نجح ​المنتخب الإسباني​ في الفوز 1-0 على نظيره ال​إيران​ي ضمن ختام مباريات الجولة الثانية في المجموعة الثانية لكأس العالم ​روسيا 2018​ والتي استضافها ملعب ​كازان​ أرينا. المدير الفني لمنتخب ​إسبانيا​ ​فيرناندو هييرو​ لعب اللقاء بالرسم التكتيكي 4-1-4-1 مع ​دييغو كوستا​ كرأس حربة صريح كما لعب المدير الفني لمنتخب إيران كارلوس ​كيروش​ المباراة بالرسم التكتيكي 4-1-4-1 مع ساردار آزمون كرأس حربة صريح.

إسبانيا بدأ المباراة ممسكة بالكرة ومحاولة فرض إيقاعها الهجومي منذ البداية فيما اعتمد المنتخب الإيراني على التمركز الدفاعي في الخلف مع دفاع من منتصف الملعب ثم الإعتماد على الهجمات المرتدة العكسية لتهديد المرمى الإسباني.

المحاولات الإسبانية كانت تتركز عبر طرفي الملعب من الجهتين اليمنى واليسرى ليستمر إستحواذها على الكرة فيما بقيت إيران بنفس الطريقة، الدفاع في الخلف والهجوم المرتد مع تحول سريع من الحالة الدفاعية إلى الحالة الهجومية.

أجنحة إسبانيا ​فاسكيز​ و​إيسكو​ كانا دائما نشطين ويحاولان الإختراق من الأطراف نحو عمق الملعب في ظل تراجع كلي للإيرانيين دفاعيا حيث كان الجناحان تاريمي وأنساريفارد يقومان بدور الظهير مع تحول الظهيرين لقلبي دفاع إضافيين ويكون الخط الدفاعي لإيران عند بناء الهجمة الإسبانية مؤلف من ستة لاعبين ما جعل الإختراق من قبل الإسبان صعبا رغم محاولة الإعتماد على الكرات القصيرة وتقدم خطوط إسبانيا للأمام حيث كان خط دفاعها موجودا في منتصف الملعب لتضييق الملعب وحصار الإيرانيين المتراجعين أصلا في الخلف.

وعلى الرغم من اعتمادها الكلي على الدفاع، لكن ما ميز إيران هو ذكائها الهجومي حيث كانت رغم قلة الهجمات المرتدة، دائما خطرة مع الوصول لمناطق إسبانيا بأقل عدد من التمريرات واستغلال بطء عودة أظهرة إسبانيا المتقدمين للأمام. الدقائق الأخيرة من الشوط الأول لم تحمل أي جديد، سيطرة إسبانية وتبادل للكرات مقابل تكتل إيراني ساعده بطء بناء الهجمة الإسبانية وكثرة التحضير قبل لعب التمريرة الحاسمة في العمق لينتهي الشوط الأول من دون أي تغيير في النتيجة، أي التعادل السلبي 0-0 بين الفريقين.

إسبانيا بدأت الشوط الثاني كما الأول ممسكة بالكرة وسط استمرار التراجع الإيراني للخلف. وحاول الإسبان زيادة الكثافة العددية مع دخول ​سيلفا​ و​إنييستا​ للعمق وتقدم أكثر من الظهيرين ألبا و​كارفاخال​ للأمام مع تكثيف الكرات العرضية والكرات القصيرة المتبادلة في العمق لينجح كوستا عند الدقيقة 54 من تسجيل الهدف الأول لإسبانيا.

إيران حاولت التقدم قليلا للأمام لكنها لم تندفع بشكل مبالغ فيه للأمام من أجل عدم منح الإسبان المساحات في الخلف. ما ميز إيران كان قدرتها على التقدم ثم الرجوع سريعا للخلف كما في معرفة نقاط ضعف الدفاع الإسباني في العمق ومحاولة إستغلالها عبر الكرات العرضية من الأطراف ليسجل الإيرانيون هدفا ألغي بسبب التسلل.

الهدف هذا أعطى ثقة للمنتخب الإيراني الذي تابع هجماته الخاطفة من طرفي الملعب ليقوم هييرو فأدخل كوكي لتنشيط خط الوسط الهجومي مكان إنييستا فيما ادخل كيروش ​محمدي​ مكان الحاج صافي والذي أصيب واضطر للخروج. المشكلة في الدفاع الإسباني كانت واضحة وهي غياب الرقابة في الكرات العرضية مع مساحات بين قلبي الدفاع وخط الوسط ما كان يسمح دائما للاعب القادم من الخلف عند إيران في متابعة الكرات العرضية من طرفي الملعب.

وعلى الرغم من سيطرة إسبانيا وحصولها على بعض الفرص نتيجة إستمرار التحرك في الأمام من قبل الرباعي الهجومي خلف كوستا لكن الإيرانيين كانوا ناجحين على الصعيد الدفاعي بسبب حسن انتشارهم والتكتيك الجيد الدفاعي المتبع من كيروش الذي تدخل للمرة الثانية وأدخل جاهانبكش مكان أنساريفارد في الجهة اليسرى لتنشيطها هجوميا.

المنتخب الإسباني إستمر هو الأفضل في خط وسط الملعب مع محاولة التحكم بالإيقاع حيث ادخل هييرو أسينسيو مكان فاسكيز لضمان بقاء الجهة اليمنى نشطة هجوميا ومساعدة الظهير البا في الأدوار الدفاعية. الدقائق الأخيرة من اللقاء شهدت تقدما أكثر للاعبي إيران من أجل محاولة تعديل النتيجة ولعب الكرات العرضية من طرفي الملعب مع دخول غودوس مكان أميري ولعبه كمهاجم ثاني بجانب آزمون واللعب ب4-1-3 4-2 لكن الأمور مرت بسلام على الإسبان الذين عرفوا كيف يتعاملوا بخبرتهم مع آخر الهجمات الإيرانية لينتهي اللقاء بفوز صعب لإسبانيا على إيران 1-0.