تأهل منتخب ​البرتغال​ إلى الدور الثاني من ​كأس العالم​ بعدما استفاد من تعادله 1-1 أمام المنتخب ال​إيران​ي في ختام مباريات المجموعة الثانية والتي استضافها ملعب ​موردوفيا أرينا​. المدير الفني لمنتخب البرتغال ​فيرناندو سانتوس​ لعب اللقاء بالرسم التكتيكي 4-4-2 مع ​سيلفا​ ورونالدو في خط الهجوم بينما لعب المدير الفني لمنتخب إيران كارلوس ​كيروش​ بالرسم التكتيكي 4-1-4-1 مع ساردار أزمون كرأس حربة صريح.

البرتغال بدأت المباراة مسيطرة على الكرة مع سعي لبناء اللعب من الخلف في ظل تراجع إيراني واعتماد على الدفاع من منتصف الملعب. الفكر الهجومي البرتغالي كان يقوم على تقدم الأظهرة من اليمين واليسار ومساندة الجناحين ​كواريزما​ و​جواو ماريو​ لعكس الكرات العرضية لداخل منطقة جزاء إيران والتي اعتمدت بدورها على الهجمات المرتدة العكسية.

وعلى الرغم من الإستحواذ البرتغالي وأخده المبادرة الهجومية، لكن الكرات العرضية لم تكن تصل أبدا إلى مهاجمي البرتغال بسبب تعامل الدفاع الإيراني الجيد معها وقطعها في التوقيت المناسب رغم دخول لاعبي الوسط أحيانا للمساندة الهجومية في العمق.

المباراة كانت بسيناريو واحد، الكرة مع البرتغال وإيران في الدفاع لكن الأسلوب الهجومي البرتغالي التقليدي والمقروء لم يكن ناجحا أبدا في تشكيل الخطورة اللازمة على المرمى الإيراني. شيئا فشيئا كانت الهجمات المرتدة الإيرانية تزداد مع تقدم دائم من الجناحان ولاعبي الوسط المهاجمين أميري وإبراهيمي لتشكيل خماسي هجومي مع رأس الحربة أزمون.

المنتخب الإيراني كان يقدم كرة قدم تكتيكية إلى حد كبير مع تقارب بين خطي الوسط والدفاع ما جعل المساحات ضيقة دائما على المنتخب البرتغالي بجانب بطء في التحرك بدون الكرة في خط وسط من البرتغال.

وفي ظل غياب الخطورة عبر الأطراف للبرتغاليين، نجح كواريزما ومن تسديدة بعيدة قبل نهاية الشوط الأول في هز شباك المنتخب الإيراني مهديا منتخب بلاده التقدم ليدخل الفريقان إلى غرف الملابس والنتيجة تشير إلى تقدم البرتغال 1-0.

البرتغال بدأت المباراة بشكل جيد مع نسق هجومي أعلى وتحركات أسرع من الشوط الأول، الهدف كان بالطبع تسجيل هدف ثاني وجعل الأمور أسهل وبالفعل حصل البرتغاليون على ركلة جزاء عند الدقيقة 53 لكن رونالدو أضاعها بعد تصدي من الحارس الإيراني بيرانفاند.

​​​​​​​

مدرب إيران كيروش قام بتبديله الأول حيث أخرج قلب دفاعه وقائد المنتخب الحاج صافي مدخلا ​محمدي​ عند الدقيقة 56. الإيرانيون ومع التأخر 1-0 في النتيجة حاولوا دفع خطوطهم أكثر للأمام مع دفاع بعيد عن مرماهم بحوالي 30 مترا من أجل حصر لاعبي البرتغال في خط وسط الملعب مع تغيير الأسلوب الدفاعي إلى الضغط في وسط الملعب والتحرك بشكل أسرع في طرفي الملعب لكن البرتغال كانت ناجحة نوعا ما في تجاوز هذا الضغط مع استمرار لعبها الهجومي لكن البرتغاليين عابهم كثيرا البطء في خط وسط الملعب مع وجود الكرة بين أقدامهم ما كان يسمح دائما للإيرانيين بالعودة والتمركز بشكل جيد أمام الهجمات البرتغالية خاصة أن المدرب كيروش كان لم يعط تعليماته بعد للاعبيه في التقدم الواضح للأمام وفتح الملعب أكثر مع اللعب على الكرات الطولية للأمام في المساحات خلف ظهيري البرتغال.

مدرب البرتغال سانتوس قام بتبديله الأول فأخرج الجناح كواريسما وادخل بيرناردو سيلفا فيما أدخل كيروش غودوس مكان جاهنبخش ليتحول للعب ب4-1-3-2 حيث كان غودوس بجانب أزمون في خط الهجوم. ومع صعود إيران أكثر للأمام، أصبح إيقاع اللعب سريعا حيث ضغطت إيران أكثر في وسط الملعب مع سعي للوصول بشكل سريع لمناطق البرتغال واستغلال البطء في العودة الدفاعية إلى الخلف من قبل لاعبي البرتغال. الإيرانيون حاولوا اعتماد الكرات العالية والعرضيات من طرفي الملعب مع دخول لاعبي الوسط لمنطقة جزاء البرتغال للمساندة الهجومية.

اللافت كان قدرة الإيرانيين على فرض إيقاعهم في آخر الدقائق وإجبار البرتغال على الرجوع للخلف وساعدهم في ذلك قرب الخطوط الثلاث من بعضهم البعض. الدقائق البدل عن ضائعة كانت مجنونة مع حصول إيران على ركلة جزاء ترجمها كريم أنصاري فرد لهدف التعادل.

​​​​​​​

ومع تبقي أربع دقائق إضافية، حاول الإيرانيون لعب الكرات باتجاه مناطق البرتغال وبالفعل حصلوا على كرة خطرة أهدرها تاريمي وهي كانت كافية لو سجلت في تأهل الإيرانيين وإقصاء البرتغال لكن المباراة انتهت بعدها بالتعادل 1-1 وخروج إيراني بعد أداء مميز تكتيكيا وفنيا كان بطله بالدرجة الأولى المدرب ​كارلوس كيروش​ والذي استخرج كل شيئ من جعبة لاعبيه.