في قرار فاجأ الكثيرين، أعلن المدير الفني ل​ريال مدريد​ زين الدين زيدان استقالته من منصبه بعد سنتين ونصف من إشرافه على تدريب الفريق.

وجاء قرار الإستقالة بعد أقل من أسبوع على تتويج ريال مدريد بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الثالثة عشر في تاريخه والثالثة على التوالي تحت قيادة المدرب الفرنسي والذي دخل التاريخ من بابه العريض محققا في سنتين ونصف للفريق الملكي ما عجز عن تحقيقه مدربون كثر طوال مسيرتهم بأكملها.

ثلاثة ألقاب في ​دوري الابطال​ بجانب ألقاب محلية في الليغا و​كأس إسبانيا​ وألقاب قارية في ​كأس العالم للأندية​ جعلت من مسيرة زيدان كلاعب لا تقل نجاحا عن مسيرته كمدرب.

ولن نغوص الآن في أسباب رحيل المدرب الفرنسي لكن العنوان العريض والذي يمكن وضع الإستقالة تحته هي " الرحيل في القمة " وهو أمر لا يجيده كثيرون ولا يمتلكون شجاعة إتخاذ هذا القرار إلا قلة.

ويتساءل الناس عن أسباب التألق الكبير للريال تحت قيادة زيدان والنجاحات الكبيرة التي تحققت والتي يمكن تلخيصها فيما يلي:

المدرب النجم

كان زيدان نجما كرويا بكل ما للكلمة من معنى وهو صاحب صولات وجولات سواء مع المنتخب الفرنسي أو الأندية الأوروبية الكبرى وعلى رأسها ريال مدريد ما كان يعني امتلاكه للخبرة الكبيرة نظرا لعدد الالقاب والإنجازات الفردية التي حققها بجانب لعبه تحت قيادة عدد من مدربي العالم البارزين ما أعطاه بالتأكيد إضافات كروية عديدة كما لم يكن زيدان بإسمه المشهور بحاجة أن يقدم نفسه كرويا لأي أحد فإسمه ومن دون أية ألقاب أخرى كفيل بفرض إحترامه على الجميع.

السهل الممتنع ونجاح في إدارة المباريات

لعب زيدان برفقة ريال مدريد كما كان يلعب كلاعب، هدوء مع أسلوب السهل الممتنع والذي جذب الكثير من عشاق المستديرة الخضراء لينقل فكره الكروي هذا إلى فريق الريال والذي بدا تحت قيادة زيدان فريقا مع عقلية الإنتصار ولا شيئ غيره والأهم أنه يعرف كيف يربح.

كما لفت زيدان الأنظار بطريقة إداراته للفريق بشكل عام خاصة من الناحية البدنية حيث كان الفريق يصل للثلث الأخير من الموسم بعيدا عن شبح الإصابات وفي أعلى معدل لياقي ممكن وهذا يعود للتخطيط السليم من قبل زيدان واعتماد أسلوب المداورة بين اللاعبين بأفضل طريقة ممكنة.

وتميز زيدان أيضا بالقراءة الفنية الجيدة خلال المباريات وقدرته الدائمة على إحداث الفارق بالتبديلات الناجحة والتغييرات الخططية في الشوط الثاني ليكون هذا عاملا حاسما في تفوقه على باقي المدربين.

القدرة على التعامل مع النجوم

مسيرة زيدان الرائعة كلاعب فرضت احترامه على كل لاعبي الفريق الذين لم يكن لأحد منهم بالتكبر على مدربهم لأنهم يعرفون أنهم يتعاملون مع لاعب كبير قبل أن يكون مدربا كما كان لصغر عمر زيدان والشخصية القوية والمرحة في نفس الوقت دورا هاما في التعامل مع نجوم الفريق وجمعهم تحت رعايته واستيعاب الغرور الكروي لكل واحد منهم وهذا كان سببا أساس في نجاح المدرب الفرنسي.

هذا دون أن ننسى الشخصية القوية لزيدان داخل غرف الملابس والتي نجح من خلالها في إدارة الفريق خارج الملعب قبل أن يديره داخل الملعب وهذا بالتحديد ساهم في أن يكون الفريق موحدا خلف شخص واحد وكلمة واحدة هي كلمة زيدان ليس إلا.

الدفاع المستمر عن لاعبيه

رغم الفوز لثلاث مرات بدوري الأبطال، مر الريال تحت قيادة زيدان بالعديد من الأوقات الصعبة لكن المدرب الفرنسي الشاب كان ذكيا دائما في تصريحاته الإعلامية، فعدا الديبلوماسية المعروفة عنه، لكنه كان دائما الداعم الأول للاعبيه رافضا في كل مناسبة أن يحملهم مسؤولية أية خسارة حيث كان يتحملها هو ويلقي باللوم الدائم على نفسه مع دفاع مستميت عن لاعبيه وإبعاد الضغوط الإعلامية عنهم وسهام الإنتقادات من الجماهير وهذا ما جعله ينال احترام لاعبيه ومحبتهم ليكون هذا الأمر دافعا لهم من اجل تقديم الأفضل في أرض الملعب ورد الجميل لمدربهم.

دعم اللاعبين الشباب

بناء من تحربته السابقة مع الفريق الرديف للريال، الكاستيا، اعتمد زيدان منذ استلامه تدريب الفريق الأول على إعطاء الفرصة للاعبين الشباب وإدخالهم شيئا فشيئا ضمن تشكيلة الفريق كأشرف حكيمي، ​لوكاس فاسكيز​ وأسينسيو الذين أصبحوا فيما بعد جزءا لا يتجزأ من الفريق خاصة آخر إسمين حيث ساهما دائما في القدوم من دكة الإحتياط وترجمة أفكار زيدان بقلب المعادلة بين الشوطين وهذا أمير يحسب لزيدان بالطبع.