لم يمضِ أسبوع على انطلاق ​نهائيات كأس العالم​ في ​روسيا​ ، إلا وتأكدت مغادرة ثلاثة ​منتخبات عربية​ من أصل أربعة من دور المجموعات في واحدة من أسوأ مشاركات العرب في ​المونديال​ شابها الكثير من السلبيات على الرغم من انها المرة الأولى التي يشارك فيها هذا العدد من الفرق العربية في بطولة واحدة.

ولم تكن الهزائم السبعة التي منيت بها المنتخبات العربية في سبع مباريات حتى الآن هي السبب الرئيسي خلف الحكم على تلك المشاركة، بقدر ما شكّل المستوى المتواضع والعقم الهجومي عاملين سلبيين للعرب في روسيا، حيث اكتفت تلك المنتخبات بهدفين من ركلتي جزاء بانتظار المباراة الثانية لتونس أمام ​بلجيكا​ يوم غد السبت.

صحيح أن ​المغرب​ كان أفضل المنتخبات العربية من حيث المستوى الذي قدمه في مباراتي ​إيران​ و​البرتغال​، إلا انه عانى من ضعف الإرادة والعزيمة أمام مرمى الخصم ليخرج من البطولة بحسرة على كم الفرص التي أهدرها لاعبوه أمام المرمى مع العلم ان غالبيتهم يلعبون في أهم الأندية الأوروبية، لكن الاداء وحده من دون أهداف لا يمكن ان يمنحك الانتصار.

من جهته وعلى الرغم من تحسن ادائه في مباراة ​الأوروغواي​، إلا ان ​المنتخب السعودي​ بقي أسيراً لكارثة الإفتتاح أمام روسيا بخمسة أهداف دون رد، حيث كان من الصعب على المدرب خوان انطونيو بيتزي الخروج بسهولة من النفق المظلم الذي دخله اللاعبون فجاءت الهزيمة الثانية بهدف لويس سواريز، ليمدد "الأخضر" غيابه عن هز الشباك مع العلم ان هدفه المونديالي الأخير سجل قبل 12 عاماً ويواصل مسلسل الاداء الهزيل في المحافل العالمية.

بدوره لم يكن ​المنتخب المصري​ أفضل حالاً على الرغم من انه يضم بين جنباته ​محمد صلاح​ هداف وأفضل لاعب في ​الدوري الإنكليزي​، إضافة لعدد من المحترفين في انكلترا و​اليونان​، إلا ان الفراعنة الذين عادوا للمونديال بعدد غياب 28 عاماً خرجوا من الباب العريض بعد اداء متوسط أمام الاوروغواي وكارثي أمام روسيا. صحيح ان صلاح لم يلعب المباراة الأولى، لكنه بدا تائهاً في معظم فترات المباراة الثانية ووسط أخطاء جسيمة من المدرب ​هكتور كوبر​ بددت الحلم المصري بعد سنوات طويلة من الغياب.

أما ​المنتخب التونسي​ الذي أضاع التعادل أمام انكلترا وخسر في الوقت المحتسب بدلاً عن ضائع، فإنه سيلعب غداً بمواجهة بلجيكا، لذلك فإن أي خسارة أخرى ستعني مرافقته لكل من ​السعودية​ ومصر والمغرب.

لا يمكن فهم الاسباب الحقيقية لهذا التواضع العربي على الرغم من الإمكانيات المتوفرة للمنتخبات الأربعة وطريقة إعدادها، لذلك من المحزن ان تبقى طموحاتنا عبارة عن كلمات وآمال كالمشاركة "المشرفة" والخسارة "بشرف" والخروج "مرفوع الرأس"، فيما نحن نتراجع يومياً عن الركب العالمي والذي بدا من خلال ما شاهدناه في نهائيات كأس العالم بعيداً جداً عن أهدافنا!.