لم يعد فريق ​مكلارين​ يملك أي حجة ليفسّر بها سبب أدائه السيئ في الفورمولا 1. لحسن حظه كان يستعمل في مواسم 2015 و 2016 و 2017 محرك ​هوندا​ الرديء والبطيء وكان يلقي كل اللوم عليه ويتهمه بردعه من تحقيق النتائج الجديدة.

مما لا شك فيه أن محرك هوندا كان سيئ، لكن لم يكن لدينا إثبات في هذه السنوات حول نوعية هيكل سيارة مكلارين لنستطيع تبيان قدرة السيارة الحقيقة. من جهته إن الفريق كان يتفاخر بأنه كان الأسرع في المنعطفات وأن مشكلته هي في المستقيمات بسبب هوندا.

في 2018 إنتقل الفريق الى محرك رينو ووعدنا أن الأمور ستتحسّن بشكل فوري، وكنا بالفعل نأمل أن يحصل ذلك كون مكلارين فريق عريق ولديه تاريخ طويل في الفورمولا 1 ونحن نحتاجه كي يعود للمنافسة على السباقات.

لكن منذ السباق الأول في ​أستراليا​ بات من الواضح أن سيارة مكلارين بحد ذاتها ليست جيدة والمحرك ليس المشكلة كلها. ومع مرور الجولات تأكّد أن مكلارين هي أبطأ سيارة من السيارات التي تستعمل محرك رينو (رد بُل – رينو – مكلارين). وتجدر الإشارة الى أن محرك رينو أثبت في الجولة السابعة أنه أصبح قريب جدًا من حيث الأداء من محركي ​مرسيدس​ و​فيراري​.

وبالأمس في سباق كندا أصبحت الأمور واضحة جدًا، مكلارين لديها مشكلة كبيرة فهي بالتأكيد لن تلحق برد بُل كون الأخيرة في عالم مختلف كليًا، بالإضافة الى ذلك إن فريق رينو قد بدأ يبتعد عنها وما زال الموسم في أوله!

في السباق الكندي تعرّض سائق الفريق ​فرناندو الونسو​ الى مشكلة ميكانيكية حين كان في المركز ال11 وطلب منه الفريق أن يعود للحظائر لينسحب. وكان الونسو يخوض سباقه رقم ال300 في الفورمولا 1 وبالتأكيد لم تكن هذه هي الطريقة التي كان يريد بها الإسباني أن يحتفل بهذا الإنجاز. أما سائق الفريق الآخر ستوفل فاندورن فكان على بُعد لفتين عن الفائز سائق فيراري سيباستيان فيتيل في نهاية السباق!

​​​​​​​

كان الونسو يتصارع على المركز العاشر مع سائق فريق ساوبر ​شارل لوكلير​ وهذا الفريق لديه سيارة اقل قوة بكثير وميزانية متواضعة جدًا مقارنة بمكلارين. من غير المفهوم ما يقوم به الفريق حاليًا لكن من الواضح أنه لا يُجدي نفعًا. فمثلاً نحن لا نرى أي تطويرات على السيارة بالوتيرة اللازمة، فمنذ السباق الإسباني ولم يُدخل الفريق أي تطوير لافت على أيروديناميكية سيارته.

أستطيع ان اؤكّد لكم أن على مكلارين نسيان موسم 2018 والبدء بالتخطيط للموسم المقبل كون فارق القوة كبير جدًا بينها وبين منافسها الأساسي رينو. لا يمكن تعويض هكذا فارق ضمن الموسم الواحد كون الخصم لا يقف مكانه وهو يطوّر سيارته من جهته أيضًا.

​​​​​​​

في المقلب الآخر على مكلارين أن تصلّي كي يبقى فرناندو الونسو معها في الموسم المقبل كونه الوحيد الذي يستطيع أن يحقق لها اي نتيجة تذكر في السباقات، خاصة أن اي سائق مميز آخر لن يخاطر بالإنضمام الى الفريق الإنكليزي المترنّح. على مكلارين أن تحسّن أمورها فورًا او أن تذهب للبيت.