تستأنف اليوم مباريات الجولة الثانية من دور المجموعات لكأس العالم ​روسيا 2018​ حيث ستقام ثلاث مباريات هامة للغاية في ظل تنافس محتدم على بطاقات التأهل للدور الثاني.

سنستعرض فيما يلي أهم ما ستحمله هذه المباريات الثلاث من أمور فنية وتكتيكية.

بلجيكا​ - تونس ( اليوم الساعة 15.00 بتوقيت بيروت ):

يخوض ​منتخب تونس​ مواجهة بلجيكا وهو قادم من خسارة قاسية أمام ​إنكلترا​ في آخر الدقائق بينما يدخل منتخب البلجيك المباراة مرتاح نوعا ما بعد فوز ثلاثي على باناما.

تونس وهم أمل العرب الأخير في هذه الكأس العالمية يدركون بأن لديهم مباراة قد تكون بالمتناول في آخر جولة أمام باناما وبالتالي الخسارة ممنوعة امام بلجيكا من أجل الحفاظ على آمالهم في الوصول إلى الدور الثاني. ولا يختلف اثنان بأن الإمكانات الفنية تميل لمصلحة بلجيكا التي يرشحها كثيرون من أجل الذهاب بعيدا في هذه المسابقة لكن هذا لا يعني عدم تمسك التونسيين بتقديم كرة قدم جيدة خاصة أنهم أظهروا أمام إنكلترا أنهم قادرون على مقارعة الفرق الكبرى رغم الأسلوب الدفاعي المبالغ به التي لعبت به تونس.

وبخطة 4-1-4-1 التي يلعبها ​نبيل معلول​، يجب على التونسيين إظهار نفس الوجه الدفاعي مع تجنب الأخطاء الساذجة في إبعاد الكرة والرقابة كتلك التي حصلت أمام إنكلترا كما يجب على الفريق تحسين لعبه الهجومي المرتد وأخذ جرأة أكبر في التقدم إلى الأمام عند قطع الكرة.

أمام منتخب بلجيكا، فيعتمد مدربه ​روبيرتو مارتينيز​ على خطة 3-4-3 وهو يملك أسماءا هجومية مرعبة ستشكل بلا شك إزعاجا لمدافعي تونس لكن الفريق يحتاج لمزيد من العمل في الشق الدفاعي خاصة مع وجود مساحات في طرفي الملعب نتيجة اللعب ب3 مدافعين في العمق وهو ما يجب على تنوس استغلاله كما يجب من أجل الخروج بنتيجة إيجابية من المباراة.

المكسيك – ​كوريا الجنوبية​ ( اليوم الساعة 18.00 بتوقيت بيروت ):

تواجه المكسيك متصدرة المجموعة بثلاث نقاط بعد فوز هام على ​ألمانيا​ ​منتخب كوريا​ الجنوبية والتي خسرت أولى مبارياتها أمام ​السويد​.

وقدمت المكسيك في مباراتها الأولى أداءا أبهر الجميع أمام ألمانيا، حيث ظهرت بمستوى تكتيكي رفيع بخطة 4-2-3-1 مع انضباط دفاعي واضح وإغلاق تام للمساحات بجانب سرعة رائعة في الهجمات المرتدة عبر طرفي الملعب ومن العمق مستغلة المساحات بأفضل طريقة ممكنة لكن هذا قد لا يتكرر أمام منتخب كوريا الذي لن يندفع بالطبع كما اندفع الألمان رغم حاجته الماسة للخروج بنتيجة إيجابية من أجل تفادي الخروج المبكر.

المنتخب الكوري الجنوبي ظهر بصورة مخيبة للغاية حيث فشل حتى في تسديد أي كرة على مرمى السويد وهو يأمل بتغيير الصورة أمام المكسيك رغم صعوبة المهمة. ويعول الكورييون على نجم ​توتنهام​ هونغ مين سون من أجل الظهور بشكل هجومي لائق ولا يتوقع أن يغير المدرب تا يونغ من خطته 4-3-3 لكن عليه إيجاد الحلول الهجومية مع الإيعاز إلى لاعبيه بالتحرك أكثر هجوميا من دون كرة وتهديد خط دفاع الخصم ليس فقط عبر العرضيات بل باللعب المباشر تجاه المرمى وفي العمق كي يكون له أمل في الخروج بنتيجة إيجابية تفيده إذا ما كان يرغب في التأهل للدور الثاني.

ألمانيا – السويد ( اليوم الساعة 21.00 بتوقيت بيروت ):

يدخل الألمان هذه المواجهة وهم يدركون بأن الخسارة قد تعني توديع حامل اللقب لكأس العالم من بابه الضيق فيما تسعى السويد إلى الخروج أقله بالتعادل من اجل تعزيز فرصه بالوصول إلى الدور الثاني. ولن يمكن للألمان الخروج بنتيجة الفوز أمام السويد إلا إذا ما وجد ​يواكيم لوف​ الحل لعدة مشاكل برزت أمام المكسيك وهي تتلخص فيما يلي: الإرتداد الدفاعي البطيئ للأظهرة، عدم قيام لاعبي الإرتكاز وخاصة خضيرة بالأدوار الدفاعية في حماية خط الدفاع إضافة إلى عدم وجود الإبداع الهجومي في الثلث الأخير.

هذا سيدفع لوف إلى إجراء أكثر من تغيير على التشكيلة مع بقاء الرسم التكتيكي على حاله 4-2-3-1، فهيكتور سيعود لشغل مركز الظهير الأيسر وهذا سيعطي الفريق قوة مع توقع دخول رويس مكان ​دراكسلر​ أيضا في تلك الجهة. في خط الوسط من المتوقع أن يكون ​غوندوغان​ بديلا لخضيرة وهذا سيعطي خط الدفاع حركية أكثر بينما سيكون ​غوميز​ رأس الحربة مكان ​فيرنير​ الذي لم يقدم شيئا يذكر في المباراة الأولى. السويد ستحاول قدر الإمكان اللعب بتنظيم دفاعي مع خطة 4-4-2 والدفاع الضاغط في وسط الملعب مع شخصيتها الجماعية المميزة والترابط بين الخطوط لكن الأهم هو عدم ارتكاب أية أخطاء دفاعية وانتظار أي هفوة من الدفاع الألماني وكلما مرت الدقائق، كلما سيزداد الضغط على لاعبي المنتخب الألماني وكلما ستأتي عندها فرص السويد في إزعاج الألمان هجوميا كلن ذلك كله سيكون رهن بإنضباطهم الدفاعي وحسن انتشارهم في أرضية الملعب.