انتهت قمة مباريات المجموعة الثانية من ​كأس العالم​ والمقامة حاليا في ​روسيا​ بين ​إسبانيا​ والبرتغال بالتعادل الإيجابي 3-3 في مباراة كانت مثيرة للغاية واحتضنها ملعب فيشت ستاديوم في ​مدينة سوتشي​.

المدير الفني لمنتخب إسبانيا فيرناندو ​هييرو​ لعب المباراة بالرسم التكتيكي 4-3-2-1 مع دييغو ​كوستا​ كرأس حربة صريح بينما لعب المدير الفني للمنتخب البرتغالي ​فيرناندو سانتوس​ بالرسم التكتيكي 4-4-2 مع ​غويديس​ ورونالدو في خط الهجوم.

المنتخب البرتغالي بدأ المباراة بشكل هجومي سريع حيث حاول الفريق مباغتة الدفاع الإسباني عبر التحرك من طرفي الملعب مع غويديس ورونالدو الذي حصل على ركلة جزاء ترجمها عند الدقيقة 4 مسجلا هدف التقدم للبرتغال 1-0. الإسبان بعد التأخر بالنتيجة حاولوا التقدم إلى الأمام مع الإستحواذ على الكرة وتبادل الكرات لإيجاد ثغرة في الدفاع البرتغالي المتراجع للخلف مع دخول ​سيلفا​ و​إيسكو​ خلف رأس الحربة كوستا الذي كان محطة هجومية للإستناد في عمق الدفاع بجانب أيضا تقدم الظهيرين ناتشو وألبا لعكس الكرات العرضية لداخل منطقة جزاء البرتغال التي ارتدت للخلف واعتمدت على الركات المرتدة مع سرعة الثنائي غويديس ورونالدو مع مساندة أيضا من سيلفا.

وبعد سلسلة من المحاولات التي اتسمت بالخطورة من قبل الإسبان، نجح ​دييغو كوستا​ في تسجيل هدف التعادل لإسبانيا عند الدقيقة 24 لتصبح النتيجة 1-1. المنتخب الإسباني بقي الطرف الأفضل في ظل تراجع برتغالي وضياع في وسط الملعب وأفضلية واضحة للإسبان في الإستحواذ ونقل الكرة مع قدرة على افتكاكها سريعا نتيجة الضغط العالي الذي مارسه لاعبو إسبانيا والذي أزعج كثيرا لاعبي البرتغال الذين عادوا للدفاع إنما بطريقة منظمة مع بقاء رونالدو وغويديس وحيدين في الأمام. وفي الوقت الذي كانت فيه إسبانيا تحاول هجوميا مع تقدم الخطوط للأمام واللعب في منتصف ملعب البرتغال، نجح الفريق البرتغالي مجددا عبر رونالدو في تسجيل هدف التقدم عند الدقيقة 44 ومعه انتهى الشوط الأول بتقدم البرتغال 2-1.

الشوط الثاني بدأته إسبانيا بشكل مميز حيث كانت ناجحة في السيطرة تماما على خط وسط الملعب مع بقاء أسلوبها الدفاعي قائم على الضغط العالي في مناطق البرتغال مع استمرار تقدم الأظهرة للأمام ومحاولة ضرب دفاعات البرتغال المنظمة عبر الكرات القصيرة مع تحرك مميز من إيسكو الذي كان دائما يصل خط الوسط برأس الحربة دييغو كوستا وبالفعل نجحت التحركات في تسجيل إسبانيا لهدفين في ظرف أربعة دقائق عبر كوستا وناتشو لتصبح النتيجة 3-2 لإسبانيا.

المنتخب الإسباني بقي هو المسيطر بعدما استمر تفوقه في خط الوسط رغم محاولة البرتغال التحرك مجددا عبر اختراقات رونالدو الذي كان يخرج لاستلام الكرات في الجهة اليسرى. ونتيجة لعدم قدرة خط وسط البرتغال على استعادة زمام المبادرة الهجومية، تدخل سانتوس للمرة الأولى فأخرج ​برونو فيرنانديز​ وأدخل ​جواو ماريو​ كما أخرج بيرناردو سيلفا وأدخل ​كواريسما​ مع تغيير شكل الفريق لخطة 4-3-3 وتحول رونالدو للجهة اليسرى، كواريسما جناحا أيمن وجواو ماريو لاعب وسط مهاجم فيما رد هييرو بإدخال ألكانتارا مكان ​إنييستا​ لتنشيط خط الوسط الهجومي اكثر ثم إدخال ​أسباس​ مكان كوستا في خط الهجوم. المنتخب الإسباني بقي هو الأفضل مع استمرار المعاناة البرتغالية في خط الوسط لكن الفريق شيئا فشيئا اندفع للأمام خاصة في الدقائق العشر الأخيرة مع انكفاء نوعا ما من الإسبان لضمان نتيجة الفوز والإعتماد على المرتدات السريعة.

وأمام هذا الواقع، دفع سانتوس بورقته الأخيرة فأخرج غويديس وأدخل أندريه سيلفا الذي لعب كمهاجم ثاني مع رونالدو في ظل تقدم ماريو للجهة اليسرى ولعب الفريق 4-2-4 مع اعتماد الفريق على الكرات الطولية والساقطة خلف دفاعات إسبانيا التي أجرى مدربها هييرو تبديله الأخير بإدخال ​فاسكيز​ مكان سيلفا لكن رونالدو نجح في الحصول على ركلة حرة مباشرة سجل منها الهاتريك وعدل بها النتيجة 3-3.

بعد الهدف، تلقى الإسبان ضربة معنوية ما جعل البرتغاليين يصعدون أكثر للأمام مع عكس الكثير من الكرات العرضية في آخر اللحظات بغية خطف هدف رابع لكن الإسبان عادوا ليتماسكوا وتبقى النتيجة على حالها، تعادل مثير 3-3 بين المنتخبين في مباراة قدم فيها الإسبان كرة قدم مميزة وجميلة لكن رونالدو حرمهم من الإنتصار الأول في الأراضي الروسية.