حقق ​المنتخب الروسي​ فوزا كبيرا 5-0 في افتتاح مباريات ​كأس العالم 2018​ والذي تستضيفه ​روسيا​. المباراة الإفتتاحية التي جرت على ​ملعب لوزنيكي​ في العاصمة ​موسكو​ دخلها المدير الفني للمنتخب الروسي ستانيسلاف بالرسم التكتيكي 4-2-3-1 مع ​فيدور سمولوف​ كرأس حربة صريح فيما لعب المدير الفني لمنتخب ​السعودية​ بيتزي بالرسم التكتيكي 4-1-4-1 مع ​محمد السهلاوي​ كرأس حربة صريح.

المنتخب الروسي بدأ المباراة بنفس هجومي واضح ومتوقع لاستغلال البداية واللعب أمام الجمهور فيما حاول ​المنتخب السعودي​ استيعاب الفورة الروسية وهو ما حصل مع سعي السعوديين لمبادلة الروس الهجمات بالكرات القصيرة وتقدم الأظهرة لكن الروس كانوا ناجحين في افتكاك الكرة سريعا بسبب الضغط العالي الذي مارسه اللاعبون في وسط الملعب ليستعيدوا المبادرة الهجومية مع التحرك عبر الأطراف وعكس الكرات العرضية لداخل منطقة جزاء السعودية وبالفعل نجح غازينسكي في تسجيل الهدف الأول للروس عند الدقيقة 11 معلنا تقدم منتخب بلاده 1-0. المنتخب السعودي افتقد لردة الفعل بعد الهدف حيث بدا عليه أنه قد صدم نوعا ما ليستمر الروس هم المبادرون هجوميا وسط تراجع سعودي للخلف من أجل استيعاب ما حصل والإعتماد على التحركات السريعة في الأمام عبر الشهري والفرج من طرفي الملعب لمحاولة إيجاد السهلاوي في العمق. المنتخب الروسي اضطر لإجراء تبديله الاول الإضطراري بعد إصابة صانع ألعابه دزاغاييف ودخول تشيرسيف مكانه عند الدقيقة 24. السعودية حاولت الصعود إلى الأمام وبناء اللعب المنظم من الخلف لكن الفريق عانى من البطء في صناعة اللعب كما في تجاوز الضغط العالي وهو ما جعل الفريق مفككا من الناحية التكتيكية وأعطى هذا الفريق الروسي الكثير من المساحات حيث بدا الدفاع مكشوفا مع تقدم الأظهرة وعدم قيام ثلاثي خط الوسط بالتغطية كما يجب ما أعطى الفريق الروسي الكثير من المساحات. هجوميا، استمرا المحاولات السعودية لكن الفريق افتقد للكثافة العددية في الأمام مع غياب اللمسة في الثلث الهجومي الأخير حيث كانت دائما تقطع الكرات وسط تنظيم دفاعي جيد وتضييق لمساحات من الروس الذين استمروا ببناء الهجمات المرتدة ودائما مع الكرات الطولية في المساحات بين مدافعي السعودية ولاعبي الإرتكاز لينجح تشيرسيف في تسجيل الهدف الثاني للروس عند الدقيقة 43 ومعه انتهى الشوط الأول بتقدم روسيا 2-0.

​​​​​​​

بداية الشوط الثاني استمر فيها الضياع السعودي حيث كان الروس هم المستحوذون على الكرة وسط عجز سعودي عن افتكاكها أو حتى الحفاظ عليها فالضغط الروسي العالي كان فعالا للغاية مع استمرار المحاولات الهجومية لتسجيل هدف ثالث مبكر ينهي المواجهة. بعد عشر دقائق، تحسن الأداء السعودي قليلا مع تحول الروس للدفاع من وسط الملعب فحاول السعوديون التحرك عبر الأطراف لكن المشكلة كانت في غياب اللاعب الذي يربط خط الدفاع وخط الوسط بخط الهجوم على الرغم من تقدم الأظهرة للعب الكرات العرضية التي لم تكن خطرة بسبب وجود السهلاوي وحيدا في منطقة جزاء روسيا. بيتزي حاول التدخل للمرة الأولى فأخرج لاعب الوسط ​عبده عطيف​ وأدخل المهاجم ​فهد المولد​ ليلعب ب4-2-2-2 بغية زيادة الكثافة الهجومية فيما قام المدرب الروسي بتبديله الثاني مدخلا كوزاييف مكان ساميدوف في الجهة اليمنى. المباراة بدت هادئة مع استحواذ سلبي للمنتخب السعودي وغياب أية حلول هجومية أو قدرة على اختراق الدفاع المنظم الروسي بسبب البطء الشديد في التحرك بكرة ومن دون كرة مع تفكك تكتيكي واضح.

​​​​​​​

الأمور استمرت على هذا النحو ليدخل دزويبا مكان سمولوف في خط هجوم الروس الذين سجلوا الهدف الثالث عبر دزويبا نفسه لتصبح النتيجة 3-0 حيث انتهت بشكل عملي. السعوديون بقوا مفتقدين للقيام بأي تغيير فني في المباراة رغم دخول باهبير مكان الشهري لكن الفريق كان مقطع الأوصال ومستسلما للأمر الواقع فهجوميا كانت الكرات الطولية بلا أي معنة أمام دفاعيا فاستمر الإنتشار السيئ في الخطوط الخلفية. الدقائق الأخيرة من اللقاء شهدت استمرار الإنهيار السعودي حيث تلقت شباك الفريق الأخضر هدفين لتنتهي المباراة بخسارة قاسية للسعوديين 5-0 في افتتاح مشوارهم بكأس العالم، خسارة كانت كبيرة نتيجة والأهم أنها مقلقة للغاية فنيا حيث لن يكون باستطاعة السعوديين تحقيق أي شيئ في ظل الضعف الفني والتكتيكي الواضح، الأخطاء الدفاعية الساذجة وغياب أية حلول هجومية.