انتهى موسم 2017-2018 بتتويج مانشستر سيتي بلقب ​البريميير ليغ​. وشهد ​الدوري الإنكليزي​ لهذا الموسم العديد من الأحداث المثيرة مع صراع شرس على مقاعد ​دوري الأبطال​ عوض حسم السيتي باكرا للقب فيما دارت أيضا معركة على الهبوط لم تنته في الجولات الأخيرة.

في هذا التقرير سنحاول الإضاءة على أبرز ما حمله جدول الترتيب للبريمير ليغ لهذا الموسم.

لم يكن أحدا قادر على إيقاف السيتي بقيادة ​غوارديولا​ والذي برز كفريق كامل متكامل فكان الأقوى هجوميا ودفاعيا مع كرة قدم شاملة بمعدل تهديفي بلغ 2.78 هدف في المباراة الواحدة وسيطرة مطلقة على معظم المباريات ففاز في 32 مباراة ووصل إلى النقطة رقم 100 في إنجاز تاريخي للسيتيزينز.

مركز الوصافة كان لغريمه اليونايتد والذي مع المدرب ​مورينيو​ نجح في حصد المركز الثاني أمام هجمات ليفربول و​توتنهام​ لكن اليونايتد كان الأفضل بعد السيتي رغم بعض المراحل التي بدا فيها اليونايتد بعيدا عن مستواه بيد أن مورينيو نجح في إعادة الفريق على السكة الصحيحة مع دفاع صلب تلقى فقط 28 هدفا طوال الموسم.

توتنهام هوتسبيز كان في المركز الثالث وهو حاول في بداية الدوري فرض نفسه منافسا على الصدارة لكنه تراجع تدريجيا مع مشاكل دفاعية كلفته فقدان الكثير من النقاط إضافة لعدم القدرة على التعامل مع المباريات التي خاضها مع الفرق في أسفل الترتيب مع معاناة في اللعب بثبات فني لكنه في نهاية المطاف تفوق على ليفربول الذي حل رابع ونجح في تحقيق الهدف الذي وضعه قبل بداية الموسم وهو الوصول إلى دوري الأبطال.

وكان يمكن لليفربول تحقيق الأفضل لكنه عانى من مشاكل دفاعية كثيرة وأخطاء ساذجة وقع فيها لكن تألق ​محمد صلاح​ هجوميا والذي توج بلقب هداف الدوري عوض تلك الإخفاقات الدفاعية.

المركز الخامس كان من نصيب ​تشيلسي​ الذي فشل مع مدربه أنطونيو ​كونتي​ في الوصول لدوري الأبطال مكتفيا بحصد 70 نقطة خلف ليفربول بخمس نقاط. مشكلة تشيلسي الأساسية كانت في غياب الجديد عند كونتي حيث استمر بنفس طريقة اللعب من الموسم الماضي مع نفس الأسماء ما جعل أداء الفريق مقروءا عند معظم الفرق.

​​​​​​​

الأمر نفسه بالنسبة ل​أرسنال​ الذي ودع مدربه أرسين ​فينغير​ بعد سنوات طوال على رأس الإدارة الفنية للفريق، وداع لم يكن على قدر الآمال حيث فشل أرسنال وللموسم الثاني على التوالي في الوصول لدوري الأبطال فاكتفى الفريق بالمركز السادس مع أداء دفاعي يمكن وصفه بالكارثي نسبة لفريق مثل أرسنال حيث تلقت شباك الفريق 51 هدفا أي بمعدل 1.34 هدف في المباراة الواحدة.

المركز السابع والمؤهل إلى تصفيات ​اليوروبا ليغ​ كان لبيرنلي الذي قدم موسما مميزا وفرض نفسه بين كبار البريميير ليغ وهو على الرغم من عدم تألقه هجوميا لكنه كان صاحب دفاع مميز مع كرة قدم تكتيكية من طراز رفيع.

إيفرتون والذي أقال مدربه كومان في ثلث الموسم واستعان بعد بداية موسم مخيبة كان فيها الأخير ضمن فرق أسفل الترتيب لكن بعد الإستعانة بالبيغ ​سام ألاردايس​، تحسن الأداء ووصل الفريق للمركز الثامن لكن ذلك لم يشفع له كي يستمر في تدريب الفريق وذلك بعد الفشل في تحقيق هدف الموسم وهو التأهل للبطولات الأوروبية.

أما ​ليستر سيتي​ والذي كان بطل الموسم ما قبل الماضي، فإنه لم ينجح في الحصول على مركز أفضل من التاسع مكتفيا بحصد 47 نقطة مع أداء هجومي جيد لكن دفاعه لم يكن على المستوى فتلقى 60 هدفا وهو رقم سلبي مفاجأ لفريق كان منذ سنتين الأفضل دفاعيا في ​إنكلترا​.

كما نجح رافائيل بينيتيز في تقديم موسم جيد إلى حد ما وفق الإمكانات المتاحة للفريق فاحتل المركز العاشر ب44 نقطة متقدما بفارق الأهداف على ​كريستال بالاس​ و​بورنموث​ الذي كان في مركز دافئ طوال فترات الموسم ولم يلعب تحت ضغط الهبوط مع الإشادة بأداء ​نيوكاسل يونايتد​ وكريستال بالاس في مرحلة الإياب حيث كان أفضل وتركا المراكز المتأخرة منذ بداية القسم الثاني من الدوري.

بعد ذلك نجد الثلاثي ويست هام، واتفورد و​برايتون​ التي قدمت موسما جيدا إلى حد ما وكانت دائما في المراكز الوسطية البعيدة عن صراع الهبوط.

حسابيا، كان صراع الهبوط بين خمسة فرق، لكن ويست بروم كان أول المودعين بعدما قدم موسما للنسيان حصد فيه 31 نقطة معظمها في المباريات الأخيرة عندما كانت الأمور شبه قد حسمت.

مشكلة ويست بروم الأساسية كانت ضعف خط هجومه حيث هز شباك الخصوم 31 مرة في 38 مواجهة وهو رقم أقل ما يقال عنه أنه كارثي ولا يخول صاحبه أبدا البقاء ضمن أندية البريميير ليغ. الصراع الحقيقي كان بين فرق ​هادرسفيلد​، ​ساوثهامبتون​، ​ستوك سيتي​ و​سوانزي سيتي​ فهبط الفريقين الاخيرين بعدما خسرا نقاطا هامة في آخر الجولات والحق يقال بأن الفرق الأربع كان أداؤها متقاربا لكن تفاصيل صغيرة حسمت المعركة أهمها ضعف خطي هجوم سوانزي وستوك سيتي وعدم القدرة على التركيز الدفاعي في اللحظات الحاسمة من معركة الهبوط وأمام الخصوم المباشرين بالذات.