تمكّن سائق فريق ​مرسيدس​ لويس هاميلتون من الفوز بجائزة ​فرنسا​ الكبرى التي أقيمت على حلبة ​بول ريكارد​. كان من المتوقع حصول ذلك بنسبة كبيرة حيث ان مرسيدس بدا من الواضح أن تتمتع بسرعة متفوقة على منافسيها الأساسيين ​فيراري​ ورد بُل.

السبب الرئيسي لذلك هو إطارات ​بيريلّي​ –المزود الرسمي للإطارات لبطولة الفورمولا 1-  التي قررت إعادة تصنيع إطاراتها لإستعمالها على 3 حلبات محددة في الموسم بطلب من مرسيدس  كما أشارت التقارير. السباق الأول كان في ​إسبانيا​ ومرسيدس تفوقت بسهولة، أما السباق الفرنسي فهو الثاني وأيضًا مرسيدس تفوقت بسهولة. الإطارات الجديدة تسمح للفريق الألماني بإستغلال أيروديناميكية سيارته بشكل أفضل وهي تدوم لمدة أطول بكثير.

وهكذا تتحول مرسيدس من سيارة أبطأ من فيراري بحوالي 3 أعشار الى سيارة أسرع ب4 أعشار فجأة.

هذا يعني أنه حتى لو لم يتعرّض سائق فيراري سيباستيان فيتيل الى الحادث في المنعطف الأول من السباق لما كان قادر على ملاحقة هاميلتون في السباق فالبريطاني كان وبالفعل تحكّم به بسهولة تامة.

كالعادة كان السباق ممل وكان الفائز معروف قبل بدايته! هذا أمر سيئ جدًا للفورمولا 1 ولا يبدو أنه ستتم معالجته في السنين المقبلة. وما يثير حنق جمهور الفورمولا 1 أن كل القيّمين على هذه الرياضة يتصرفون كأن الأمور ممتازة ولا حاجة للهلع.

في تلخيص سريع لمشاكل الفورمولا 1 هي أنه هناك فرق تملك مليارات الدولارات فيما البقية لا تملك سوى بعض الملايين وهذا ما يحعل فارق القوة بين السيارات هائل. يمكن المحاججة أن مثلًا في كرة القدم هناك فرق كبيرة وصغيرة أيضًا، لكن في هذه الرياضة دائمًا ما نرى فريق صغير يتغلّب على أغنى فريق في الدوري. هذه الأمور يمكن حصولها في كرة القدم، أما في الفورمولا 1 فمن المستحيل على سيارة ​ساوبر​ مثلًا أن تتفوق على سيارة مرسيدس حتى لو بدأت السباق قبل دقيقة كاملة.

من ناحية الحلبة فهي قبيحة جدَا ومصممة للتجارب وليس للسباقات وهي لا تحتوي على العشب أو رمل على جوانبها وهي بكل بساطة بقعة إسفلت كبيرة. كل المنعطفات متشابهة لدرجة أن السائقين قد عبرّوا عن إنزاعجهم من إفتاقدها للمؤشرات البصرية التي تساعدهم على الفرملة بالمكان الصحيح.

على الهامش، فريق مكلارين ينتقل من السيء الى الأسوء ومن الواضح أن الأمور لن تتحسّن بالنسبة له هذا الموسم.  وكما ذكرت في مقال سابق  لم تعد لديه أي حجج من أجل تفسير تضعضه المستمر منذ 4 سنوات. منذ أسبوع كنا نرى سائقه وبطل العالم مرتين ​فرناندو الونسو​ وهو يفوز في أشهر سباق في العالم لو مان 24 ساعة مع فريق تويوتا وبالمقابل انهى هذا السباق في المركز ال16 على بُعد أكثر من لفة ومع مشاكل مكابح وهو إنسحب منه. هذه هي الحقيقة المضحكة المبكية التي يمر بها هذا الفريق العريق.