حقق ​ريال مدريد​ لقب دوري ​أبطال أوروبا لكرة القدم​ للمرة الثالثة على التوالي بعدما تفوق على ليفربول 3-1 في المباراة النهائية التي استضافها الملعب الأولمبي في العاصمة الأوكرانية كييف. المدير الفني لريال مدريد زين الدين زيدان لعب اللقاء بالرسم التكتيكي 4-3-1-2 مع الثنائي ​بنزيما​ ورونالدو في خط الهجوم، بينما لعب المدير الفني لليفربول ​يورغن كلوب​ بالرسم التكتيكي 4-3-3 مع الثلاثي صلاح، ​فيرمينيو​ وماني في خط الهجوم.

المباراة بدأت بإيقاع لعب سريع حيث تبادل الفريقان السيطرة على الكرة. ​الريال​ اعتمد على الضغط العالي في مناطق ليفربول الذي كان نشطا في الشق الأمامي مع تحركات الثلاثي الهجومي ومساندة دائمة من لاعب الوسط ​فينالدوم​ ليكون الفريق الأحمر أفضل من ناحية الإستحواذ على الكرة،في ظل معاناة الريال بالصعود بالكرة من الخلف وبناء اللعب المنظم. وعلى الرغم من بعض التحركات للريال عبر طرفي الملعب مع تقدم الأظهرة لكن ما ميز ليفربول هو السرعة في نقل الكرة والوصول بشكل سريع لمناطق الريال الدفاعية بظل نشاط واضح من ساني وصلاح عبر الأطراف وتحولهما نحو العمق. الريال حاول دائما فرض أسلوبه وأخذ المبادرة، لكن وجود ستة لاعبين من ليفربول في وسط الملعب، والضغط الدائم في تلك المنطقة جعل الملكي يعاني في الصعود بالكرة، ليكون ليفربول الفريق الأكثر خطورة.

نقطة التحول في المباراة كانت عند الدقيقة 30، حيث خرج نجم ليفربول ​محمد صلاح​ مصابا بعد احتكاك مع ​راموس​ ليدخل مكانه ​لالانا​ ويلعب في الجهة اليسرى مع انتقال ماني للجهة اليمنى. ريال مدريد أيضا تعرض لإصابة لاعب وهو ​كارفاخال​ الظهير الأيسر ليدخل ناتشو مكانه. الدقائق العشر الأخيرة من الشوط الأول شهدت تحسنا كبيرا من قبل الريال في ظل رجوع معنوي للاعبي ليفربول بعد خروج صلاح، وهو ما استغله ​الفريق الاسباني​ ليدفع بخطوطه أكثر للأمام ويتجرأ على التقدم مع كثافة عددية أكبر، ونشاط من مارسيلو في الجهة اليمنى مع عكس الكثير من الكرات العرضية ليكون خطرا على مرمى ليفربول لكن النتيجة لم تتغير مع انتهاء الشوط الأول بتعادل سلبي بين الفريقين.

الشوط الثاني بدأه الريال بطريقة هجومية واضحة مع استمرار تقدمه للأمام وتراجع ليفربول للخلف،وساعد الضغط العالي على حامل الكرة على قطع تمريرات ليفربول والعودة للهجوم مع محاولات لعب الكرات الساقطة في عمق دفاعات الفريق الانكليزي وتحرك ​إيسكو​ بشكل دائم ويشكل الخطورة. الدقيقة 51 شهدت خطأ فادحا ارتكبه ​كاريوس​ حارس ليفربول أهدى به بنزيما الهدف الأول ليتقدم الريال 1-0. بعد الهدف حاول ليفربول إبداء ردة فعل سريعة حيث تقدم للأمام وتحرك عبر ماني النشط، وبالفعل نجح الأخير بعد متابعة ركلة ركنية من تسجيل هدف التعادل لليفربول عند الدقيقة 55. الريال عاد ليسيطر على أجواء اللقاء بعدها مع تقدم دائم للظهيرين ناتشو ومارسيلو من أجل عكس الكرات العرضية لإيجاد رونالدو وبنزيما في عمق دفاعات ليفربول، ليتدخل زيدان ويدخل بايل مكان إيسكو ويتحول إلى 4-3-3 مع لعب رونالدو في الجهة اليسرى وبنزيما كرأس حربة بجانب بايل الذي شغل الجهة اليمنى. الريال استمر بلعب الكرات العرضية من الجهة اليسرى مع دخول بايل للعمق، وهو استفاد من ذلك ليسجل هدفاً بطريقة أقل ما يقال عنها أنها رائعة. وسط الريال كان أفضل فيما اعتمدليفربول على لعب الكرات الطولية الساقطة وعلى سرعة التحرك عبر فيرمينيو وماني، لكن دفاع الريال كان منتشرا بشكل جيد رغم إصابة ماني قائم الريال من تسديدة مباغتة. وفي ظل محاولة ليفربول اعادة الانطلاق والدخول في اجواء المباراة، كان الريال يعتمد على الهجمة المرتدة مع الثلاثي بايل، رونالدو وبنزيما حيث كانت المساحات قد بدأت تظهر نتيجة إندفاع لاعبي الليفر للأمام. ​ميلنر​ حاول التحرك أكثر في الجهة اليسرى لعكس الكرات العرضية لكن دفاع الريال كان ناجحا في التعامل معها وتضييق المساحات قدر الإمكان قبل أن يخرج ويترك مكانه لايمري كان.

الريال تابع خطورته عبر المرتدات ليسجل بعدها بايل هدفا ثالثا بعد خطأ فادحآخر من حارس ليفربول عند الدقيقة 83. المباراة بعدها أصبحت منتهية نوعا ما مع كرات طولية غير خطرة لليفربول مقابل مرتدات خطرة للريال لكن المباراة لم تتغير نتيجتها وانتهت بفوز الريال 3-1 وتحقيقه مجددا للقب الأوروبي الأهم.

احمد علاء الدين