في خضم انتهاء موسم الدوريات المحلية واستعداد العالم لاستقبال حدثين كرويين هما الأهم هذا العام، الأول نهائي ​دوري أبطال أوروبا​ بين ​ريال مدريد​ وليفربول يوم السبت، والثاني انطلاق نهائيات كأس العالم في روسيا في الرابع عشر من يونيو/حزيران المقبل، وفي الوقت الذي لم تفتح فيه نافذة الإنتقالات الصيفية، فإن أمراً آخر استحوذ على اهتمام المتابعين.

كانت حركة غير إعتيادية بالنسبة لبعض الأندية من أجل فتح باب الموسم الجديد في وقت مبكر عن طريق التعاقد مع مدربين جدد لتُرسم من الآن ملامح التغيير في العديد من الفرق وفي مقدمتها ​باريس سان جيرمان​ الذي عين الألماني توماس ​توخيل​ مدرباً خلفاً ل​أوناي ايمري​.

من الواضح ان اختيار توخيل لتدريب ​البي اس جي​ كان خياراً مفاجئاً للبعض خاصة وان الأنظار كانت تتجه نحو الفرنسي ​آرسين فينغر​ الذي أنهى مسيرة امتدت لأكثر من عقدين مع ​أرسنال​، إلا ان اختيار توخيل يهدف من دون أدنى شك للتأسيس لمرحلة جديدة هدفها الذهاب أبعد من الهيمنة على البطولات المحلية وهو الأمر الذي لم يتحقق حتى الآن في الفريق الباريسي على الرغم من الاستعانة بالبرازيلي ​نيمار​ والفرنسي ​كليان مبابي​.

لكن في المقابل لم يفهم أحد حتى الآن الاسباب التي دفعت ​الأرسنال​ للاستعانة بالمدرب أوناي ايمري في الوقت الذي كان ينتظر فيه مشجعو ​الغانيرز​ التعاقد مع مدرب كبير يعيد البريق المفقود الى النادي، لكن من الواضح ان ادارة النادي الانكليزي تريد العودة الى ساحة دوري أبطال أوروبا أولاً ومن ثم التخطيط لما هو أبعد، لكن خيار التعاقد مع إيمري ربما ليس صائباً خاصة وان نجاح الأخير في الدوري الفرنسي، قد لا يتكرر في الدوري الممتاز حيث المنافسة أقوى والأسلوب مختلف.

وفي مكان آخر كان لافتا تعاقد نابولي مع المدرب المخضرم ​كارلو أنشيلوتي​ الذي رفض تدريب ​المنتخب الايطالي​ الغائب عن ​مونديال روسيا​ للمرة الأولى منذ 58 عاماً، لكن هذا الخيار سيلقي بظلاله دون أدنى شك على ​الكالتشيو​ الذي افتقد مدرباً محنكاً مثل أنشيلوتي قادر على وضع حد لهيمنة يوفنتوس على الدوري منذ فترة طويلة.

واذا كان ​توتنهام هوتسبير​ اختار تجديد عقد مدربه الأرجنتيني ​ماوريسيو بوتشيتينو​ لخمس سنوات مقبلة، فيما قرر مدرب مانشستر سيتي السابق ​مانويل بيليغريني​ العودة الى الدوري الممتاز من بوابة وست هام، فإن الأنظار ستكون متجهة في الايام المقبلة نحو لندن من اجل معرفة مصير أنطونيو كونتي مع البلوز، وإن كانت التقارير تشير لإمكانية التعاقد مع مدرب نابولي السابق ​ماوريسيو ساري​ ليتولى تدريب تشيلسي في الموسم القادم.

ويبقى القول ان ميركاتو المدربين في الموسم الجديد لن يقل سخونة واثارة عن ميركاتو اللاعبين لا بل ربما يتفوق عليه من ناحية الأسماء الكبيرة التي قد تغادر فرقها نحو أندية أخرى!.