حققت ​ألمانيا​ فوزا هامًا على ​السويد​ 2-1 في المباراة التي جمعتهما ضمن إطار مباريات الجولة الثانية من المجموعة السادسة ل​كأس العالم​ التي احتضنها ملعب فيشت ستاديوم في ​مدينة سوتشي​. المدير الفني لمنتخب ألمانيا ​يواكيم لوف​ لعب اللقاء بالرسم التكتيكي 4-2-3-1 مع ​تيمو فيرنير​ كرأس حربة صريح بينما لعب المدير الفني لمنتخب السويد ​يان أنديرسين​ بالرسم التكتيكي 4-4-2 مع بيرغ وتويفونين في خط الهجوم.

ألمانيا بدأت المباراة بضغط كبير مع تقدم الأظهرة إلى الأمام ودخول جناحي الفرق مولر ودراكسلر للعمق ليحصل الألمان في بداية اللقاء على أكثر من كرة خطرة وسط تراجع سويدي إلى الخلف لامتصاص فورة البداية.

رغبة ألمانيا الهجومية استمرت مع تقدم الفريق إلى الأمام ووجوده في ملعب السويد وسعي للعب الكرات الطويلة الأرضية خلف الدفاع السويدي مع تحرك جيد من فيرنير يمينا ودراكسلر يسارا ومن ثم عكس الكرات العرضية لداخل منطقة جزاء السويد التي كانت متكتلة في الخلف ومن ثم الإنطلاق في هجمات مرتدة سريعة مع الثنائي بيرغ وتويفونين في عمق دفاعات ألمانيا ليكون السويديون خطرون كثيرا على المرمى الألماني.

المنتخب الألماني بقي ممسكا بالكرة ومبادرا هجوميا حيث سعى لتحويل اللعب وفتح المساحات في الدفاع السويدي عبر الكرات الطولية من خط الدفاع للأجنحة لكن المنتخب الألماني تعرض لضربة في خط وسط الملعب حيث انصاب رودي لاعب الإرتكاز وخرج ليدخل مكانه غوندوغان. الإيقاع الهجومي الألماني هبط قليلا رغم بقاء الإستحواذ على الكرة لمصلحته، مع بعض الأخطاء في الصعود بالكرة من الخلف وهذا استغله السويديون لتسجيل الهدف الأول عند الدقيقة 32 عبر تويفونين.

ألمانيا تلقت ضربة نفسية بعد الهدف ليفقد الفريق إيقاعه الهجومي لدقائق مع الكثير من التمريرات الخاطئة حيث كان التأخر في النتيجة يضع الألمان خارج كأس العالم قبل أن يستوعب الألمان الصدمة مع العودة لتسريع إيقاع اللعب وتفعيل اللعب عبر طرفي الملعب مع تبادل في المراكز بين الثلاثي فيرنير، رويس ومولر لكن الدفاع السويدي بقي صامدا مع تقارب بين خطوط الفريق لينتهي الشوط الأول من دون قدرة ألمانية على الإستلام داخل منطقة جزاء السويد ما جعل النتيجة تبقى 0-0.

بين الشوطين، دفع لوف بغوميز مكان دراكسلر ليتحول فيرنير للجهة اليسرى ويلعب غوميز كرأس حربة صريح. ألمانيا بدأت هذا الشوط بضغط هجومي مستمر مع تحركات من طرفي الملعب ودخول رويس ومولر بجانب غوميز للزيادة العددية داخل منطقة جزاء السويد لينجح رويس في تسجيل هدف التعادل عند الدقيقة 48.

الألمان بعدها استمروا بالضغط على المرمى السويدي مع تبديل دائم للمراكز بين رويس ومولر من أجل فتح المساحات داخل الجدار الدفاعي السويدي بجانب تقدم دائم من الظهيرين هيكتور وكيميتش للقيام بالزيادة الهجومية عبر الأطراف كما في الدخول أحيانا للعمق الهجومي لمتابعة الكرات العرضية. ألمانيا استمرت هي الطرف الأفضل في المباراة مع تراجع سويدي للخلف وعدم القدرة حتى على صناعة الهجمات المرتدة وتكتل دفاعي فقط في الخلف نتيجة افتكاك سريع لألمانيا مع أفضلية في وسط الملعب مع الثنائي غوندوغان وكروس ونشاط واضح من فيرنير في الجهة اليسرى.

الملفت كان الحركية المميزة للاعبي ألمانيا بدون كرة مع تبادل مستمر في المراكز وإصرار على اللعب الهجومي المنظم مع غياب أي كرات عشوائية. أمام هذا الواقع، حاول مدرب السويد التدخل لإعطاء حركية دفاعية أكبر للفريق كما في تنشيط الهجمات المرتدة ليدخل دورماز مكان كليسن في الجهة اليمنى كما دخل غيديتي مكان مسجل الهدف تويفونين في خط الهجوم.

الأمور بقيت لمصلحة الألمان من ناحية الإستحواذ والمبادرات الهجومية حيث استمر اللعب الألماني من طرفي الملعب لإيجاد غوميز في العمق لكن اللمسة الأخيرة كانت غائبة. الدقيقة 82 شهدت طرد قلب دفاع ألمانيا بواتينغ ليلعب الألمان بعشرة لاعبين ما اضطر لوف لإرجاع كيميتش لمركز قلب الدفاع مع استلام رويس للجهة اليمنى هجوميا.

السويد حاولت الضغط العالي في ظل التفوق العددي لمحاولة الصعود أكثر للأمام مع جرأة أكبر في لعب الكرات المرتدة لكن ألمانيا بقيت هي الفريق المسيطر مع إدخال لوف لبراندت مكان هيكتور حيث غامر الفريق باللعب دون أظهرة. براندت نشط في الجهة اليسرى مع فيرنير ليستمر الألمان في عكس الكرات العرضية مع إضاعة كرتين خطرتين للغاية. إستمرار الضغط الهجومي الألماني أثمر عن هدف رائع عبر توني كروس في الدقيقة الأخيرة أهدى به ألمانيا انتصارا غاليا أنقذها مبدئيا من خطر الخروج المبكر من المونديال.