موسم كروي حافل شهدته الملاعب الفرنسية حيث أسدل الستار على الدوري الفرنسي لكرة القدم لموسم 2017/2018 بتتويج ​باريس سان جيرمان​ بلقب الدوري واستعادته من ​موناكو​ الذي حل وصيفا بجانب الكثير من المعارك الشرسة التي دارت سواء على مراكز ​دوري الأبطال​، ​اليوروبا ليغ​ والصراع على الهروب من شبح الهبوط سنتعرف عليها في هذا التقرير.

بدون أي صعوبات تذكر، حسم باريس سان جيرمان لقب الدوري الفرنسي بعدما تصدر من البداية وحتى النهائية وبفارق مريح دائما عن اقرب ملاحقيه في ظل التشكيلة الهجومية المرعبة التي يمتلكها الفريق، البي أس جي وصل إلى النقطة 93 مع تسجيله ل108 اهداف وهو يعد الفريق الأقوى هجوميا ليس في ​فرنسا​ وحسب بل في أوروبا وسجل معدل 2.84 هدف في المباراة الواحدة كما كان خط دفاعه الأقوى بتلقيه فقط ل29 هدفا.

كل هذا جعل تتويج الباريسيين باللقب أمرا منطقيا. مركز الوصافة كان لموناكو والذي تأخر عن البي أس جي بفارق 13 نقطة وهو خاضة معركة شرسة للغاية على المركزين الثاني والثالث المؤهلين لدوري الأبطال مع أولمبيك ليون و​أولمبيك مارسيليا​، معركة شهدت الكثير من الكر والفر حيث بقيت حتى اللحظات الأخيرة من المباراة الأخيرة في الدوري ليحسمها موناكو والذي قدم أداءا هجوميا جيدا للغاية مثله مثل ليون الذي تفوق في المركز الثالث بفارق نقطة يتيمة أمام مارسيليا بفضل تألق نجمه الهولندي ​ممفيس ديباي​ والذي قدم موسما مميزا.

مارسيليا دفع ثمن الأخطاء التي ارتكبها في آخر الجولات دفاعيا ليخسر نقاطا ثمينة وكان التعادل أمام ​غانغان​ في الجولة ما قبل الأخيرة الشعرة التي قسمت ظهر البعير وقضت على آماله بحجز مركز في دوري الأبطال.

صراع قوي دار على المركزين الخامس والسادس المؤهلين إلى اليوروبا ليغ بين ستة فرق وبقيت الأمور غير واضحة حتى آخر دقائق الجولة الأخيرة.

ستاد رين​ قدم موسما مميزا للغاية مع المدرب صبري اللموشي والذي حجز المركز الخامس برصيد 58 نقطة وهو قدم كرة قدم بتوزان كبير بين الدفاع والهجوم معتمدا على القوة التكتيكية للفريق والإنتشار الجيد في أرضية الملعب.

خلف رين، كان ​بوردو​ والذي عاد مجددا للمشاركات الأوروبية وهو قدم طوال الموسم أداءا لافتا معتمدا على الجماعية في الأداء. ​سانت إيتيان​ والذي كان سابعا فقد المركز الأوروبي بفارق الأهداف عن بوردو وتحديدا بفارق 9 أهداف لكن هذا لا ينتقص أبدا من قيمة الموسم المميز الذي قدمه سانت إيتيان لكن الحظ لم يحالفه في نهاية المطاف.

الموسم هذا شهد تراجعا في أداء نيس والذي كان ثالثا الموسم الماضي لكنه أنهى الموسم الحالي في المركز الثامن برصيد 54 نقطة وكان الخسارة مع ليون في الجولة الأخيرة بمثابة ضربة قاضية بالنسبة للتأهل لليوروبا ليغ ولو نجح في الفوز لكان انتزع البطاقة من بوردو.

نانت مع مدربه ​رانييري​ بدأ الموسم بشكل جيد حيث كان ضمن الخمسة الاوائل لكن أداء الفريق شهد تراجعا في مرحلة الإياب ليكتفي بالمركز التاسع مع 52 نقطة لكنه لم يكن بعيدا عن حجز مركز أوروبي إنما عانى من عقم هجومي حيث سجل فقط في 38 مباراة 36 هدفا فقط ليكون رابع أضعف خط هجوم في الدوري.

كما كان مونبييليه قاب قوسين أو أدنى من التأهل لليوروبا ليغ وهو قدم موسما مميزا فرض فيه نفسه واحترامه على الجميع مع اداء دفاعي أكثر من مميز ليكون ثاني افضل خط دفاع وهو لو كان أفضل بقليل من الناحية الهجومية فلن نبالغ إن قلنا بأنه مونبييليه كان بإمكانه في ظل إمكاناته الدفاعية أن ينافس على مركز بدوري الأبطال.

وسط الترتيب شهد وجود فرق ​ديجون​، غانغان، ​أميان​ و​أنجيه​ والتي قدمت موسما جيدا للغاية كانت فيه بالمراكز الدافئة ولم تشارك بالصراع الذي دار على مراكز الهبوط.

بالمجيئ إلى معركة الهبوط، كان ميتز أول المودعين حيث عانى الفريق كثيرا طوال الموسم وبقي في المركز الأخير برصيد 26 نقطة حيث خسر 24 مباراة مع خط دفاع ضعيف للغاية تلقى 76 هدفا. معركة شرسة دارت بين خمسة فرق هي ​ستراسبورغ​، كان، ليل، ​تولوز​ وتروا ليكون تروا هو الضحية حيث سقط إلى الدرجة الثانية بعدما توقف رصيده عند 33 نقطة وهو دفع ثمن قلة خبرته في دوري الأضواء فيما احتل تولوز المركز الثامن عشر والذي يلعب من خلاله الملحق مع أجاكسيو ثالث دوري الدرجة الثانية ومن المفترض الا يجد صعوبة في تجاوزه وبالبقاء ضمن أندية الليغ 1.