على الدفاع من منتصف الملعب ما سمح للمنتخب الألماني بالإمساك بالكرة لكن مثل العادة كان الفريق بطيئا للغاية في صناعة اللعب الهجومي وعملية البناء من الخلف رغم محاولات فيرنير الخروج للجهة اليسرى ودخول رويس للعمق لكن الأمور لم تكن خطرة أبدا في ظل استحواذ سلبي على الكرة.

الكوريون حاولوا استغلال بطء الألمان في العودة للخلف من خلال الهجمات المرتدة السريعة والتي أزعجت الدفاع الألماني. ما عاب الألمان هو غياب النشاط في خط وسط الملعب وعدم وجود أية حركة من دون كرة ما جعل اللعب تقليديا ومقروءا للدفاع الكوري، فاللعب في العمق كان غائبا كما أن اللعب من الظهيرين ​هيكتور​ و​كيميتش​ عابه الكثير من الكرات المقطوعة والغير مركزة وهذا كان يسمح دائما للدفاع الكوري بالعودة وإعادة تنظيم الصفوف دفاعيا كما أن ألمانيا عانت من غياب الكثافة في الأمام وبعد اللاعبين في الخط الهجومي عن بعضهم البعض ليستمر الإستحواذ الألماني من دون فعالية هجومية على مرمى الكوريين حيث لم ينجح ​غوريتزكا​ في مهمته كجناح أيمن وهو في الأصل لاعب خط وسط مدافع ما لم يعط التوازن المطلوب للألمان هجوميا وبعدها انتهى الشوط الأول 0-0.

ألمانيا حاولت تسريع إيقاع اللعب مع السعي لفتح المساحات في الدفاع الكوري عبر استغلال الأطراف ولعب الكرات العرضية الساقطة حيث أجرى لوف تبديله الأول بإدخال ​غوميز​ وإدخال خضيرة ليتحول الألمان للعب 4-1-4-1 مع لعب فيرنير كجناح فيما أدخل المدرب الكوري هوانغ مكان كو في خط الهجوم.

الكوريين كانوا واضحين في طريقة لعبهم، تكتل في الخلف ومن ثم اللعب على المرتدة السريعة، وفي ظل عدم التغير الألماني هجوميا من ناحية صنع الخطورة، قام لوف بتبديله الثاني حيث أدخل مولر وأخرج غوريتزكا.

الثلاثي مولر، فينرير ورويس كانا يبدلان مراكزهما خلف رأس الحربة غوميز مع تحرك من ​أوزيل​ خلفهم لمدهم بالكرات وصعود كروس الدائم للأمام لكن المساحات بدأت تظهر في الدفاع الألماني نتيجة تقدمه للأمام وخسارته للعديد من الكرات في وسط الملعب نتيجة البطء في التمرير.

الفكر الهجومي الألماني كان مصرا على لعب العرضيات لرأس الحربة غوميز رغم التكتل الدفاعي الكوري في الخلف، ليدخل المدرب الكوري جو مكان مون لتنشيط الجهة اليسرى في الهجمات المرتدة نتيجة التقدم الكبير للظهير كيميتش إلى الأمام.

ما عاب الألمان كثيرا هو الثقل في الحركة وغياب الروح والقتالية فقبل 20 دقيقة من النهاية، كان الألمان بحاجة لتسجيل هدف من أجل الفوز والتأهل لكن الفريق ظل يلعب بإيقاع بطيئ مع وضوح الهبوط البدني في أداء اللاعبين.

لوف أجرى تبديله الأخير فادخل براندت في الجهة اليسرى مكان الظهير هيكتور لتلعب ألمانيا فعليا بلا ظهير. الألمان تقدموا أكثر للأمام في آخر عشر دقائق وسط إصرار على لعب الكرات العرضية وهم حصلوا على بعض الكرات لكن الحارس الكوري جو تألق في صدها.

ومع تقدم الألمان، كان الكوريون يحصلون على مساحات أكبر في الهجمات المرتدة وبعد رمي الألمان بكافة أوراقهم للأمام إنما من دون أية حلول أو قدرة على اختراق الدفاع الكوري، نجح الكوريون من تسجيل هدفين في الوقت البدل عن ضائع كانا بمثابة رصاصة الرحمة على المنتخب الألماني الذي ودع البطولة من الدور الأول وهو حامل اللقب، وداع كان مستحق بعد أداء ألماني باهت وعقيم، لم يجد لوف فيه أية حلول هجومية لتكون الخسارة مدوية لكن مستحقة فنيا في ظل عدم تقديم الألمان لأي شيئ كروي مما عودونا عليه.