في الوقت الذي ينشغل فيه العالم باقتراب انطلاق ​نهائيات كأس العالم​ يوم الخميس المقبل في ​روسيا​، لم يكن من الجائز ترك التصنيف الأخير الصادر من ​الاتحاد الدولي لكرة القدم​ والذي وضع ​المنتخب اللبناني​ في المركز 79 عالمياً يمر مرور الكرام خاصة وانه أفضل مركز لمنتخب الأرز منذ بدء العمل بتصنيف الفيفا.

من الإنصاف القول ان المنتخب اللبناني عرف قفزة غير مسبوقة في هذا المجال خاصة اذا أدركنا انه وصل الى المركز 155 في العام 2017 قبل ان ينهيه في المركز 85، لكنه أظهر تطوراً ملحوظاً هذا العام بعد النتائج الجيدة التي حققها في التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس آسيا 2019 في ​الإمارات​، وبلوغه البطولة للمرة الثانية في تاريخه والأولى عبر بوابة التصفيات.

يمكن اعتبارها مرحلة جديدة للمنتخب ولكرة القدم اللبنانية خاصة عندما ندرك انه بات قريباً من الإمارات، ​الصين​، ​جنوب أفريقيا​، ​سوريا​ وحتى روسيا البلد المضيف للمونديال والذي يحتل المركز الـ70 عالمياً وتفصلنا عنه 46 نقطة فقط، مما يعني ان أي نتائج إيجابية مقبلة يمكن ان تدفع بنا أكثر فأكثر إلى مراكز متقدمة لم نكن نحلم بها من قبل.

صحيح ان المركز الحالي للمنتخب اللبناني ليس بهذا الطموح، لكن بالنظر الى القفزة التي قام بها فإن ذلك يشكّل انجازاً لمنتخب يخوض عدد محدود من المباريات الودية في السنة ويواجه منتخبات متواضعة بالنظر مثلاً الى ​المنتخب السعودي​ الذي يحتل المركز السابع والستين ويواجه منتخبات عالمية مثل ​بلجيكا​ و​ايطاليا​ و​ألمانيا​، ويستعد للمشاركة الخامسة في المونديال.

من هنا يتحتم على المعنيين والمهتمين بكرة القدم اللبنانية بشكل عام والمنتخب بشكل خاص وضع خطة محكمة تعّده بأفضل الطرق لنهائيات كأس آسيا في الإمارات وتتضمن خوض مباريات قوية ستساهم من دون أدنى شك في تحسن تصنيفه خلال الأشهر المقبلة.

كما ان المشاركة المشرفة في أمم آسيا ستضمن بالتأكيد هذا الأمر، خاصة وأن الفرصة متاحة لتحقيق إنجاز والتأهل إلى الدور الثاني على الرغم من ان مجموعة لبنان تضم ​السعودية​ وقطر وكوريا الشمالية، لكن من يتابع مستويات المنتخبات المذكورة بالمقارنة مع ما قدمه المنتخب اللبناني مؤخراً، يدرك ان التغلب عليها ليس مستحيلاً على الإطلاق في الإمارات.

من المهم أن يحافظ المنتخب اللبناني على سلاح الارادة والعزيمة اللتين تحلا بهما خلال مشوار تصفيات أمم آسيا ومن قبلها تصفيات كأس العالم، لكن لا بد وان يقترن هذا الأمر مع خطة فنية طموحة ومرحلة إعداد مختلفة عن السابق حتى نضمن حضوراً مشرفاً للأبيض والأحمر في المحافل القارية.

​​​​​​​

أضف إلى ذلك ان المطلوب من ​الاتحاد اللبناني لكرة القدم​ أن يولي الدوري المقبل الإهتمام الكافي من أجل ضمان تواجد خيرة اللاعبين في المنتخب، بدل الإعتماد على لاعبين من هنا أو من خارج الحدود، وهذا يتطلب وقفة صادقة من الجميع بمن فيهم الأندية الكروية وحتى الجماهير الرياضية المسؤولة أكثر من أي وقت مضى للمحافظة على جمالية اللعبة والوقوف خلف المنتخب اللبناني كما درجت العادة.