حتى الأمس القريب، كان فوز ​ريال مدريد​ بدوري أبطال أوروبا للمرة الثالثة على التوالي وما حدث في نهائي كييف من إصابة لنجم ليفربول ​محمد صلاح​ هو الحدث الأبرز الذي كاد يلامس اقتراب العد العكسي لانطلاق نهائيات كأس العالم في روسيا،لكن القنبلة التي فجرّها زين الدين زيدان بإعلانه الرحيل ربما تكون الأهم والأكثر "إيلاماً" خلال الفترة المقبلة.

قد لا يتعلق الأمر برحيل مدرب قاد ​الميرينغي​ لتحقيق تسعة ألقاب منها ثلاث بطولات متتالية لدوري أبطال أوروبا خلال عامين و4 أشهر وهو أمر لا يمكن تخطيه بسهولة أو نسيانه، إنما بحالة أوجدها الفرنسي منذ توليه المهمة في ​سانتياغو برنابيو​ حتى باتت منصات التتويج صديقاً دائماً لمدرب لم يعرف الخسارة في أي نهائي خاضه مع الريال.

لم يعُدْ هاماً تحليل الفترة التي تولى خلالها زيدان قيادة سفينة ريال مدريد، لكن ذلك لا يمنع من طرح أسئلة كثيرة عن السر في الإعلان المفاجئ لرحيل زيدان والأسباب التي دفعت "زيزو" لاتخاذ هذا القرار بعد فترة قد تكون الأفضل في تاريخ الفريق الإسباني تحت قيادته من حيث الفوز بالبطولات.

الكثير من علامات الاستفهام يمكن وضعها حول قرار زيدان، ومع ذلك لا يمكن تجاهل المستوى المتواضع لريال مدريد في الموسم المنصرم على الرغم من تتويجه بدوري أبطال أوروبا، لذلك يمكن لنا ربط هذا القرار ولو بشكل جزئي مع تراجع اداء ​الفريق الملكي​ والذي أنهى ​الدوري الإسباني​ ثالثاً وبفارق 17 نقطة عن برشلونة بطل الثنائية المحلية هذا الموسم.

هذا الأمر يدفعنا لتوجيه سؤال محدد، ألا وهو: هل قفز زيدان من المركب المدريدي قبل غرقه؟

لا يخفى على أحد ان ريال مدريد مقبل على موسم صعب في حال لم يدخل فترة الإنتقالات الصيفية بقوته المعتادة، ولعل تباشير هذا الوضع بدأت بالظهور في الموسم المنصرم، مع ثغرات فاضحة في خط الدفاع ومستوى متذبذب في حراسة المرمى وخط الهجوم،ليتماهى الأمر مع إحجام غير مفهوم على الدخول في فترتي ​الانتقالات الصيفية​ والشتوية، لذلك ربما يكون زيدان قد أدرك صعوبة المضي قدماً بالفريق الحالي وهو ما قد يؤثر على سمعته التدريبية رغم عمرها القصير.

في المقابل قد يكون من المستحيل ان يوافق ​فلورنتينو بيريز​ رئيس النادي على استمرار هذا الوضع في الموسم المقبل، الأمر الذي يستوجب إجراء سلسلة من التغييرات الفنية كمقدمة لمرحلة ستشهد تعزيز صفوف الفريق بلاعبين جدد ورحيل حاليين ومنهم ​غاريث بايل​ و​كريم بنزيمة​ ​لوكا مودريتش​ وربما ​كريستيانو رونالدو​ الذي ألمح لهذا الأمر عقب المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا ووسط أنباء عن عروض للانتقال إلى ​باريس سان جيرمان​ او مانشستر يونايتد.

لذلك فإن أي تغييرات مقبلة في ريال مدريد تستوجب تغييراً في النهج والفكر التدريبي وهو أمر يفوق زيدان الذي قدِم الى ريال مدريد في ظل وجود تشكيلة جاهزة تدرك ما تفعله على أرض الملعب، مما يعني ان المرحلة كانت هي الأنسب لـ"زيرو" من أجل الرحيل وهو في القمة.

يبقى القول ان المرحلة المقبلة ستكون في غاية الصعوبة على ريال مدريد المقبل على نهج جديد لن يسلم من المقارنات مع مدرب حقق تسعة ألقاب في موسمين ونصف!