نجحت ​الأرجنتين​ في التأهل للدور الثاني من ​كأس العالم​ بعدما هزمت ​نيجيريا​ 2-1 في مباراة مثيرة احتضنها ​ملعب كريستوفسكي​ ستاديوم ضمن ختام مباريات المجموعة الرابعة لكأس العالم ​روسيا 2018​.

المدير الفني للأرجنتين ​خورخي سامباولي​ بدأ اللقاء بالرسم التكتيكي 4-1-2-3 مع الثلاثي ميسي، ​هيغواين​ و​دي ماريا​ في خط الهجوم بينما لعب المدير الفني لنيجيريا جيرنوت روهر بالرسم التكتيكي 5-3-2 مع ​أحمد موسى​ وإيناتشو في خط الهجوم.

الأرجنتين بدأت المباراة مع لعب هجومي لكن الضغط الموجود على الفريق أدى إلى كثير من الكرات الخاطئة في الثلث الأمامي مع ضغط نيجيريا في وسط الملعب ولعبها الدفاعي الواضح ومن ثم الإعتماد على الهجمات المرتدة العكسية.

ميسي كان يلعب كجناح أيمن لكنه غالبا ما كان يخترق باتجاه عمق الملعب مع تقدم الظهيرين تاغليافيكو و​ميركادو​ لعكس الكرات العرضية من طرفي الملعب فيما استمرت نيجيريا مع انتشارها الجيد في وسط الملعب لكنها أحيانا كانت تصعد بشكل خاطف للأمام من أجل لعب الكرات الهجومية وهو ما دفعت ثمنه غاليا بعدما ضرب ​بانيغا​ الدفاع النيجيري المتقدم بتمريرة متقنة لميسي الذي تكفل بالباقي وأعلن تقدم الأرجنتين 1-0 عند الدقيقة 14.

المباراة هدأت بعدها قليلا مع محاولة نيجيريا الصعود قليلا للأمام وزيادة الضغط على حامل الكرة عند الأرجنتين لكن المنتخب الأفريقي افتقد للشكل الهجومي الواضح ما سمح للأرجنتين باسترداد الكرة بشكل سريع ومعاودة بناء الهجمات من الخلف ودائما الهدف كان إيصال الكرة لميسي.

الهجمات النيجيرية كانت تهدف لمد أحمد موسى بالكرات والإعتماد على سرعته في التحرك خلف الدفاع الأرجنتيني لكنه افتقد للمساندة اللازمة في ظل عدم حضور إيناتشو هجوميا كما يجب. دفاعيا، استمر المنتخب النيجيري بإغلاق الملعب والتنظيم الجيد للفريق مع ترابط بين الخطوط الثلاث ما منع الأرجنتين من الحصول إلا على مساحات قليلة عبر دي ماريا في الجهة اليسرى لكن الأمور لم تكن خطرة على المرمى لتشهد الدقائق الأخيرة من الشوط الأول تحسنا لنيجيريا التي تقدمت للأمام وحاولت تدوير الكرة لكن الشكل الهجومي بقي غائبا مع عشوائية في التمريرات وحسن تعامل من الدفاع الأرجنتيني لينتهي الشوط الأول بتقدم المنتخب التانغو 1-0.

​​​​​​​

المنتخب النيجيري بدأ الشوط الثاني بشكل هجومي مع دخلو إيغالو في خط الهجوم مكان إيناتشو، وأفكاره كانت واضحة، خطف هدف مباغت ثم العودة للدفاع كون نتيجة التعادل كانت جيدة له وبالفعل حصلت نيجيريا على ركلة جزاء ترجمها ​موسيس​ لهدف التعادل عند الدقيقة 51 لتصبح النتيجة 1-1.

الأرجنتين عاشت حالة ضياع نوعا ما بعد الهدف حيث افتقدت لردة الفعل القوية مع تأثر واضح للفريق رغم محاولات ميسي لأخذ الأمور هجوميا على عاتقه واستمرار اختراقاته من العمق ليتدخل سامباولي للمرة الأولى عندما أدخل ​بافون​ مكان إنزو ​بيريز​ ليتحول للعب ب4-2-4 مع لعب بافون في الجهة اليمنى ودخول ميسي للعمق وراء هيغواين.

الأرجنتين بالطبع استحوذت على الكرة واندفع الفريق إلى الأمام مع رجوع نيجيريا أكثر للخلف واعتمادها فقط على المرتدات مع أحمد موسى ومساندة دائمة من إيغالو والثنائي ​نديدي​ وإيتيبو. ومع غياب الفعالية الهجومية المنتظرة، وإغلاق النيجيريين للعمق بشكل جيد، عاد سامباولي للتدخل مجددا فأخرج دي ماريا وأدخل ميزا لتنشيط الجهة اليسرى.

الهجمات الأرجنتينية استمرت مع تركيز على طرفي الملعب لتفكيك الجدار الدفاعي النيجيري لكن فتح الملعب وتقدم الفريق للأمام من أجل اللعب الهجومي أعطى المساحات بشكل كبير لنيجيريا والتي كانت خطرة للغاية في الهجمات المرتدة وأضاعت أكثر من فرصة لحسم المباراة.

مقابل هذا، كانت الكرات العرضية تتوالى لداخل منطقة جزاء نيجيريا مع إدخال سامباولي لأغويرو مكان الظهير تاغليافيكيو ليتحول للعب ب3-2-1-4 حيث لم كين لديه شيئ ليخسره في ظل دقائق قليلة متبقية والأرجنتين بنتيجة التعادل هي خارج المونديال. وبعد سلسلة من الفرص الخطرة المرتدة لنيجيريا، عرفت الأرجنتين بعدما كثفت كراتها العرضية من الأطراف ودخول اللاعبين المجيدين للألعاب الهوائية لداخل منطقة الجزاء النيجيرية، نجحت من تسجيل هدف التأهل عبر روخو عند الدقيقة 86 وسط فرحة جنونية للأرجنتين.

بعدها اندفعت نيجيريا للأمام وسط عودة أرجنتينية للخلف مع لعب الكرات الطولية للأمام لكن الأرجنتين بخبرتها الكبيرة تعاملت مع آخر الدقائق كما يجب لينتهي اللقاء بفوز أرجنتيني حفظ ماء وجهها وأهل المنتخب للدور الستة عشر مع موعد ناري بمواجهة ​فرنسا​ وأزاح الكثير من الضغوط عن كاهل ميسي.