لا يختلف إثنان على أن كل اللاعبين الصاعدين في لبنان يطمحون دوماً لخوض تجارب إحترافية في الخارج، الإحتراف، الذي يساعد على تطوير المواهب وتنمية القدرات على المستوى الفني والمستوى الذهني، ويتميّز لبنان بوجود لاعبين يتمتعون بقدرات كبيرة تحتاج إلى الرعاية والمواكبة الكافيّتين للإستفادة منها، لكن ذلك غير متاح بسبب غياب النظام الإحترافي الذي يرتبط بأسلوب حياة اللاعب وطريقة تحضيره للمباريات طوال مسيرته.

حسين الدر​، المدافع اللبناني صاحب الـ22 عاماً، قلب الدفاع الذي لفت الأنظار مع فريق شباب الساحل قبل هبوط الأخير إلى الدرجة الثانية موسم 2016-2017، سنحت له فرصة الإحتراف في دوري ​جزر المالديف​ مع فريق نيو راديانت المالديفي، وإستطاع أن يحقّق لقبي الدوري والكأس، وكان من النجوم الفريق الذي قادته مدربا إسبانيا من أكاديمية ​نادي ريال مايوركا​، ثم إنتقل هذا الموسم للعب في ​الدوري الهندي​ مع فريق تشرشل بروذرز.

الدر تحدث لصحيفة السبورت الإلكترونية عن مزايا تجربة الإحتراف التي خاضها في الخارج، كاشفاً أن إنضمامه إلى فريق نيو راديانت في جزر المالديف ساعده على تطوير أدائه بشكل كبير، مضيفا :" في جزر المالديف كنت سعيداً للغاية، تحسنت كثيرًا وسعيت للإستفادة قدر المستطاع من مشاركتي في دوري إحترافي، وقد تمكنا من الفوز بلقبي الكأس والدوري، وكنت من الركائز الأساسية في تشكيلة الفريق".

الدر شرح أكثر إيجابيات الحياة الإحترافية للاعب كرة القدم، والتي عاشها في جزر المالديف، قائلاً :" هناك، يعيش اللاعب الحياة الإحترافية على أوصولها، فأنت مطالب فقط بلعب كرة القدم، هي مهنتك الوحيدة، عكس الحال في لبنان، فلاعب كرة القدم يُجبر على التقيّد بإلتزامات أخرى في الحياة، إضافة إلى أن ساعات التمارين أقل بكثير خلال الأسبوع، كل شيء مختلف، النوم، المأكل، المشرب، طريقة العيش، الإحتراف عالم آخر ونحن بعيدين كلّ البعد عنه. حتّى الملاعب لها رونق خاص، فهي مجهّزة بتقنيات فنية متطورة تتماشى مع المواصفات الدولية لملاعب كرة القدم العالمية، الأجواء هناك قبل التمارين وخلال التمارين مميزة، الحضور الإعلامي والإعلاني ومواكبة الجماهير، جميعها عوامل تحفّز اللاعب وتدفعه لتقديم كلّ ما لديه على أرض الملعب".

وأضاف الدر :" في لبنان نحن بحاجة إلى هذا النمط من العيش والتعامل، اللاعبون يحتاجون لذلك من أجل تطوير وتحسين مستواهم على الصعيدين الذهني والبدني، وبالتالي تحسين مستوى الدوري وكرة القدم في البلد بشكل عام لأننا نستحق ".

وعن إنضمامه مؤخرًا إلى الدوري الهندي، كشف الدر أن مسؤولين عن فريق تشرشل بروذرز راقبوه خلال فترة لعبه مع نيو راديانت، وأعربوا عن سعيهم الكبير للحصول على خدماته، لينحج أخيرًا في الإنضمام إلى صفوفه.

وقال الدر :" الدوري الهندي مستواه أعلى بكثير من الدوري المالديفي، في الهند هناك عدّة مدربّين أصحاب الشأن الرفيع من أوروبا، وكل الفرق تمتلك 6 لاعبين أجانب، ولا ننسى أن المنتخب يشارك في بطولة كأس آسيا 2019، والمسؤولون في الإتحاد الهندي بالتعاون مع الاندية يسعون بكل جدية لتطوير كرة القدم في البلد وتحسين مستوى الدوري المحلي. المرحلة الأولى كانت صعبة، الفريق كان يعاني في منطقة الخطر وإستطعنا بعد عدّة مباريات من تحقيق نتائج إيجابية وإنتشاله من الوضع الصعب الذي كان يعيشه ".

وتابع المدافع اللبناني :" على الصعيد الشخصي، قدّمت كل ما لدي لخدمة فريقي، وتأكيداً على ذلك، عرض عليّ النادي تجديد عقدي لعام إضافي، والأمور حاليًا تسير في الطريق الصحيح لمواصلة المشوار معه ".

لم يخف الدّر رغبته بالإنضمام إلى صفوف ​المنتخب اللبناني​، فحلم أي لاعب تمثيل منتخب بلاده في المحافل الدولية، خصوصاً وأن لبنان يستعد للمشاركة في ​بطولة كأس أمم آسيا 2019​ في الإمارات في شهر كانون الأول القادم.

وفي هذا السياق قال الدّر :" أنا دائماً ما أسعى إلى تطوير نفسي من أجل نيل شرف تمثيل المنتخب الأول، عدم إستدعائي للمنتخب يدفعني إلى العمل أكثر فأكثر، وأتمنّى أن أحصل على ذلك في أقرب فرصة ممكنة. لقد إحترفت في الخارج لمدّة سنة، وأعتقد من المنطقي أن يتم إستدعائي، وبالتالي على المعنيّين بالموضوع أن يلتفتوا إلى هذه النقطة ".

الدر لم يغلق باب العودة إلى لبنان في المستقبل، لكنه أكد تصميمه في الوقت الحالي على الإستمرار باللعب في الخارج من أجل تطوير نفسه أكثر والوصول إلى أعلى متسوىً ممكن لرفع إسم لبنان عاليًا ونيل شرف تمثيل المنتخب الوطني خلال المراحل المقبلة .