مع كل انطلاقة لبطولة كبيرة بحجم ​كأس العالم​، تتحول كل الأنظار نحو الفرق المرشحة للفوز باللقب الأغلى في عالم المستديرة، لذلك فإن التركيز ينصب دائماً على تلك المنتخبات التي تملك باعاً طويلاً في هذه المسابقة أو تلك التي سبق لها الفوز بالكأس.

لم تختلف هذه الأمور في ​المونديال​ الحالي في ​روسيا​ مع خوض المنتخبات المرشحة للجولة الأولى، إلا أن تلك المرحلة بعثت القلق في نفوس مشجعي كرة القدم لأن غالبيتها لم تقدم الصورة التي ينتظرها الجميع في مثل هكذا حدث.

​​​​​​​

فالمنتخب الألماني حامل اللقب والذي يدخل كل بطولة وهو مرشح للفوز بلقبها سقط بشكل غير متوقع أمام نظيره المكسيكي في واحدة من أكبر مفاجآت مونديال روسيا، لكن الخسارة لم تكن السبب الوحيد لطرح الكثير من علامات الاستفهام حول قدرته على الإحتفاظ بلقبه، بقدر ما أثار الاداء الألماني وغياب الجماعية الاستغراب لدى متابعي ومحبي ​المانشافت​، خاصة وأن تلك الخسارة ربما تؤدي إلى اقصائه من كأس العالم أو على الأقل وضعه في مواجهة من العيار الثقيل أمام ​البرازيل​ في دور الستة عشر.

​​​​​​​

منتخب السامبا​ والذي وضعه كثيرون في قائمة المرشحين للفوز باللقب عطفاً على ادائه في المباريات الودية، بدا غير مقنع أمام سويسرا على الرغم من السيطرة والفرص التي لاحت له، لأن منتخب مثل البرازيل مطالب بإيجاد الحلول بغض النظر عن الدفاع الذي يواجهه، لكن هذا الأمر لم يظهر في مباراته الأولى وطغت الألعاب الفردية على الجماعية.

في المقابل بدا ​المنتخب الأرجنتيني​ أمام نظيره الايسلندي عادياً واكتفى بالتعادل بوجود أفضل لاعب في العالم ليونيل ميسي والذي أكمل الفشل بإضاعته ركلة جزاء لم تكن السبب الوحيد لهذا القلق، انما لغيابالرغبة والحماس لدى اللاعبين، فظهر منتخب التانغو كما لو أنه أحد المنتخبات الصغيرة التي تبحث عن دور لها بين الكبار، مما يعني ان الاستمرار على هذا الأداء سيعني نتيجة واحدة ألا وهي عدم إضافة التاريخ لأي لقب منذ عام 1986.

من جهته فإن ​المنتخب الفرنسي​ الذي يملك كوكبة من النجوم في جميع المراكز عانى أمام الاستراليين وانتزع فوزاً صعباً بهدفين لواحد وبمساعدة "النيران الصديقة" مما يعني ان ​منتخب الديوك​ تنتظره مهمة صعبة للغاية في روسيا.

وحدها اسبانيا وعلى الرغم من التعادل الإيجابي أمام ​البرتغال​ بثلاثة أهداف لمثلها، إلا انها قدمت أداءً فنياً راقياً فرض عدم استبعادها من قائمة حسابات الفرق المرشحة للعب دور في مونديال روسيا على الرغم من المشاكل الادارية التي سبقت مباراتها الأولى جراء استبعاد ​لوبيتيغي​ وتعيين ​هييرو​ مدربا للمنتخب.

​​​​​​​

يبقى القول ان الحكم على المنتخبات المرشحة من الجولة الأولى قد يكون فيه نوع من التسرع ولنا في خسارة ​المنتخب الاسباني​ الإفتتاحية في ​مونديال 2010​ خير مثال، لكن في محصلة تلك المرحلة فإن النتيجة الأبرز التي يمكن الخروج بها هي عدم ظهور شخصية البطل خاصة بالنسبة لألمانيا والبرازيل والأرجنتين.

​​​​​​​