نجح المنتخب الكرواتي في هزيمة المنتخب ​الأرجنتين​ي 3-0 على ملعب نيزني نوفوغرود ستاديوم ضمن قمة مباريات المجموعة الرابعة من الجولة الثانية لكأس العالم 2018 المقامة في ​روسيا​.

المدير الفني لمنتخب ​كرواتيا​ ​زلاتكو داليتش​ لعب اللقاء بالرسم التكتيكي 4-1-4-1 مع ​ماريو ماندزوكيتش​ كرأس حربة صريح بينما لعب المدير الفني لمنتخب الأرجنتين ​خورخي سامباولي​ بالرسم التكتيكي 3-4-2-1 مع سيرجيو ​أغويرو​ في خط الهجوم.

المنتخب الكرواتي بدأ المباراة بشكل جيد حيث حاول فرض أسلوبه في اللقاء مع الضغط في ملعب الأرجنتين لعدم تسليمهم زمام المبادرة ثم العودة للدفاع من منتصف الملعب عند بداية الهجمة الأرجنتينية بجانب سرعة واضحة في التحول من الدفاع إلى الهجوم ونقل الكرات فيما بينهم.

الأرجنتينيون حاولوا بناء اللعب الهجومي عبر الأطراف مع الجناحين آكونا وسالفيو لعكس الكرات العرضية مع دخول ميسي وميزا للعمق مع أغويرو لكن الفريق عانى من نفس مشكلة المباراة السابقة أمام إيسلندا حيث كان الصعود بالكرة من الخلف بطيئا للغاية ما سمح للكروات بالدفاع كما يجب ثم الإعتماد على رأس الحربة ماندزوكيتش كمحطة هجومية.

​​​​​​​

المباراة هدأت قليلا مع أفضلية في السيطرة للمنتخب الأرجنتيني إنما من دون أي أفكار هجومية أو شكل واضح للفريق بل مجرد إيصال الكرات إلى ميسي وتركه يتصرف مع غياب التحرك دون كرة والسعي لفتح المساحات داخل الدفاع الكرواتي. ما كان لافتا في أداء المنتخب الكرواتي هو حسن انتشاره في أرضية الملعب مع ترابط واضح بين الخطوط الثلاثة للفريق لكن الأهم كان دقة التمريرات الأمامية مع معرفة نقاط ضعف الدفاع الأرجنتيني واستغلالها كما يجب بالكرات العرضية من الأطراف.

​​​​​​​

مشكلة الدفاع الأرجنتيني تلخصت في بطء عودة الجناحين آكونا وسالفيو في الحالة الدفاعية ما ترك ثلاثي قلب الدفاع لوحدهم لكن رغم بعض الفرص الكرواتية الخطرة لكن الأمور لم تتغير أبدا لينتهي الشوط الأول بتعادل سلبي بين المنتخبين.

كرواتيا بدأت الشوط الثاني بطريقة مميزة حيث أبقت انتشارها الجيد في وسط الملعب مع إغلاق المنافذ بشكل مميز أمام الهجمات الأرجنتينية، بجانب السرعة الكبيرة في الهجمة المرتدة مع دور بارز للاعبين ​مودريتش​ وراكيتيتش في وصل خط الدفاع بخط الهجوم لينجح المنتخب الكرواتي بتسجيل هدف التقدم عند الدقيقة 53 عبر ​ريبيتش​ بعد خطأ كارثي من الحارس ​كاباليرو​.

سامباولي تحرك بشكل سريع فأخرج أغويرو وأدخل هيغواين في خط الهجوم ثم أدخل ​بافون​ مكان سالفيو في الجهة اليمنى بينما قام داليتش بإخراج ريبيتش المصاب وإدخال ​كراماريتش​ والذي لعب في الجهة اليمنى من الملعب.

الأرجنتين بالطبع اندفعت أكثر للأمام مقابل عودة كرواتية للدفاع من أجل إغلاق المنافذ أمام هجمات الأرجنتين التي تمحورت حول اللعب من طرفي الملعب مع عكس العرضيات لعمق دفاع المنتخب الكرواتي الذي استمر منظما في الشق الدفاعي لكن البارز كان استمرار التنظيم الهجومي لمنتخب كرواتيا مع بقاء المساحات في أطراف دفاع المنتخب الأرجنتيني نتيجة خط اللعب بثلاثة مدافعين.

ميسي حاول أخذ الامور على عاتقه لكنه كان مضطرا للنزول إلى الخلف من أجل بدء الهجمة وهو ما جعله دائما في عزلة حيث كان من الصعب خلق أية حلول وهو بعيد عن الثلث الأخير، أي منطقة اللعب الفعال.

وعلى الرغم من دخول ​ديبالا​ مكان إينزو ​بيريز​ لتنشيط الجهة اليمنى أكثر هجوميا، لكن إيقاع المنتخب الأرجنتيني لم يرتفع أبدا مع استمرار الضياع الهجومي حيث بدا الفريق وكأنه شبح مع غياب أي قدرة فعلية على تهديد المرمى الكرواتي. الكروات بالمقابل لم يهدأوا من إيقاع لعبهم، بل استمروا مع لياقة بدنية عالية لينجح مودريتش في تسجيل الهدف الثاني عند الدقيقة 80.

​​​​​​​

الدقائق العشر الأخيرة كانت كرواتية بامتياز مع مساحات كبيرة في الدفاع الارجنتيني واستمرار التفاهم المميز بين لاعبي خط الوسط في كرواتيا مع رأس الحربة ماندزوكيتش فيما استمر المنتخب الأرجنتيني ضائعا هجوميا مع عدم وجود أية معالم واضحة لأية جملة كروية أو أمر مفهوم، فالعشوائية استمرت مع تمركز خاطئ ولعب مقروء لمدافعي كرواتيا التي جسلت بعدها هدفا ثالثا جعل الليلة الأرجنتينية في الأراضي الروسية كابوسا بكل ما للكلمة من معنى.