تستأنف اليوم مباريات الجولة الثانية من دور المجموعات لكأس العالم ​روسيا 2018​ حيث ستقام ثلاث مباريات هامة للغاية في ظل تنافس محتدم على بطاقات التأهل للدور الثاني. سنستعرض فيما يلي أهم ما ستحمله هذه المباريات الثلاث من أمور فنية وتكتيكية.

الدانمارك​ – ​أستراليا​ ( اليوم الساعة 15.00 بتوقيت بيروت ):

تواجه الدانمارك المنتشية بفوزها الإفتتاحي على البيرو 1-0 منتخب أستراليا والذي انقاد للهزيمة في أولى مبارياته أمام ​فرنسا​ 2-1. وتبدو المباراة على الورق متكافئة نظرا للفوارق الفنية الضئيلة بين الفريقين.

الدانمارك ورغم الفوز لكنها عانت أمام البيرو التي أهدرت الكثير من الفرص فمع الرسم التكتيكي 4-2-3-1 والذي ينتهجه المدرب هاريد، عانى المنتخب الدانماركي من سوء التغطية في بعض الأحيان لكن تألق حارس المرمى ​شمايكل​ ورعونة مهاجمي البيرو غطت على تلك المشاكل لكن ما يحسب للفريق بالمقابل هو السرعة في التحول من الدفاع إلى الهجوم وإتقانه للكرات المرتدة.

أما هذا الواقع وفي ظل ضرورة خروج أستراليا بنتيجة إيجابية، سيسعى المنتخب الأسترالي مع لعب ​فان مارفيك​ مدرب المنتخب بالرسم التكتيكي 4-4-1-1 إلى إغلاق منطقة الوسط ومحاولة تفعيل طرفي الملعب لفتح الملعب وخلق المساحات داخل الدفاع الدانماركي لكن يجب عليه الحذر من الهجمات العكسية خاصة ان الفريق بطيئ ككل في العودة بعد خسارة الكرة إضافة إلى الحاجة في التحسن في طريقة التعامل مع الكرات الثابتة. الفوز الدانماركي إن تحقق سيضمن به مبدئيا الوصول للدور الثاني فيما فوز أستراليا سيعيد خلق أوراق المجموعة من جديد بغض النظر عن نتيجة فرنسا والبيرو.

فرنسا – البيرو ( اليوم الساعة 18.00 بتوقيت بيروت ):

يلعب المنتخب الفرنسي مباراته الثانية أمام البيرو بعدما حقق فوزا صعبا على أستراليا 2-1 في أولى مبارياته أما ​منتخب البيرو​ فهو خسر امام الدانمارك.

الفرنسيون لم يظهروا كما يجب في أول مباراة رغم الفوز حيث عانى الفريق من بطء في اللعب الهجومي مع نقل بطيئ للكرة في الخلف وعدم القدرة على خلق المساحات داخل دفاع الخصم وهو أمر يجب ان يحسنه المنتخب الفرنسي إذا ما كان يطمح في الذهاب بعيدا.

ويعد الثلاثي ​بوغبا​، ​غريزمان​ و​مبابي​ هما مفاتيح ​الديوك​ هجوميا حيث يبدو التفاهم واضحا بينهم لكن الفريق يعاني أيضا من غياب الدعم عبر الأطراف بسبب عدم وجود أظهرة تملك القدرة على المساندة والزيادة الهجومية بشكل دائم. أما المنتخب البيروفي فمع خطة 4-2-3-1، لا يبدو المنتخب سيئا لكنه بحاجة أمام فرنسا إلى التركيز على أمرين، الأول هو تجنب الأخطاء الدفاعية الساذجة التي وقع بها في أول مباراة خاصة في بطء العودة بعد خسارة الكرة اما الأمر الثاني فهو استغلال الفرص وعدم التسرع أمام المرمى لأن الفريق يملك مفاتيح لعب عبر الأطراف وهو قادر على صنع الفرص إنما النجاعة الهجومية غائبة وهو أمر إن استمر امام فرنسا، فإن الحظوظ بالخروج بنتيجة إيجابية قد يكون معدوما.

الأرجنتين​ – ​كرواتيا​ ( اليوم الساعة 21.00 بتوقيت بيروت ):

يواجه المنتخب الأرجنتيني والذي سقط في المباراة الأولى بفخ التعادل أمام إيسلندا منتخب كرواتيا الذي حصد فوزا على ​نيجيريا​ تصدر من خلالها المجموعة. وستكون هذه المباراة قوية للغاية فالمنتخب الأرجنتيني معالمه واضحة، خط دفاع ضعيف نسبيا وهجوم جيد للغاية لكنه يعتمد بالأساس على إبداع ميسي.

ما هو مؤكد بأن كرواتيا لن تعمد للعب بنفس الأسلوب الدفاعي الذي لعبت به إيسلندا، وهذا ما سيعطي ميسي بعض المساحات لكن الكروات بالطبع سيلجأوون لاعتماد الضغط الدفاعي في وسط الملعب من أجل تبطيئ الهجمة الأرجنتينية قدر الإمكان. ويملك ​المنتخب الكرواتي​ فريقا جيدا في كافة الخطوط سيلعب بذكاء أمام الأرجنتينيين مع توازن بين الدفاع والهجوم وتفعيل طرفي الملعب للعب الكرات العرضية التي ستزعج بلا شك الدفاع الأرجنتيني.

هجوميا، ستحوا الأرجنتين كما العادة التركيز على عمق الملعب مع ميسي لكن الفريق مطالب بخلق حلول أخرى خاصة من طرفي الملعب لفتح الملعب وكسر التكتل الدفاعي للخصم وهو ما سيضعنا أمام مباراة قوية لانها تجمع بين أقوى منتخبين في المجموعة. فهل ينجح ميسي في قيادة منتخب بلاده لفوزه الأول في ​المونديال​ ويخفف عن عاتقه الضغوط اما أن كرواتيا ستزيد من مصاعب ميسي ورفاقه ؟