لم يكن سهلا أن يتأهل 4 ​منتخبات عربية​ إلى نهائيات ​كأس العالم​ 2018 في ​روسيا​، فهذه السابقة التاريخية ستُلحق من دون شك بتاريخ جديد يُكتب ابتداء من اليوم، مع المشاركة التاريخية لاول منتخب عربي في مباراة افتتاحية في ​المونديال​، وذلك بمواجهة ​منتخب السعودية​ لمنتخب روسيا المضيف في ملعب "لوجينكي" في العاصمة الروسية ​موسكو​، بعد الاستمتاع باحتفالية الافتتاح.

التاريخ سيكتب من اليوم انها المشاركة رقم 5 للسعودية في كأس العالم بعد أعوام 1994 و1998 و2002 و2006، وهو ذات الرقم بالنسبة لمنتخبي تونس والمغرب، فبالنسبة لمنتخب نسور قرطاج تأتي هذه المشاركة بعد أعوام 1978 و1998 و2002 و2006، وبالنسبة لمنتخب أسود الأطلس تأتي هذه المشاركة بعد أعوام 1970 و1986 و1994 و1998، أما بالنسبة لمنتخب مصر فالمشاركة بنسخة 2018 هي الثالثة له في التاريخ، بعد مشاركتي 1934 و1990.

ستكون اليوم أجيال عربية جديدة على موعد مع هذه المنتخبات الاربعة، التي طال موعد مشاهدتها في البطولة الأكبر والأوسع في العالم، وذلك مقارنة بالنسختين الماضيتين، مع تأهل الجزائر وحيدة منفردة عامي 2010 و2014. وهذه الأجيال وذووهم سيتسمرون أمام الشاشات وتكون حاضرة في المقاهي والملاعب، حاضرة على أمل ان يكون التاريخ مضيئا يحمل الانتصارات لا هزائم بطعم الروح الرياضية. فهل يتأهل منتخب عربي هذه المرة إلى أبعد من الدور الـ16؟

بالعودة الى تاريخ مشاركات المنتخبات العربية في كأس العالم، كانت قد تمكنت منتخبات السعودية والمغرب والجزائر من الوصول مرة واحدة إلى الدور الـ16 في مناسبات مختلفة، فكان منتخب الأخضر قد صنع التاريخ بوصوله إلى هذا الدور خلال مشاركته في نسخة عام 1994، فيما كان ​منتخب المغرب​ السبّاق بوصوله إلى هذا الدور المتقدم عام 1986، ومؤخرا، استطاع ​منتخب الجزائر​ عام 2014 أن يفعل المثل، فيما اقتصرت المشاركات الباقية لهذه المنتخبات وغيرها، على الخروج من الدور الأول.

وهنا، يستحق الذكر أن هناك منتخبات عربية سجّلها التاريخ في كأس العالم، فكانت لمنتخبات ​العراق​ و​الكويت​ و​الإمارات​ مشاركات لمرة واحدة في هذه البطولة، فيما وصل منتخب الجزائر الى نهائيات البطولة في 4 مناسبات مختلفة.

وقذ شارك منتخب أسود الرافدين في نسخة عام 1986، أما منتخب الأزرق الكويتي كان قد استطاع بلوغ نهائيات عام 1982، وبعدهما، نجح الأبيض الاماراتي في الوصول عام 1990، فيما كان وصول ثعالب الصحراء قد تترجم في أعوام 1982 و1986 و2010 و2014.

وكانت هناك محاولات مهمّة لمنتخبات عربية أخرى للوصول في مناسبات مختلفة لاحقا، غير أن جميعها لم تكتمل بالنجاح.

ومن اليوم، فإنه من المؤكد اذا استضافت قطر كما هو متوقع لنهائيات كأس العالم 2022، سيكون منتخب العنابي في مصافي المنتخبات العربية المشاركة في المونديال من باب الاستضافة.

أما على مستوى أبرز المواجهات، كان ​منتخب تونس​ قد سجّل أوَّل انتصار للعرب عام 1978 بفوزه على ​منتخب المكسيك​ بنتيجة 3-1، فيماحقق منتخب الجزائر المفاجأة الكبرى بفوزه على منتخب بحجم ​ألمانيا​ بنتيجة 2-1 عام 1982.

وفي عام 1970، فاز منتخب المغرب على منتخب ألمانيا الغربية بنتيجة 2-1، كما فاز في عام 1986 على ​منتخب البرتغال​ بنتيجة 3-1 وتعادل أسود الاطلس في نفس البطولة مع منتخبي ​بولندا​ وانكلترا من دون اهداف.

في أول مواجهة من نوعها بين منتخبين عربيين في كأس العالم، حقق منتخب السعودية الفوز على منتخب المغرب بنتيجة 2-1 عام 1994. وتصدر حينها المنتخب الأخضر مجموعته التي كانت تضم أيضا منتخبي ​هولندا​ و​بلجيكا​، وسُجِّل له الفوز حينها على منتخب بلجيكا بنتيجة 1-0.

وسجل عام 2006 المواجهة الثانية من نوعها في تاريخ كأس العالم بين منتخبين عربيين، وتحديدا بين السعودية وتونس، التي انتهت بالتعادل بنتيجة 2-2، فيما يسجل هذا العام، المواجهة الثالثة من نوعها بين العرب، وتحديدا بين منتخبي السعودية ومصر.

عام 2002، كان قد تعرض منتخب السعودية لهزيمة تاريخية بخسارته أمام منتخب ألمانيا بنتيجة 8-0، فيما يُسند حتى اليوم أكبر فوز عربي في كأس العالم الى منتخب الجزائر عندما تغلب على ​منتخب كوريا الجنوبية​ 4-2 عام 2014.

في الأثناء، يراهن الملايين من الجماهير العربية على المنتخبات الأربعة المشاركة، والتي تبقى حظوظها مفتوحة برهن المجهود في الميدان، على أمل تحطيم الأرقام القياسية الإيجابية والعودة بنتائج مشرّفة من الديار الروسية.

حسين حزوري